خالد القشطيني
من المعتاد لنا أن نعجب بالقاضي الذي يعجب بمواهب المتهم أمامه. كثيراً ما يهزني ذلك. وقد لقي مثل هذا القاضي الشيء الكثير من الاستحسان عندما أفرج عن رجل احتال على مخزن ملابس وحصل على بدلة منه، من دون عوض، بمجرد التلاعب بحسابات كومبيوتر المخزن. لو كنت أنا القاضي لنزعت ملابسي أيضاً وأعطيتها له وخرجت من المحكمة من دون ملابس.
يستحق مثل هذا الاستحسان القاضي الإنجليزي الذي أطلق سراح الفنان الأميركي ستيفن بوكس بعد إحالته إليه بتهمة تزوير العملة. وما إن ألقى القاضي نظرة واحدة على ورقة البنكنوت من فئة عشرين جنيهاً، ورأى دقة رسمها وتخطيطها وتلوينها حتى اهتز إعجاباً بعبقرية ذلك الرسام فأفرج عنه على الفور، بل وكلفه برسم ورقة بنكنوت أخرى اشتراها منه بخمسين جنيهاً.
هذا قاض «ينحط على الراس» كما يقول المثل. ولن يسرني شيء في حياتي كما سيسرني لو أحالوني إليه بأي جريمة كانت. وأي شرف سيكون لي أن يحكم عليَّ بالسجن لردح من الزمن.
وبهذا التشجيع من دنيا القضاء والقانون، سافر هذا الفنان البهلوان إلى أستراليا ليجرب حظه هناك، بيد أن المحاكم الأسترالية كانت أقل تذوقاً للفن وتقديراً للعبقرية من مثيلاتها في بريطانيا، فأمرت بتوقيف الفنان. لا عجب أن ينظر الناس إلى أستراليا كبلد متأخر ثقافياً.
والمشكلة في تزويرات هذا الفنان أنها من الناحية القانونية تعطي المحامين أياماً من الجدل والأخذ والرد. فرغم أن ستيفن بوكس كان يرسم جنيهاته بالدقة الممكنة، ولكنه بدلاً من توقيع الملكة كان يضع توقيعه هو على ورقة البنكنوت. هل هذا تزوير؟ ربما يمكن الدفع بأنه يصدر عملته الخاصة به، وعلى من يقبلها أن يتأكد من التوقيع ومن رصيده في البنك.
وفيما انغمرت المحاكم الأسترالية في البت بقضيته، أقامت له إنجلترا معرضاً خاصاً لأوراقه النقدية المزورة. أثنى عليه النقاد والصحافيون. سمعت بذلك المحاكم الأسترالية فأطلقوا سراحه بكفالة لحضور المعرض وافتتاحه. ودفع ثمن التذكرة الجوية ألف دولار مزور! لقد بلغ أوجاً من الشهرة والمجد. إنه في الواقع لم يغش أحداً بتزويراته. فهو يرسم ورقة البنكنوت ويضع عليها توقيعه هو بدلاً من توقيع الملكة.
وكان يقول للبائع أو صاحب المطعم أو الفندق، تريد الدفع بهذه الورقة أم تفضل ورقة جنيه حقيقية؟ وفي كافة الأحيان كان يأتيه الجواب فوراً: أريد ورقتك رجاء. ولا أحد يلوم البائع على ذلك فأوراق ستيفن بوكس أصبحت أعلى قيمة من جنيهات بنك إنجلترا. وكان البائع هو الرابح دائماً، فبينما راحت أوراق الجنيه الإسترليني بالتدهور في سوق العملة، أخذت أوراق ستيفن بوكس بالارتفاع في أسواق الفن. وإذا استمر الحال كذلك فسأصر على تسلم أجوري من هذه الجريدة بعملة ستيفن بوكس!
يستحق مثل هذا الاستحسان القاضي الإنجليزي الذي أطلق سراح الفنان الأميركي ستيفن بوكس بعد إحالته إليه بتهمة تزوير العملة. وما إن ألقى القاضي نظرة واحدة على ورقة البنكنوت من فئة عشرين جنيهاً، ورأى دقة رسمها وتخطيطها وتلوينها حتى اهتز إعجاباً بعبقرية ذلك الرسام فأفرج عنه على الفور، بل وكلفه برسم ورقة بنكنوت أخرى اشتراها منه بخمسين جنيهاً.
هذا قاض «ينحط على الراس» كما يقول المثل. ولن يسرني شيء في حياتي كما سيسرني لو أحالوني إليه بأي جريمة كانت. وأي شرف سيكون لي أن يحكم عليَّ بالسجن لردح من الزمن.
وبهذا التشجيع من دنيا القضاء والقانون، سافر هذا الفنان البهلوان إلى أستراليا ليجرب حظه هناك، بيد أن المحاكم الأسترالية كانت أقل تذوقاً للفن وتقديراً للعبقرية من مثيلاتها في بريطانيا، فأمرت بتوقيف الفنان. لا عجب أن ينظر الناس إلى أستراليا كبلد متأخر ثقافياً.
والمشكلة في تزويرات هذا الفنان أنها من الناحية القانونية تعطي المحامين أياماً من الجدل والأخذ والرد. فرغم أن ستيفن بوكس كان يرسم جنيهاته بالدقة الممكنة، ولكنه بدلاً من توقيع الملكة كان يضع توقيعه هو على ورقة البنكنوت. هل هذا تزوير؟ ربما يمكن الدفع بأنه يصدر عملته الخاصة به، وعلى من يقبلها أن يتأكد من التوقيع ومن رصيده في البنك.
وفيما انغمرت المحاكم الأسترالية في البت بقضيته، أقامت له إنجلترا معرضاً خاصاً لأوراقه النقدية المزورة. أثنى عليه النقاد والصحافيون. سمعت بذلك المحاكم الأسترالية فأطلقوا سراحه بكفالة لحضور المعرض وافتتاحه. ودفع ثمن التذكرة الجوية ألف دولار مزور! لقد بلغ أوجاً من الشهرة والمجد. إنه في الواقع لم يغش أحداً بتزويراته. فهو يرسم ورقة البنكنوت ويضع عليها توقيعه هو بدلاً من توقيع الملكة.
وكان يقول للبائع أو صاحب المطعم أو الفندق، تريد الدفع بهذه الورقة أم تفضل ورقة جنيه حقيقية؟ وفي كافة الأحيان كان يأتيه الجواب فوراً: أريد ورقتك رجاء. ولا أحد يلوم البائع على ذلك فأوراق ستيفن بوكس أصبحت أعلى قيمة من جنيهات بنك إنجلترا. وكان البائع هو الرابح دائماً، فبينما راحت أوراق الجنيه الإسترليني بالتدهور في سوق العملة، أخذت أوراق ستيفن بوكس بالارتفاع في أسواق الفن. وإذا استمر الحال كذلك فسأصر على تسلم أجوري من هذه الجريدة بعملة ستيفن بوكس!
الشرق الأوسط