السلايدر الرئيسيشرق أوسط

مصادر أمنية عراقية: داعش ينشط خلاياه النائمة في المناطق المحررة

سعيد عبدالله

ـ بغداد ـ من سعيد عبدالله – شهدت المناطق المحررة من داعش في العراق على مدى الأشهر الماضية تحركات لمسلحي التنظيم تمثل في كمائن وهجمات واستعراضات، الامر الذي يوضح أن الحرب ضد داعش والمجاميع الإرهابية الأخرى في العراق لم تنته بعد رغم اعلان الحكومة العراقية لتحرير كافة مناطق العراق من التنظيم نهاية العام الماضي.

ورغم استمرار عمليات التفتيش ومطاردة ما تبقى من مسلحي التنظيم في الموصل وصلاح الدين وكركوك وديالى والانبار، الا أن مسلحي داعش يواصلون تنفيذ حرب العصابات ونصب الكمائن وشن الهجمات ضد القوات الأمنية العراقية والمدنيين في المدن والبلدات المحررة، خصوصا البلدات الواقعة في اطراف هذه المدن.

وأعلنت امس القوات العراقية مقتل واصابة خمسة من عناصر الشرطة المحلية في هجومين منفصلين للتنظيم جنوب الموصل، وقال الملازم أول داود الجبوري، الضابط في شرطة محافظة نينوى، لـ””: “قتل أربعة من عناصر الشرطة وأصيب آخر اثر تعرض قواتنا لهجومين منفصلين، الأول في ناحية الشورى والثاني في قضاء مخمور جنوب شرق الموصل”، مشيرا الى أن الشرطة شنت عقب الحادثتين حملة تفتيش واسعة في المناطق المحيطة بموقعي الهجوم بحثا عن مسلحي التنظيم الذين لاذوا بالفرار بعد تنفيذهم الهجومين.

الهجمات الإرهابية التي تشهدها العراق منذ شهور والتي وصلت خلال الشهرين الماضيين الى ذروتهما في مدينة خانقين شمال شرق بغداد وفي الحويجة جنوب غرب كركوك وجنوب الموصل وغربها وأطراف قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، تشير الى أن داعش عاد الى استخدام اسلوبه السابق في شن هجمات خاطفة على طريقة حرب العصابات، ونصب نقاط تفتيش وهمية للقوات الامنية العراقية والمدنيين، ومهاجمة القرى وتفجير العجلات والعبوات الناسفة، وهي نفس الهجمات التي كانوا يشنونها عام 2014 قبل سيطرتهم على الموصل وثلث اراضي العراق.

من جهته شدد الخبير العسكري والاستراتيجي، اعياد طوفان، أن استمرار الهجمات الإرهابية ناجمة عن عدم القضاء على داعش خلال معارك تحرير المدن، وأضاف لـ””: “داعش لا يهمه مسك الارض، بقدر ما يهمه شن هجمات خاطفة تلحق خسائر كبيرة بالقوات التي تواجهه، وتؤثر على خفض معنوياتها العسكرية”.

ووجود خطر على الوضع الأمني العراقي، أكدته تصريحات رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته حيدر العبادي أمس اثناء اجتماعه مع قوات جهاز مكافحة الإرهاب العراقية التي خاضت معارك ضارية ضد داعش في الموصل والانبار وصلاح الدين خلال السنوات الثلاث الماضي، العبادي دعا الجهاز والقوات العراقية الى أن تكون على اهبة الاستعداد لأن ما تعرض له العراق كان نتيجة عدم الاستقرار في احدى الدول، موضحا “المنطقة قد تتعرض لبعض الهزات”.

وفي ظل تزايد تحركات داعش والجماعات الإرهابية الأخرى، تزداد سيطرة الميليشيات الإيرانية المسلحة على مفاصل الحياة في العراق، فميليشيا الحرس الثوري الإرهابية تعمل منذ سنوات على اعداد هذه الميليشيات وتدريبها وتسليحها كي تكون اقوى من الجيش العراقي وبالتالي تستولي على الحكم في العراق.

رمضان الحيالي، نازح من الحويجة لم يقرر بعد العودة الى مدينته  رغم مرور أكثر من عام على تحريرها، ومازال يعيش في مدينة كركوك في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وبين الحيالي لـ””: “اقاربنا الذين عادوا الى الحويجة واطرافها اضطروا الى النزوح مجددا، لأن ارهابيي داعش مازالوا نشطين، والميليشيات الايرانية لا توفر لنا الحماية، بل تعمل هي أيضا على تهجير سكان المنطقة”.

وأكد مراقبون عراقيون أن الميليشيات الإيرانية التي شاركت في معارك تحرير جنوب كركوك وفي غرب الموصل وأطرافها وصلاح الدين، فتحت الطريق امام مسلحي داعش للانسحاب والهروب من هذه المناطق، مبينين ان الحويجة كانت ثاني أكبر معقل لداعش في العراق لكن معارك تحريرها لم تستمر طويلا ولم يظهر فيها أي جثة لمسلحي داعش، الأمر الذي يثير تسؤولات عدة عن مصير من كان فيها من مسلحي التنظيم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق