حقوق إنسان
منح جائزة ساخاروف للمخرج الاوكراني المسجون في روسيا أوليغ سينتسوف
– منح البرلمان الأوروبي الخميس جائزة ساخاروف العريقة لحقوق الإنسان إلى المخرج الأوكراني المسجون في روسيا أوليغ سينتسوف وهي تمنح سنوياً تكريما لمن يقدمون “مساهمة استثنائية في النضال من أجل حقوق الانسان في العالم”، كما أعلنت الكتل السياسية.
وسينتسوف المتحدر من شبه جزيرة القرم الاوكرانية التي ضمتها روسيا في 2014، مسجون في منشأة روسية بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية.
وقد أوقف سينتسوف وهو أب لطفلين، في أيار/مايو 2014 في منزله وحكم عليه في آب/اغسطس 2015 بالسجن 20 عاما بعد إدانته بتهمة “الارهاب” في ختام محاكمة وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها “ستالينية”.
وبدأ إضرابا عن الطعام في منتصف أيار/مايو مطالبا بالافراج عن كل “المعتقلين السياسيين” الاوكرانيين في روسيا. وقد أوقف هذا الاضراب بعد 15 يوما في مطلع تشرين الأول/أكتوبر لتجنب أن يرغم على الأكل.
وقد دعت مجموعة السبع وعدة شخصيات سياسية في العالم الثقافي الى الافراج عنه.
وقال رئيس البرلمان الاوروبي انتونيو تاجاني “بفضل شجاعته وتصميمه، وتعريض حياته للخطر، أصبح المخرج السينمائي أوليغ سينتسوف رمزا للنضال من أجل الافراج عن السجناء السياسيين الموقوفين في روسيا وفي مختلف أنحاء العالم”.
وأضاف امام البرلمان في ستراسبورغ “عبر منحه هذه الجائزة، يعبر البرلمان الاوروبي عن تضامنه معه ومع قضيته”.
ورغم وقف إضرابه عن الطعام، لا تزال حالته الصحية تثير قلقا شديدا.
وعبرت قريبته ناتاليا كابلان المقيمة في كييف الخميس عن أملها في أن “تساعده هذه الجائزة على الاستمرار”. وأضافت “بالطبع أنا مسرورة من أجله، وهو يستحق الجائزة”.
وكانت أكدت في منتصف تشرين الاول/اكتوبر أن “وقف الاضراب عن الطعام عملية معقدة. ولا أحد يمكنه أن يجزم متى سيتعافى أوليغ. الوضع خطر جدا”.
وشددت كابلان على أن صحة سينتسوف “تأثرت كثيرا بإضرابه عن الطعام وتضررت غالبية اعضائه بشكل كبير” مشيرة إلى مشاكل في الكبد والقلب والدماغ.
وأشارت إلى أن “رسائله الاخيرة فيها الكثير من التشاؤم” موضحة أن المخرج “كتب وصية طلب فيها الاهتمام بولديه”.
وعرف أوليغ سينتسوف بفيلمه “غايمر” الذي يروي قصة مراهق يشارك في مسابقة ألعاب فيديو مع مواجهته في الوقت نفسه حياة يومية صعبة في قرية في اوكرانيا. وعرض الفيلم في عدة مهرجانات ونال جائزة في روتردام في 2012.
– تمهيد لجائزة نوبل؟-
ويعكس وضع المخرج الاوكراني طبيعة العلاقات المتوترة بين روسيا واوكرانيا منذ وصول المؤيدين للغرب الى الحكم في كييف في 2014 وما تبعه من قيام موسكو بضم شبه جزيرة القرم الاوكرانية في 2014 ونزاع مسلح في الشرق الاوكراني مع القوات الانفصالية الموالية لروسيا أوقع اكثر من عشرة آلاف قتيل.
وتمنح هذه الجائزة التي استحدثت في 1988، كل سنة لشخصيات أو منظمات قدمت “مساهمة استثنائية في النضال من أجل حقوق الإنسان في العالم”.
وكان سينتسوف بين ثلاث شخصيات رشحها البرلمان الأوروبي في بداية تشرين الأول/أكتوبر لنيل الجائزة إلى جانب الناشط المغربي ناصر الزفزافي ومجموعة منظمات غير حكومية تعمل على إنقاذ المهاجرين في المتوسط.
وقد منح العديد من الفائزين بها جائزة نوبل للسلام بعد ذلك، بدءا بنلسون مانديلا الذي كان أول من حصل على جائزة ساخاروف في 1993 والزعيمة البورمية أونغ سان سو تشي.
وفي 2018، منحت جائزة نوبل للسلام للأيزيدية ناديا مراد التي حصلت على جائزة ساخاروف في 2016، والطبيب النسائي الكونغولي دينيس موكويغي (حصل على جائزة ساخاروف في 2014).
وتبلغ قيمة جائزة ساخاروف التي تحمل اسم العالم السوفياتي اندريه ساخاروف (1921-1989) أحد أهم المنشقين في الاتحاد السوفياتي، خمسين ألف يورو. (أ ف ب)