السلايدر الرئيسيكواليس واسرار

رئيس وزراء لبنان سعد الحريري قدم أكثر من 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب أفريقيا

الياس مفرفح

ـ بيروت ـ من الياس مفرفح ـ كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية تفاصيل قصة مثيرة تربط زعيما عربيا بعارضة أزياء صغيرة في السن.

وأشارت الصحيفة في تقرير لها، أمس الاثنين، إلى أن رئيس وزراء لبنان سعد الحريري، قدم أكثر من 16 مليون دولار لعارضة أزياء من جنوب أفريقيا التقاها في منتجع سيشيل السياحي الفاخر.

وأكدت الصحيفة أنها حصلت على وثائق محكمة في جنوب أفريقيا تكشف حصول العارضة كاندس فان دير ميرفي، على ملابس السباحة والملابس الداخلية وعلى هدايا وأموال من الحريري، وقالت للمحققين إن علاقة رومانسية جمعتهما، بحسب الصحيفة.

وتعود القضية في الفترة التي لم يكن الحريري حينها يشغل منصب رئيس وزراء لبنان، إذ أرسل الحريري الأموال اعتبارا من عام 2013.

وقالت الصحيفة إن التحويل لا يبدو أنه انتهك أيا من القوانين اللبنانية أو الجنوب أفريقية، غير أن دخول العارضة في معارك قضائية مع سلطات الضرائب كشف اسم السياسي اللبناني.

وورث سعد الحريري بعد اغتيال والده، رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 14 فبراير/فبراير 2005، إدارة مشروعاته الاقتصادية المتشعبة، وكذلك ورث زعامة تيار المستقبل، ومنها دخل إلى عالم السياسية، إذ كلف مرتين بتشكيل الحكومة اللبنانية، الأولى كانت في 27 يونيو/حزيران 2009، وفشل في تشكيلها وهي الحكومة التي تعرضت لأزمات داخلية كبيرة واستقال عدد من الوزراء بها أفقدها نصابها الدستوري، واستقالت الحكومة في يناير/كانون الثاني 2011، ثم كلف الحريري مرة أخرى بتشكيل الحكومة في نوفمبر/تشرين الثاني من عام 2016، وهي الحكومة المستمرة حتى الآن، وقدرت مجلة فوربس ثروة سعد الحريري في عام 2013 بنحو 1.9 مليار دولار.

وأشارت صحيفة “نيويورك تايمز” إلى أن القضية تأتي في وقت تمر فيه أعمال الحريري التجارية والسياسية بفترة صعبة، ما حرم العديد من الموظفين لديه من رواتبهم، وهذا الشهر، قال الحريري إن الحكومة اللبنانية ستعلن “حالة الطوارئ الاقتصادية وتدفع بإجراءات التقشف”.

وأكدت الصحيفة على أن الهدايا لا علاقة واضحة لها بالمشاكل الاقتصادية الحالية في لبنان، في الوقت الذي أعلن الحريري أن الحكومة اللبنانية ستعلن “حالة الطوارئ الاقتصادية” وستدفع من أجل إجراءات تقشف.

وقد نقل مصرفه في لبنان المبلغ إلى حساب فان دير ميرفي في جنوب إفريقيا بين فترتي ولايته كرئيس للوزراء، وكان حينها رئيسا لحزبه “تيار المستقبل” وكان وقتها في الـ43 من عمره.

دخل العارضة التي كانت تبلغ 20 عاما، لم يكن يتجاوز 5400 دولار في العام، قبل أن يبتسم لها الحظ وترتفع الأرقام في حسابها البنكي في مايو/أيار من عام 2013، بعد تحويل مالي من بنك لبناني إلى حسابها بمبلغ 15.299.965 مليون دولار، بحسب “نيويورك تايمز”.

 

وظهرت فان دير ميرفي في إعلانات لمشروبات الطاقة وفي يوميات لباس السياحة، لكنها كانت تبلغ جهات الضرائب أن دخلها السنوي لا يتعدى 5400 دولار.

وبحسب ما نشرته الصحيفة، فإن التحويل المالي كان من المحتمل أن يظل سريا، لو أن المبلغ الكبير لم يثر شكوكا لدى السلطات المالية والضريبية في جنوب أفريقيا التي حققت واعتبرته دخلا خاضعا للضريبة.

وقالت فان دير ميرفي إن المال كان هبة وليس خاضعا للضريبة وفقا لقانون جنوب أفريقيا. وفي الدعاوى القضائية اللاحقة، جادلت بأن الأموال منحت لها من دون شروط وحددت المتبرع أنه سعد الحريري.

وفي إفادة خطية وردت في وثائق المحكمة، قالت العارضة، إنه في مارس/ آذار 2013، خلال رحلة إلى المنتجع الذي عملت فيه، أخبرت أصدقاءها أن سيارة أحلامها هي “أودي آر8″، وفي طريق عودتها إلى المنزل، تعرضت لحادث أدى إلى تحطم سيارتها لدرجة لم يعد من الممكن إصلاحها وتصدع شاشة هاتفها المحمول، وبعد ذلك بقليل تلقت اتصالا من تاجر سيارات طلب منها القدوم لتسلم سيارة “أودي آر 8 سبايدر” مسجلة باسمها ومدفوعة بالكامل.

 

كما حصلت على اثنين من الهواتف المتنقلة أحدها بخاصية التجول الدولي، فضلا عن سيارة من طراز لاند روفر إيفوك، وبحسب الصحيفة بلغت قيمة السيارتين أكثر من 250 ألف دولار، وكتب محاموها أن السيارتين كانتا هدية من نفس الرجل الشرق الأوسطي الذي سبق أن أرسل لها المال.

وعندما سأل المحققون الحكوميون عن نقل 15 مليون، قال مسؤول في البنك إن “المرسل والمستفيد حبيب وحبيبة وهم حاليا معا في منتجع سيشيل”.

واعتبرت السلطات الضريبية الادعاء بأن المال هدية “غير معقول”، واشتبهت في أن الأموال كانت لوالدها غاري فان دير ميرفي، وهو رجل أعمال خاض معارك متكررة مع السلطات الضريبية بشأن تعاملاته التجارية.

وفرضت السلطات ضريبة الدخل على المبلغ، وجمدت أصول فان دير ميرفي وعينت أمينا للإشراف عليها إلى أن تسوي المسألة.

وأشارت الصحيفة إلى تدخل الحريري من جديد ليرسل لها مبلغا إضافيا بمليون دولار لمساعدتها في تغطيه نفقاتها القانونية والمعيشية، وفقا لوثائق المحكمة.

وتوصلت إلى تسوية مع السلطات الضريبية في 2016، لكنها رفعت من جديد في يناير الماضي قضية ضد السلطات الضريبية وطالبت بتعويض قيمته 65 مليون دولار، مقابل الأضرار التي ترتبت عن ملاحقتها القانونية.

وقالت إن القضايا أمام المحاكم وكل الدعاية المرتبطة بها تسببت في ضرر غير قابل للإصلاح في مهنتها وأدت إلى قطع صلتها بالحريري ما أدى إلى فقدان المنافع المالية التي كانت ستجنيها من العلاقة معه.

ولم يرد الحريري على الأسئلة المرسلة إلى فريقه الإعلامي حول علاقته بعارضة الأزياء، أو السبب الذي دفعه لإرسال هذه الهدايا لها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق