ثقافة وفنون
“القرآن الكريم.. سورة الأنفال.. التحليل الروائي”… كتاب جديد
ـ بيروت ـ من منشورات دار الكتب العلمية في بيروت 2019، صدر حديثاً كتاب جديد في علوم القرآن الكريم بعنوان: (القرآن الكريم – سورة الأنفال – التحليل الروائي) وقع في 320 صفحة، لمؤلّفه الروائي السوري عبد الباقي يوسف.
وقد اتّبع المؤلف منهجاً جديداً في تفسير القرآن، حيث حوَّل كل آيةٍ من آيات سورة الأنفال التي تقع في خمسٍ وسبعين آية، إلى خمسٍ وسبعين باباً وكل باب تحت عنوان، وقد جاء ذلك بتقنية روائية حديثة وبأسلوبٍ مشوّقٍ في تحليل الآيات. فيأتي بكل آية، ويبحث عن سياق مضمونها في سائر السور القرآنية، ثم يأتي بأحاديث نبوية صحيحة، وأحياناً بعض أسباب التنزيل، وبوقائع ساخنةٍ من معطيات الواقع الراهن واستناداً على هذه المادة، يطرح الفكرة الجديدة المعاصرة حول مضمون الآية.
رحلةٍ ممتعة مع أسلوب جديد ومنهج جديد في تفسير القرآن نمضيها مع هذا الكتاب الذي يبدو غريباً في نوعه، ولكن عندما نقرأه، نكتشف كم أننا لم نكن نقرأ القرآن عندما كنا نقرأه، وكم أن بعض المفاهيم المسبقة التي رسّختها في أذهاننا بعض التفاسير، جعلت بيننا وبين حقيقة القرآن ضباباً. وخاصة في سورة الأنفال التي تُعدّ من أكثر السور القرآنية تناولاً للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، في مسألة القِتال، حتى بدت هذه السورة وفق هذه التفاسير من أكثر سور القرآن دموية كما يقول المؤلف في كتابه هذا، وما هو مثير هنا أنه يقنع القارئ بأدلّته وبراهينه، بأن هذه السورة هي من أكثر سور القرآن سلماً وتسامحاً واستيعاباً للتعدّديّة في المعتقد.
يُعدّ هذا الكِتاب بحقٍ من الكُتب النادرة والهامة التي تمتلك مقدرةً هائلةً على قوّة الإقناع، بل وتغيير قناعات سلبيّة كانت مترسّخة لدينا عن القرآن مثل: (فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان). الذي أتى في الباب الثاني عشر تحت عنوان: (بين الضرب والقتل). فيأتي بنماذج من أعمدة المفسّرين ويستغرب كيف أن هذه التفاسير تشير بأن القرآن يدعو إلى قطع الرؤوس، وليس هذا فحسب، بل التمثيل بجثث القتلى من خلال قطع أيديهم وأرجلهم وأصابعهم. فيبيّن أن ذلك لاأصل له في هذه السورة، ولا في أي سورة قرآنية.
يعمل المؤلّف بتأنٍ ودقةٍ في مواضيع كتابه، فيضعنا أمام خمسٍ وسبعين موضوعاً جديداً من المواضيع القرآنية التي تكون إحداها أكثر تشويقاً وغِنى ودهشةً من الأخرى. وفي نهاية الكتاب أشار المؤلّف أنه أنجز عمله هذا في مدينة أربيل.