صحف
صحيفة “فايننشال تايمز” : ترامب يجسد روح العصر
صحيفة “فايننشال تايمز” نشرت مقالا كتبه غيديون باكمان يقول فيه إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يجسد روح عصرنا.
يقول غيديون إن ترامب “عندما خطب في الأمم المتحدة الشهر الماضي ضحك منه الجمهور. وكانت تلك أكبر إهانة يتلقاها رئيس أمريكي، ولكنني أتوقع بمرارة أن ترامب هو الذي سيضحك أخيرا، فسيكون الرئيس الذي غير التاريخ وجسد روح عصره”.
ويضيف أن ترامب متعود على الكذب، وإدارته وضعت الأطفال في معسكرات مكتظة، ووصفه وزير خارجيته السابق ريكس تليرسون بأنه “أحمق”، ولكن هذا كله لم يمنعه من أن يكون “شخصية تاريخية عالمية” بتعبير الفيلسوف هيغل.
ويرى غيديون أن ترامب غير أسلوب تعامل الرؤساء الأمريكيين مع العالم، “فكان سابقوه إما ينفون تراجع القوة الأمريكية أو يتحدثون عنها في سرية، ولكن ترامب اعترف بهذا التراجع علنا وحاول قلبه. ووسيلته في ذلك استعمال القوة الأمريكية بكل وحشية، بهدف وضع قواعد جديدة تكون في مصلحة الولايات المتحدة، قبل فوات الأوان”.
وتخلى ترامب عن اللباقة التي دأب عليها سابقوه، وانتهج أسلوب التنمر مع الأصدقاء مثل الأعداء. وقرر ترامب أيضا أن تزايد قوة الصين وغناها ليس في صالح الولايات المتحدة، ولذلك يحاول الوقوف في وجهها وهذا تغير جذري في تاريخ السياسة الخارجية الأمريكية، حسب رأي غيديون.
وعلى الصعيد الداخلي، استطاع ترامب، حسب الكاتب، أن يبين الهوة الكبيرة بين رأي النخبة الأمريكية ورأي عموم الأمريكيين في قضايا مختلفة مثل الهجرة والتجارة والهوية والسياسة.
وقال إنه يفعل ما يعتبره المحللون انتحارا سياسيا، ولكن حدسه يغلب توقعات المحللين. كما استغل رغم تقدمه في السن مواقع التواصل الاجتماعي أفضل من غيره من السياسيين.
ولكن هل ستكلل كل هذه المواقف الراديكالية بالنجاح. يرى الكاتب أنه من السابق لأوانه توقع النجاح أو الفشل.