شرق أوسط
محللون: قطر قد تستفيد من تداعيات قضية خاشقجي
– يرى خبراء أن الغضب العالمي وتداعيات مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول قد يعود بالفائدة على قطر في مواجهتها السياسية مع الرياض التي قد تجد نفسها مضطرة الى تخفيف العقوبات المفروضة على الدوحة منذ اندلاع الأزمة بينهما في حزيران/يونيو 2017.
ويقول محللون إن مقتل خاشقجي الذي كان ناقدا لسياسات السعودية ومن بينها مقاطعة قطر قد يقنع المشككين بأن الشكاوى القطرية مما تصفه ب”العدوان” السعودي مبررة.
ويقول الباحث في مجال الدفاع اندرياس كريغ من كينغز كولدج في لندن، والذي شغل في السابق منصب مستشار للجيش القطري، “لن أتفاجأ في حال استفاد القطريون بشكل غير مباشر مما يحدث الآن”.
ويرى أن “على السعوديين أن يقدموا تنازلات”.
وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من حزيران/يونيو 2017 علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، متهمةً إياها بدعم “الإرهاب”، لا سيما عبر تمويل جماعات إسلامية متطرفة ومن بينها الأخوان المسلمين، والتقرب من إيران، غريمة الرياض في المنطقة. وهي اتهامات نفتها الدوحة.
وفرضت الدول الأربع مقاطعة اقتصادية على قطر، ومنعت الطائرات القطرية من عبور أجوائها، والشركات القطرية من العمل على أراضيها، بينما منعت السعودية والإمارات والبحرين مواطنيها من السفر إلى قطر.
وتتهم قطر حلفاءها السابقين بالسعي إلى “فرض الوصاية” عليها.
وتقول الدوحة إن الأزمة الخليجية أثرت على العائلات المختلطة في المنطقة ومنعت مواطنيها من أداء فريضة الحج في السعودية.
ورقة مساومة
ويقول الباحث في جامعة “رايس” كريستيان اولريشسن “أعتقد أنه إذا كانت الحكومة الأميركية ترغب بإنهاء أزمة قطر، فبوسعها ممارسة نفوذ على السعودية كورقة مساومة في مقتل خاشقجي”.
ولكن آخرين يشككون في ذلك.
فبالنسبة الى نهى أبو الدهب من معهد “بروكينغز” الدوحة، “من السابق لأوانه قول ذلك”.
وتقول أبو الدهب “أضرت قضية خاشقجي بسمعة السعودية، خصوصا بالنسبة الى ما يطلق عليه +مكافحة الارهاب+”، مضيفة “في هذه المرحلة، المواجهة بين قطر والسعودية تبقى في أسفل قائمة الأولويات”.
ودعمت الدول الخليجية الحليفة للرياض المملكة بعد اختفاء خاشقجي في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، بينما التزمت قطر الصمت الحذر. وبعد ثلاثة أسابيع على قضية خاشقجي، أعربت قطر في أول تعليق رسمي لها عن أملها في أن تكون جريمة قتل جمال خاشقجي “جرس إنذار للجميع”.
وجاء تعليق الدوحة بعد إعلان السعودية السبت أنّ خاشقجي قُتل داخل قنصليتها في اسطنبول في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر إثر وقوع شجار و”اشتباك بالأيدي” مع عدد من الأشخاص داخلها.
وسعت الدوحة إلى عدم التدخل في أزمة خاشقجي، خصوصا مع الاتهامات التي وجهها السعوديون عبر وسائل التواصل الاجتماعي في الأيام الأولى بأن قطر خططت للأمر، خصوصا أنه حدث في تركيا، حليفة قطر القوية.
وغضب السعوديون أيضا من تغطية قناة “الجزيرة” القطرية المكثفة لتداعيات مقتل خاشقجي، واعتبر البعض أنها تسعى فقط لإحراج المملكة بأكبر قدر ممكن.
وكانت الرياض طالبت في خضم الأزمة القطرية بإغلاق قناة “الجزيرة” كشرط رئيسي لرفع الحظر عن الدوحة.
ويقول أولريشسن “أعتقد أن العالم يرى الآن ما يعرفه أهل الشرق الاوسط”، متابعا “هذه سعودية مختلفة للغاية التي يعيشون معها” خصوصا منذ تولي ولي العهد محمد بن سلمان منصبه العام الماضي.
تقارب محتمل
وهناك حديث عن تقارب محتمل بين الرياض والدوحة.
وهناك إشاعات مفادها أن امير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أجرى محادثات مؤخرا مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير.
ويقول كريغ “لن أتفاجأ إن كان الناس يتحدثون خلف الأبواب المغلقة”.
وخلال مشاركته في منتدى “مبادرة مستقبل الاستثمار”في الرياض، لفت قول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إن “الاقتصاد القطري قوي”.
وأضاف “المملكة العربية السعودية في الخمس سنوات القادمة سوف تكون مختلفة تماما. البحرين ستكون مختلفة تماما والكويت. حتى قطر، على خلافنا معهم، لديها اقتصاد قوي، وستكون مختلفة تماما بعد خمس سنوات”.
ويتوقع كريغ أن التنازلات قد تعني اتفاقا على المجال الجوي أو الحج أو إعادة لم شمل العائلات الخليجية، مشيرا الى ان “هذا سيعتبر حلا للأزمة في نظر الناس”.
ولكن تقديم تنازلات محتملة لا يبشر بنهاية الأزمة مع قطر أو إعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول الخليجية إلى ما كانت عليه قبل حزيران/يونيو 2017، بحسب محللين.
ولا بدّ أن يشمل أي اتفاق الإمارات، ولكن العداء بينها وبين قطر يبدو متجذرا بشكل خاص. (أ ف ب)