السلايدر الرئيسيتحقيقات
هل باعت “حماس” المصالحة لتشتري اتفاقاً أمنياً مع إسرائيل يضمن بقاءها في غزة؟!
شوقي عصام
– من شوقي عصام – وضع مقلق تنتبه له القاهرة، مع عملية التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، ومخاوف شن حملة عسكرية على القطاع من قوات الاحتلال، على إثر صواريخ أُطلقت من داخل القطاع على إسرائيل، الأمر الذي جاء بزيارة مفاجئة لوفد من المخابرات المصرية، برئاسة وكيل جهاز المخابرات اللواء أيمن بديع، ومسؤول الملف الفلسطيني بالمخابرات المصرية اللواء أحمد عبد الخالق، والعميد همام أبو زيد، وذلك بعد إلغاء مدير جهاز المخابرات المصرية، اللواء عباس كامل، زيارته للقطاع.
التمسك بحكم قطاع غزة
وأكد سياسيون فلسطينيون، في تصريحات خاصة لـ””، أن حركة “حماس” تسعى لتحقيق الهدنة مع إسرائيل، أملاً بالاستمرار في حكمها بالقطاع، ولهدف الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، لإثنائه عن اتخاذ قرارات وإجراءات ضد حكمها في غزة، مشيرين إلى أن التهدئة بالنسبة لحركة حماس المنفذ الأخير لفك الحصار وفتح المعابر وإدخال المحروقات، وبالتالي الاستمرار لحكمها على حساب المصالحة الفلسطينية، الذي وقع في اتفاق بالقاهرة في العام الماضي مع الفصائل.
الرغبة في اتفاق أمني مع إسرائيل
وقال عضو المجلس الثوري لحركة فتح، السفير حازم أبو شنب، إن التصعيد الإسرائيلي شكل من أشكال التفاوض من جانب حركة “حماس” مع دولة الاحتلال حول مطلب الحركة بأن يكون هناك اتفاق للتنسيق الأمني مع تل أبيب، مشيراً إلى أن المواجهة الحالية شكل من أشكال التسخين أمام الرأي العام الفلسطيني في القطاع، ليكون هناك إطار أمام “حماس”، للوصول إلى إحداث اتفاق أمني مع إسرائيل، لافتاً إلى أنه خلال الشهرين الماضيين كان هناك اتفاق من جانب “حماس” مع إسرائيل، خرب التوافق الوطني، حيث أظهرت “حماس” اهتماماً أكبر بالاتفاق الحالي مع إسرائيل عن توافق الفصائل الفلسطينية.
حماس تضمن تواجد جماعة “الإخوان” بالمنطقة
وأوضح “أبو شنب”،في تصريحات خاصة لـ””، أن هذا الاتفاق الأمني، تطمح من خلاله “حماس” إلى الحفاظ على وجودها في القطاع، وأن تحافظ على تواجدها وألا يسقط حكمها في غزة، وذلك في ظل مساعدة الأطراف الدولية، التي ترغب في عدم ضرب وجود جماعة “الإخوان” عبر حركة “حماس” في القطاع، لافتاً إلى أن “حماس” لا ترغب في السير بعملية التوافق الوطني مع الفصائل، لأنها لن تسلم قطاع غزة إلى السلطة سلمياً.
وتابع “أبو شنب”، أن الدور المصري كما هو معلن من القاهرة، يتمحور في الحرص على بذل أكبر مجهود لإتمام المصالحة الفلسطينية أكثر من أي ملف آخر، ومن بعد ذلك نحن مستعدون للتعامل مع أي فصيل، وتنفيذ الاتفاقات السابقة، التي تمردت عليها “حماس” ولم تطبقها.
إسرائيل تخشى من انهيار الحركة
وفي هذا السياق، علق د. أسامة شعث، الأستاذ في العلوم السياسية، بأن التصعيد الإسرائيلي محدود ومحسوب بدقة، ويظهر أن حكومة الاحتلال لا تريد التصعيد الشامل، نظرا لأنها تخشى من انهيار حركة “حماس” في غزة، وذلك لا يعني أن إسرائيل كاحتلال، معنية بحركة “حماس”، وإنما هو دليل على أن الاحتلال يرغب في استمرار الانقسام كهدف استراتيجي، مضيفا أن الانقسام لن يزول إلا بزوال حكم “حماس” في غزة، وتحقيق مصالحة داخلية مع السلطة، موضحاً أن انهيار “حماس” يعني انهيار الانقسام، فهي ترغب في إبقاء الحركة في غزة لاستمرار الانقسام بين جناحي الدولة الفلسطينية.
الجهد المصري في المصالحة
وقال “شعث”، الخبير في الصراع العربي- الإسرائيلي،في تصريحات خاصة لـ””، إن حركة “حماس” تسعى لتحقيق الهدنة مع إسرائيل، أملاً بالاستمرار في حكمها بالقطاع، ولهدف الضغط على الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، وثنيه عن اتخاذ قرارات وإجراءات ضد حكمها في غزة، موضحاً أن الجهد المصري المبذول محمود، وذو مصداقية كبيرة لدى كل الأطراف الفلسطينية، التي تثق بالدور المصري الذي يخدم الشعب الفلسطيني والقضية، ودعماً لإقامة الدولة عبر إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، مطالباً حركة “حماس”، بالاستجابة إلى رغبة الشعب الفلسطيني، بضرورة تحقيق المصالحة والتجاوب مع الجهود المصرية المبذولة لإطلاق سفينة الوحدة الوطنية، والبدء بترسيخ الدولة الفلسطينية على الأرض، ومن ثم إجراء انتخابات ديمقراطية شاملة وتهدئة مع الاحتلال، تنتهي بتسوية سياسية لاسترداد حقوق الشعب الفلسطيني، وإجهاض المخطط التصفوي للقضية الفلسطينية، أو ما يسمى صفقة القرن.