أقلام يورابيا

من وحي شهرزاد

سمر نادر

سمر نادر

“بلغني أيها الملك السعيد” أن براعم الانوثة تُداس في بلادي وتُقطع من حدائقها دون حسيب أو رقيب، و أن الذكورة مُمعنةٌ في لذائذها تقضم فاكهة فكرها العنيف العصيب.
شهرزاد يا شهرزادي متى يطلع صباح اسطورتي وأفتح فمي عن دمي المستباح، متى نساء بلادي يتمثلن بك ، يلبسن صفاتك وجرأتك فلا تُسلب مشاعرهن ولا تُنهب احلامهن ولا يُمزق العنف نعومة اجسادهن ولا يطبع البنفسج أنفاسه على رقّة جلودهن ، متى يتعلمن منك أن الانوثة والمعرفة سلاح.
شهرزاد القلب ، سيتهامس الرجال فيما بينهم، يكشفون عقدي ،يُشرّحون مفاصل حياتي ويشيرون إليّ اني سلكت درباً شائكاً فلِمَ لا أكتفي بصورتي الاولى”حواء التفاح”
صمتي خبز اسود يلوكه بمرارة قلبي ، لا تهمني احكام الذكورة ولا استبداد الاراء ، سأصرخ وأطلق عصافير القمح من فراديسها وليكن ما يكن ، مأساة بنات جنسي قضية تستحق الكفاح.

للحكايا سحر غريب وللسجع غي تغلبها متعة تشدّنا للمتابعة ومعرفة النهاية والاستفادة من مغزاها.
للأسف لم تستغل النساء في بلادي موروثنا الثقافي في اسطورة شهرزاد ولم يستفدن من شخصيتها الفذّة وذكاءها وثقافتها وثقتها الكبيرة بنفسها في مواجهة غضب شهريار وعنفه واستبداده بفهمٍ عميق لمعادلة البقاء والحضور المميز واستغلال لذة التشويق في ترويض العنف.

العنف لا تاريخ له، لا جغرافيا ، لا وقت ،
لا زمن ، لا دين ، لا ثقافة و لا فئة معينة من البشر .

ثمة نساء (لا اقصد التعميم) مرّ في حياتهن شهريار واحد على الاقل ممثلاً بأخٍ متسلط أو أبٍ مستبد أو زوج ظالم أو حبيب قاسٍ و ثمة نساءٍ شهرزادات غاصت بهن الدنيا بكل خمور افراحها ولم يواجهن المشاكل يوما” …
حوادث العنف مؤلمة ، مفجعة ومنها ما يترك بصماته الدامية في النفوس مدى الحياة ، فمتى تصرخن يا شهرزادات القلب وتتخلصن من بطش هذه الظاهرة الاجتماعية الخطيرة و آثارها المدمرة على المستوى الشخصي والعائلي والاجتماعي.
اصرخن يا شهرزادات الارواح المعنّفة
قبل أن تتعفن قضيتنا و نتعفن من القهر والكراهية معها.
بصرخة تحدٍ من هنا و إفصاح عن الظلم والوجع دون خجل من هناك ، والكثير من القوة نخفف لو قليلا” من السلوك العدواني المتوحش (لو بالحلم حتى) ونكثف الجهود لزيادة منسوب الوعي والجرأة في نبيذ الشرايين كي نتعلم مواجهة العنف لا بعنف مماثل إنما بالهدوء والكثير من العشق .(ادرك ان الكلام سهل والتطبيق صعب و كارثي ربما ) … لكن حواء فينا تستحق المحاولة.
لنقاوم العنف بسلاح الانوثة الصاخب علّ صرختنا الشهرزادية تخترق داخلنا الى عالم السطوة الذكورة و تحدّ شيئا” ما
و لو حتى رقة نسمة ناعمة مأساة الظلم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق