– باريس – من أحمد كيلاني – قالت صحيفة “لوفيغارو” إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي وسكان مستوطنة كفار أدوميم يريدون التخلص من قرية خان الأحمر التي تقع قرب طريق إسرائيلي تربط القدس بالبحر الميت، لكن إسرائيل وفي مواجهة أعمال التعبئة، اضطررت إلى تأجيل اخلاء القرية.
ولفتت الصحيفة إلى أن “الضابط الإسرائيلي المتقاعد داني تيرزا قاد مستوطنة كفار أدوميم، وهي بلدة صغيرة من 4000 نسمة، لمدة ثماني سنوات، وهو رسام خرائط وخبير استراتيجي، ورائد يرعى قاعدة متقدمة من القدس الكبرى التي تجثم على تلة في الضفة الغربية”، مضيفة أن “مستوطنته كفار أدوميم” تطل على قرية البدو خان الأحمر الذي تريد السلطات الإسرائيلية وسكان المستوطنة التخلص منها.
وذكرت “لوفيغارو” أن “تيرزا هو المسؤول عن التخطيط الاستراتيجي من عام 1994 إلى عام 2007، وأحد المفاوضين الإسرائيليين حول اتفاق فاشل بخصوص الحدود بين إسرائيل والدولة الفلسطينية المفترضة، وهو أيضاً مهندس الجدار الذي أقيم حول القدس خلال الانتفاضة الثانية، كما رسم مسار الحواجز الإسرائيلية في الضفة الغربية، وقام مؤخراً بالعمل على الجدار الفاصل لسيناء الذي يبلغ ارتفاعه 4,50 متر”.
وقالت الصحيفة إنه “في أوائل سبتمبر الماضي، وضعت محكمة العدل العليا حداً لمعركة قانونية طويلة بشأن طلب هدم القرية وإخلاء سكانها، لكن أهالي القرية يعارضون طردهم بدعم من السلطة الفلسطينية والأمم المتحدة والدبلوماسية الأوروبية”، موضحة أن “الضغوط الأجنبية ازدادت بعدما اعتبر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية أن طرد أهالي القرية يمكن أن يتساوى مع جرائم الحرب”.
وأضافت “لوفيغارو” أن “هذه المعركة أصبحت رمزاً لمعارضة الاحتلال والاستعمار الإسرائيلي”، مشيرة إلى أن “طرد أهالي خان الأحمر سيسمح بتوسيع وربط الكتل الاستيطانية الكبيرة في ضواحي القدس”.
وأكدت الصحيفة أن “السياسة الإسرائيلية تهدف إلى الاستيلاء على أكبر قدر ممكن من الأراضي مع أقل عدد ممكن من الفلسطينيين”، مضيفة “أنه من خلال السيطرة على قرية خان الأحمر ستكمل إسرائيل عملية عزل القدس الشرقية عن بقية الضفة الغربية وتقسيم الضفة الغربية إلى قسمين”، وفقاً لما يقوله اميت جيلوتز المتحدث باسم حركة “بتسيلم” المناهضة للاستيطان.
وقالت “لوفيغارو” إنه “بينما كانت قوات الاحتلال تستعد لدخول القرية يوم الأحد الماضي، قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي إعطاء فرصة للتسوية وتأجيل اخلاء أهالي القرية لبضعة أسابيع، واعتبر مؤيدو بقاء القرية القرار نصف انتصار، في حين اعتبر خصوم نتنياهو القرار نصف هزيمة”.
وأوضحت الصحيفة أنه “بموجب اتفاقية أوسلو ، فإن المنطقة C، تعتبر منطقة مختلطة تضم 62 بالمئة من مساحة الضفة الغربية، ويعتبر المجتمع الدولي وجود إسرائيل فيها غير قانوني، لكن الضابط المتقاعد تيرزا لا يخفي الأهمية الاستراتيجية للمنطقة التي تربط القدس بوادي الأردن والتي تسيطر على الطريق الرئيسي الذي يربط بين القدس والحدود الأردنية”.
ونقلت “لوفيغارو” عن تيرزا الذي يعرف نفسه بانه “قومي متدين” قوله “نحن بحاجة إلى الاستمرارية الجغرافية في بيئة لا تحب اليهود، وان إسرائيل تمثل خنجراً في العالم العربي بالنسبة للمسلمين”.