مشعل السديري
أحاول بقدر الإمكان أن أتحاشى تلبية أي عزيمة – أي دعوة – على غداء أو عشاء، وبالذات إذا كانت جماعية وفيها كل من هب ودب من (عوير وصوير واللي ما فيه خير)، والغالبية العظمى لا أعرفهم، وإذا عرفت بعضهم فأكثر البعض لا أستسيغهم ولا ينزلون لي من زور، والغريب أنهم يبادلونني نفس المشاعر وإنما على أسخم.
وكنت أول ما أشيل همه هو موعد الحضور، فإذا كنت من الأوائل أضطر للوقوف للسلام مع كل قادم، وبعضهم يصر على القبلات مثنى وثلاث ورباع وخماس بل وسداس كذلك، وتكمل الرصّة إذا كان العرق يشرشر من صدوغ الواحد منهم، أما إذا حضرت متأخراً، فمن المحتمل أن أتعثر في مشيتي من جراء نظرات الحاضرين الذين أمر عليهم بالدور مصافحاً، وبعضهم يقبض على يدك وكأن يده (زراديّة)، وذلك زيادة منه في الحفاوة بي.
وما إن يكتمل الحضور وأتشهّد جالساً القرفصاء كالأرنب المؤدب، وبينما أكون مستغرقاً بالصمت وأعد الدقائق وكأنها ساعات، وإذا بأحدهم يقتحم عليّ صمتي من دون (إحم ولا دستور) ويسألني عن رأيي في الموضوع الذي يخوضون فيه فيرتج عليّ، وآخذ أزوك في مقعدي وأتمتم بكلام غير مفهوم يدل دلالة قاطعة على أنني غير متابع لما يخوضون فيه، وبعدها تبدأ التريقات، أقلها مثلما علّق أحدهم على كلامي قائلاً بالحرف الواحد: وعلى إيش انت عامل نفسك كاتب وانت ما تعرف كوعك من كرسوعك؟!
وكمل الناقص من كان يجلس بجانبي عندما وكزني بخاصرتي وسألني: هل أنت مريض؟!، الواقع أنني انزعجت من سؤاله فرددت عليه: لا ولله الحمد، فقال: لماذا إذن أنت نحيف و(معصقل)؟!، ولكي ألطف الجو قلت له وأنا أكذب: الحب بلا والعشق سم قاتل، فرد عليّ لكي يخفف دمه وهو يتضاحك ويقول: يا قرد حظ التي أنت تعشقها، قلت له: معاك حق – وهو بالمناسبة عيني عليه باردة كتف وردف، فوزنه لا يقل عن 120 كيلو وطوله لا يزيد على 160 سم والقرد بعين زوجته غزال – خصوصاً أن ثروته تحوم حول المليار، مليون ينطح مليون.
وما صدقت على الله أن سمعت (الشف) – أي المضايفي – يقول (اقلطو) – أي تفضلوا – فتتابعنا حول مائدة أرضية بها صحون كبيرة ممتلئة بالرز وعليها خراف كاملة الدسم، ومن سوء حظي أنني جلست بجانب رجل أعتقد أنه من أحفاد حاتم، وزيادة منه بإكرامي أول ما هبش بيده الغليظة إلية الخروف، وإذا به يضع في صحني شحمة لا يقل حجمها عن كرة الباسكت بول.
فعافت نفسي الأكل – ومعذرة على هذا المقال.
وكنت أول ما أشيل همه هو موعد الحضور، فإذا كنت من الأوائل أضطر للوقوف للسلام مع كل قادم، وبعضهم يصر على القبلات مثنى وثلاث ورباع وخماس بل وسداس كذلك، وتكمل الرصّة إذا كان العرق يشرشر من صدوغ الواحد منهم، أما إذا حضرت متأخراً، فمن المحتمل أن أتعثر في مشيتي من جراء نظرات الحاضرين الذين أمر عليهم بالدور مصافحاً، وبعضهم يقبض على يدك وكأن يده (زراديّة)، وذلك زيادة منه في الحفاوة بي.
وما إن يكتمل الحضور وأتشهّد جالساً القرفصاء كالأرنب المؤدب، وبينما أكون مستغرقاً بالصمت وأعد الدقائق وكأنها ساعات، وإذا بأحدهم يقتحم عليّ صمتي من دون (إحم ولا دستور) ويسألني عن رأيي في الموضوع الذي يخوضون فيه فيرتج عليّ، وآخذ أزوك في مقعدي وأتمتم بكلام غير مفهوم يدل دلالة قاطعة على أنني غير متابع لما يخوضون فيه، وبعدها تبدأ التريقات، أقلها مثلما علّق أحدهم على كلامي قائلاً بالحرف الواحد: وعلى إيش انت عامل نفسك كاتب وانت ما تعرف كوعك من كرسوعك؟!
وكمل الناقص من كان يجلس بجانبي عندما وكزني بخاصرتي وسألني: هل أنت مريض؟!، الواقع أنني انزعجت من سؤاله فرددت عليه: لا ولله الحمد، فقال: لماذا إذن أنت نحيف و(معصقل)؟!، ولكي ألطف الجو قلت له وأنا أكذب: الحب بلا والعشق سم قاتل، فرد عليّ لكي يخفف دمه وهو يتضاحك ويقول: يا قرد حظ التي أنت تعشقها، قلت له: معاك حق – وهو بالمناسبة عيني عليه باردة كتف وردف، فوزنه لا يقل عن 120 كيلو وطوله لا يزيد على 160 سم والقرد بعين زوجته غزال – خصوصاً أن ثروته تحوم حول المليار، مليون ينطح مليون.
وما صدقت على الله أن سمعت (الشف) – أي المضايفي – يقول (اقلطو) – أي تفضلوا – فتتابعنا حول مائدة أرضية بها صحون كبيرة ممتلئة بالرز وعليها خراف كاملة الدسم، ومن سوء حظي أنني جلست بجانب رجل أعتقد أنه من أحفاد حاتم، وزيادة منه بإكرامي أول ما هبش بيده الغليظة إلية الخروف، وإذا به يضع في صحني شحمة لا يقل حجمها عن كرة الباسكت بول.
فعافت نفسي الأكل – ومعذرة على هذا المقال.