تحقيقات

تصريحات كاذبة منسوبة إلى قيس سعيّد واكبت انتخابه رئيسا لتونس

ـ بيروت ـ ترافق انتخاب قيس سعيّد رئيسا في تونس مع انتشار أنباء كاذبة تنسب إليه تصريحات منها أنه طلب من العاهل السعودي سلمان بن عبد العزير عزل ابنه ولي العهد محمد بن سلمان، ومنها أنه أهدى فوزه للرئيس المصري السابق محمد مرسي، غير أن كلا التصريحين غير صحيح.

بماذا نحقق؟

نشر موقع إلكتروني خبراً مفاده أن سعيّد الذي فاز في الانتخابات الرئاسية في تونس حاصدا 72,71 % من الأصوات، طلب من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز عزل وليّ العهد محمد بن سلمان.

ونسب الخبر إلى سعيّد قوله في خطابه عقب فوزه “إذا أراد الملك سلمان الخير لبلاد المسلمين وللأمة الإسلامية والعربية فعليه أن يعزل ابنه”.

ونُشر هذا الخبر على موقع “”، وشاركه آلاف المستخدمين وعلى موقع فيسبوك. كما نشر مئات المستخدمين مضمون الخبر نفسه من دون الإشارة إلى مصدره.

ووفق خبر آخر، فإن سعيّد أهدى فوزه لمحمد مرسي الذي أطاح به الجيش المصري عام 2013 وتوفي في تموز/يوليو أثناء محاكمته.

ويدّعي أن سعيّد الذي أدى اليمين الدستورية في 23 تشرين الأول/أكتوبر 2019 كرئيس لتونس، قال في كلمته عقب فوزه “أهدي هذا الفوز لأول رئيس مدني منتخب في تاريخ جمهورية مصر العربية الرئيس الدكتور محمد مرسي، فهو عنوان للديموقراطية وعنوان للسلام وعنوان للشرعية أيضاً”.

ونشرالموقع الإلكتروني آخر تحديث لهذا الخبر في الخامس عشر من تشرين الأول/أكتوبر 2019، أي بعد أيام على إعلان نتائج الانتخابات، وشاركه منه أكثر من سبعة آلاف مستخدم و عدة عبر فيسبوك حتى تاريخ إعداد هذا التقرير، بحسب ما أظهر موقع “Crowdtangle” المتخصص في تحليل بيانات مواقع التواصل.

كما نشر مئات مضمون الخبر نفسه من دون الإشارة إلى الموقع الإلكتروني كمصدر.

وأثار الخبر تعليقات مؤيدة وأخرى معارضة استاءت من الإشادة بمرسي المنتمي إلى الإخوان المسلمين.

ما نعرفه

الواقع أن الخبرين عاريين عن الصحة، إذ إن الخطاب الذي ألقاه سعيّد بعيد إعلان فوزه لم يتضمّن أياً من العناصر الواردة في الخبرين المضلّلين.

وهو ما أكده أيضا صحافي في مكتب وكالة فرانس برس في تونس تابع الخطاب، فقال إن ما نسب إلى قيس سعيّد “غير صحيح، لم يأت في خطابه على ذكر هذا الأمر”.

أما بالنسبة لإهداء الفوز إلى مرسي، فإن سعيّد، الأستاذ الجامعي المستقلّ، يؤكّد عدم ارتباطه بأي جهة سياسية، ولو أن البعض ولا سيما خصمة نبيل القروي، يتّهمونه بأنه ذراع لحزب النهضة ذي التوجّه الإسلامي.

ودعا حزب النهضة قواعده الى التصويت لسعيد في الدورة الثانية، بعد خروج مرشحه للرئاسة منذ الدورة الأولى من السباق.

الخلاصة

نسبت إلى قيس سعيّد في الفترة الماضية تصريحات كثيرة تداولتها وسائل إعلام ومواقع التواصل، دفعت مقرّبين منه للتوضيح أن هذه التصريحات “” وأن لا علاقة لقيس سعيّد بها.

ولا يتبنى الرئيس توجها سياسيا معينا ويشدد دائما على استقلاليته وبعده عن الأحزاب السياسية، ولو أن العديد من الأحزاب دعت الى التصويت لصالحه. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق