السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الحكومة اللبنانيّة تتعثّر بين “عُقدة التيّار – القوّات” و”إشكاليّة توزير سُنّة 8 آذار”
– بيروت – خاص – بعبارة “انشالله خير” ذاتِ الدلالات المختلفة، أجابت مصادر في حزب “القوّات اللبنانيّة” عن سؤالٍ طرحته عليها صحيفة “النهار” بخصوص ما إذا كان من شأن موافقة “القوّات” على العرض الجديد الذي قدَّمه رئيس الوزراء المكلَّف سعد الحريري خلال اللقاء الليليّ الذي جمعه مع الوزير ملحم رياشي في “بيت الوسط” أن تجعل باقي العُقد التي ما زالت تؤخِّر الإعلان عن التشكيلة الحكوميّة الجديدة أسهل على الحلّ، مذكِّرةً بأنّ خلاصة اللقاء الأخير الذي جمع بين رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع والرئيس المكلَّف تكمُن في أنّ الحريري “لن يسير بحكومةٍ لا يكون للقوّات وجودٌ وازنٌ فيها، ومتمسِّكٌ بمشاركتها في الحكومة، والاتّصالات مستمرّة لتحقيق ذلك”.
وأكّدت المصادر لـ “النهار” أنّ “القوّات باقيةٌ في الحكومة ولن تتوقَّف عن النضال في سبيل تأليف حكومةٍ متوازنةٍ لا تكون فيها الغلبة لفريقٍ على آخر”، قائلةً ما حرفيّته: “نحن جزءٌ من التسوية السياسيّة القائمة ولن نكون خارجها، ولن تُشكَّل حكومةٌ لا تكون فيها حصّةً توازي التمثيل الحقيقيّ للقوّات بحسب نتيجة الانتخابات، وخروجنا من الحكومة أو إحراجنا من أجل إخراجنا غير واردٍ ولن يتحقَّق إلّا في عقل من يريد ذلك، وليس في الواقع”.
وفي هذا السياق، أشارت “النهار” إلى أنّ أمين سرّ “تكتُّل لبنان القويّ” النائب ابرهيم كنعان اعتبر “أنّ وزارة العدل ليست هي المشكلة الأساسيّة لدى القوّات اللبنانيّة التي تعتبر أنّ الحقائب المطروحة عليها لا توازي الوزارات المطروحة على الكتل الأخرى، ونحن مع أن لا تشعر القوّات بالغبن ولا أحد يريدها خارج الحكومة، أمّا إذا رغبت هي بذلك فأمرٌ آخر”، موضِحًا أنّ الإمكانات متوافرةٌ لبدائلَ وحلولٍ في الملفّ الحكوميّ، وأنّ الولادة مرجَّحةٌ قبل نهاية الشهر الجاري.
وسط هذه الأجواء، نقلت صحيفة “اللواء” من جهتها عن مصادر في “كتلة المستقبل” قولها إنّ مربّع الخلاف محصورٌ الآن في توزيع الحقائب بين “التيّار الوطنيّ الحرّ” وحزب “القوّات اللبنانيّة”، ولكنّ هذه العقبة، إذا صحَّت التسمية، “لا تعني العودة إلى المربّع الأوّل، بل إنّ التقدُّم بالاتّصالات ثابتٌ، وإنّ معالجة الموضوع قائمةٌ على قدمٍ وساقٍ”، نافيةً أن تكون هناك عقدٌ أخرى، ولا سيّما عقدة تمثيل “سُنّة 8 آذار”، علمًا أنّ البيان المقتضب الذي صدر عمّا أعلن عن نفسه، للمرّة الأولى، باسم “اللقاء التشاوريّ للسُنّة المستقلّين”، والذي جاء فيه أنّ تمثيل هؤلاء النوّاب الذي يبلغ عددهم ستّة نوّابٍ لا يكون إلّا بتوزيرِ واحدٍ منهم، دلّ إلى أنّ أيَّ طرحٍ آخَر سيعود إلى الحائط المسدود.
وبحسب صحيفة “اللواء”، فإنّ المعلومات التي كانت قد تردَّدت عن أنّ النوّاب السِتّة توافقوا على طرحِ اسمٍ من خارج دائرتهم ليمثِّلهم في الحكومة، تبعًا لما اتّفق عليه الرئيس الحريري مع الرئيس نجيب ميقاتي على تسمية شخصيّةٍ سُنّيّةٍ من خارج حلفاء “حزب الله”، لم تعُد قيْد التداوال بعدما توافق هؤلاء النوّاب ليل أمس على بيانٍ باسم ”اللقاء التشاوريّ للسُنّة المستقلّين”، وهو البيان الذي أكَّد على أنّه من غير المطروح وغير الوارد أن يتمثَّل النوّاب السُنّة المستقلّين إلّا بواحدٍ منهم، ما يعني أنّ “أيَّ حديثٍ عن إيجادِ مخرجٍ بتوزيرِ سُنّيٍّ يتوافق عليه هؤلاء النوّاب السِتّة أو سواهم هو فعليًّا ليس مخرجًا ويقود إلى حائطٍ مسدود”.
في موازاة ذلك، نقلت صحيفة “الأخبار” بدورها عن مصادرها أنّ الرئيس الحريري “يُعبِّر في مجالسه الضيّقة جدًّا عن تخوّفه من أنّ حكومةً من دون القوّات اللبنانيّة تعني أخذ البلد إلى الانهيار”، لافتةً إلى أنّه فضلًا عن “العقوبات المفروضة على حزب الله”، يُشيع رئيس الحكومة بأنّ “استبعاد القوّات عن الحكومة الجديدة سيؤدّي بالولايات المتّحدة الأميركيّة إلى اعتبارها حكومة حزب الله، وهي حكومة يُمكن أن لا تعترف بها واشنطن. وقد يكون عدم الاعتراف بها هو فقط رأس الجليد لما يُمكن أن ينتج من مثل قرار كهذا بعد ذلك”.
وبحسب مصادر “الأخبار”، فإنّ الرئيس الحريري “يحرص على دخول القوّات في الحكومة، وقد أخذ على عاتقه مهمّة ترويضها كما يقول”، علمًا أنّه من غير المعروف ما إذا كان كلام الحريري مبنيًّا على معلوماتٍ أو على قراءةٍ سياسيّةٍ، أو أنّه مجرّد تهديدٍ يرميه في وجه مفاوضيه، وخاصّة رئيس الجمهوريّة.