السلايدر الرئيسيشرق أوسط

مصر: نقل السفارات إلى العاصمة الجديدة… يخنق القاهرة أم يحل أزمتها المرورية؟  

شوقي عصام

ـ القاهرة ـ من شوقي عصام ـ تعقد الحكومة المصرية ومن ورائها ملايين من المصريين، آمالاً كبيرة على العاصمة الإدارية الجديدة، في إنهاء العقدة المرورية في القاهرة “العاصمة”، التي يتجول فيها يومياً 30 مليون شخص، ما بين سكان وزائرين، واللوجيستيات المتعلقة باحتضان القاهرة كل مقاليد الحياة اليومية، ما بين انتشار عشرات الوزارات، ومئات الهيئات الحكومية والمؤسسات الرسمية، وقصور ومبانٍ لرئاسة الجمهورية ومجلس الوزراء والبرلمان، وهي مؤسسات يتردد عليها الملايين يومياً، سواء عاملين أو أصحاب مصالح، فضلاً عن الإجراءات الأمنية المتبعة مع هذه المؤسسات.
سفارات محميه بجدران خرسانية تغلق الشوارع
السفارات، أحد ملامح تكدس العاصمة، خاصة أن تواجدها بالمحاور الرئيسية في العاصمة، ما بين التردد اليومي من جانب المواطنين أو الجاليات المرتبطة ببلدان هذه السفارات، والإشغالات المرورية المتعلقة بسيارات الدبلوماسيين، والعاملين في هذه السفارات، فضلاً عن التدابير الأمنية التي تصاعدت في السنوات السبع الأخيرة، والتي لم تأت بكردونات مرورية فقط بالشوارع المحيطة، بل بات الأمر محكوماً بجدران خرسانية تُغلق هذه الشوارع حتى في وجه المارة على أقدامهم، وبالتالي جاء ذلك بتعاظم للتكدسات المرورية.
مبنى وزارة الخارجية المصرية ودواوينها، سيكون في صدارة المؤسسات المنتقلة إلى العاصمة الإدارية، تاركة المبنى اللافت على كورنيش القاهرة، وبحسب العُرف الدبلوماسي، فإنه من المنتظر أن تنتقل السفارات إلى العاصمة، وتحديداً بالحي الدبلوماسي، الذي سيكون مخصصاً للقنصليات والسفارات، واتساقاً مع ذلك
60 دولة تتقدم بطلبات للحصول على قطع أراضي لبناء سفارات
في هذا الصدد، رئيس شركة العاصمة الإدارية الجديدة، اللواء أحمد زكي عابدين، قال في تصريحات صحفية، إن الشركة تلقت طلبات من 60 دولة أجنبية وعربية، للحصول على أراضٍ بمشروع العاصمة الإدارية الجديدة، لإنشاء سفارات لها داخل الحي الدبلوماسي، المقام على 1500 فدان، وأن أبرز الدول التي تقدمت بطلبات لشركة العاصمة الإدارية الجديدة للحصول على قطعة أرض بحي السفارات، هي الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وألمانيا وفرنسا والإمارات والسعودية، ودول أخرى، وسط تنوع لمساحات السفارات، تبدأ بمساحة 2 فدان، وتنتهي بـ22 فداناً، حسب الظروف المالية لكل دولة، ورغبتها في الحصول على المساحة اللازمة.
الحي الدبلوماسي..والمتر بالدولار
الحي الدبلوماسي، الذي ستطرح فيه الأراضي، المقرر تخصيصها للسفارات، سيحدد المتر بالدولار، وسيتضمن أيضاً مقار للمنشآت الخاصة بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية، ولكن ستحصل على الأراضي بنظام حق الانتفاع، وسيربط الحي الدبلوماسي بطريق خاص، يوصل الحي بوزارة الخارجية ورئاسة الجمهورية.
السفارات، التي تفرض تأثيرات على الحركة المرورية بالعاصمة، سواء بسبب الإجراءات الأمنية والحواجز، أو التنقل إليها وتردد المواطنين عليها، تتواجد في أحياء ومناطق حيوية للغاية على محاور القاهرة.
المناطق المبشرة بأنفراجات مرورية
على رأس تلك المناطق، منطقة “جاردن سيتي” الراقية، المجاورة لمقر الحكومة والبرلمان ومجمع التحرير، وحوالي 14 وزارة، وهي سفارات الولايات المتحدة الأمريكية، كندا، بريطانيا، إيطاليا، سوريا، الملحقية السعودية، وهي سفارات تغلق الشوارع الواقعة بها والمحيطة حواجز خرسانية.
حي الزمالك، هو حي السفارات المنتشرة بين مقر الاتحاد الأوروبي، سفارة ألمانيا المحكم الشوارع المحيطة بها بحواجز خرسانية، وسفارة لبنان المحاصرة بحواجز مرورية، وسفارات المغرب، تونس، الجزائر، هولندا، الصين، الإكوادور، البرازيل، كوريا الشمالية، أيرلندا، البحرين، ألبانيا، المجر، السويد، الفاتيكان، إسبانيا، النرويج، فضلاً عن منازل السفراء.
مثلث مناطق الجيزة والدقي والمهندسين، يحمل عدداً كبيراً من السفارات بالقاهرة، السفارة الفرنسية وعلى مقربة منها السفارة السعودية، وهي سفارات لها ثقل في العلاقات مع مصر، بالإضافة إلى سفارات حيوية ما بين قطر، الكويت، اليمن، سنغافورة، العراق، ليبيا، كوريا الجنوبية.
مخاوف من تكدسات عكسية مع نقل السفارات
ولكن مع كل ذلك، هناك رأي مغاير لما طُرح من آمال بأن نقل السفارات التي تعتبر جزءاً من المؤسسات المتسببة في تكدس العاصمة سيأتي بانفراجة مرورية، وذلك عن طريق الخبير المروري ومساعد وزير الداخلية السابق، اللواء مجدي الشاهد، الذي قال إنه من الناحية المرورية سيتسبب النقل في ارتباك مروري، لأن حيز أي سفارة لا يتسع لـ10 أو 15 سيارة، وعند رفع السفارات يدها ببيع مقارها، سيبنى مكانها أبراج ومنشآت سياحية وتجارية، لا سيما أنها مناطق حيوية، وصل سعر المتر فيها إلى 50 ألف جنيه، مما سيأتي بتواجد بشري ومروري أكبر، وطوال أوقات اليوم والأسبوع، بشكل أكبر مما تتسبب فيه السفارات.
وأوضح الشاهد، أن المشروعات التي ستحل مكان السفارات ستتسبب في ضغط مرفقي على المياه والكهرباء، ولكن إذا تحوّلت مقار السفارات إلى ملحقيات ثقافية أو تجارية للسفارات ذاتها، سيكون أفضل من بيعها والاستفادة منها بعد النقل إلى العاصمة الجديدة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق