العالم
منفذ مجزرة القرم أراد الانتقام من “إذلال” رفاقه في المعهد
– اوردت الصديقة السابقة للطالب الذي قتل عشرين شخصا الاربعاء في معهد تقني في كيرتش بشبه جزيرة القرم قبل ان ينتحر، أنه اراد الانتقام من “إذلال” رفاقه، فيما اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن ما حصل هو نتيجة “العولمة”.
وقال بوتين الخميس “هذا نتيجة العولمة. على شبكات التواصل الاجتماعي، على الانترنت. نرى أن مجتمعاً بأكمله تشكل. بدأ كل شيء مع الأحداث المأسوية في المدارس الأميركية”.
وأضاف الرئيس الروسي “نحن لا نخلق إطارا مناسبا للشباب ما يؤدي الى وقوع مآس مثل تلك التي حصلت”.
في هذا الوقت، يحاول المحققون الروس معرفة الدوافع التي حدت بفلاديسلاف روسلياكوف (18 عاماً) الى ارتكاب اسوأ مجزرة داخل مدرسة في تاريخ روسيا.
وصرحت صديقته السابقة لتلفزيون “آر تي” رافضة كشف هويتها ان الشاب كان يقول إنه “لم يعد يثق بالناس منذ بدأ اشخاص في صفه بإذلاله لانه لم يكن كالاخرين”.
وقالت “كان فلاديسلاف يقول لي على الدوام انه كان يتشاجر مع المحيطين به”، مؤكدة انه “لم يكن يريد العيش بعد اليوم” ويرغب في الانتقام من الاذلال الذي يتعرض له.
واضافت “حين كنا معا كان كل شيء على ما يرام. كان مهذبا وحساسا. كان يساعدني حين اواجه مشاكل”، لافتة الى ان صديقها السابق كان يهوى اطلاق النار و”مختلف انواع الاسلحة”.
وبحسب صحيفة كومرسانت، فإن الشاب “نشأ في عائلة فقيرة”، والده مُقعد منفصل عن والدته التي تعمل في عيادة طبية وتنتمي إلى طائفة “شهود يهوى” المحظورة في روسيا باعتبارها “متطرفة”.
وشبهت عدة وسائل إعلام المجزرة في كيرتش بعملية إطلاق النار التي أوقعت 13 قتيلا في مدرسة في الولايات المتحدة عام 1999، لاسيما وأن صورا نشرت على الإنترنت على أنها صور القاتل في كيرتش تظهره يرتدي ملابس مماثلة لملابس غريك هاريس، أحد منفذي “مجزرة كولومباين”.
وأفاد المحققون ان القاتل الذي كان يحمل بندقية وقنبلتين محليتي الصنع، كان يعد في منزله عبوات ناسفة ويتباهى بذلك أمام أقرانه.
وقالت إحدى جارته لتلفزيون “آر تي” “منذ طفولته، كان يهوى الاسلحة واطلاق النار. حتى ان حادثا وقع حين اطلق النار مرة على قدمي”.
ولا تزال دوافع المجزرة مجهولة. وقال رئيس وزراء القرم سيرغي أكسيونوف إنّ منفذ المجزرة طالب حصل على منحة لمتابعة دروسه في المعهد، ولم يسبق أن أبدى أي سلوك عدائي من قبل.
وعثر على جثته في مكتبة المدرسة حيث انتحر، بحسب السلطات.
– “توجه بالغ الخطورة” –
وذكرت وكالة ريا نوفوستي نقلا عن مصدر في الأجهزة الأمنية أن الشاب حصل على رخصة لحمل السلاح بصورة قانونية بعد ان اجتاز بنجاح كل الاختبارات النفسية المطلوبة.
واوضح اكسيونوف انه “قد لا يكون تصرف بمفرده”.
واشارت آخر حصيلة اصدرتها السلطات الى عشرين قتيلا بينهم تسعة قاصرين واربعين جريحا معظمهم طلاب في معهد كيرتش.
وانتشر عناصر من الحرس الوطني في كل مدارس شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا العام 2014 وتم اعلان الحداد الوطني ثلاثة ايام.
وعلى وقع مطالبة البعض بتشديد قانون حمل السلاح، اكد المتحدث باسم الكرملين انه ينبغي تجنب اتخاذ “قرارات متسرعة” مشددا على ان الاولوية هي “لمقاربة جدية” لمشكلة اطلاق النار في المدارس.
واضاف ديمتري بيسكوف “انه توجه بالغ الخطورة يتطلب تحليلا معمقا. يجب اتخاذ تدابير للتقليل من مخاطر مماثلة مستقبلا او القضاء عليها تماما”.
وذكرت صحيفة إيزفستيا “لا يمكن لأحد أن يضمن عدم تكرار ذلك”، مشيرة إلى أن “روسيا لا تزال تفتقر إلى خدمات نفسية عالية النوعية في المدارس، ومراكز لمساعدة العائلات في أزمة أو هيئة فدرالية مكلفة أمن المدارس”. (أ ف ب)