– تونس – من سناء محيمدي: انطلقت اليوم بتونس أولى جلسات محاكمة “انقلاب 1991” المزعوم، ما يعرف بقضية “براكة الساحل” أمام الدائرة الجنائية المختصة ضمن مسار العدالة الانتقالية.
وتعود فصول القضية إلى أبريل/ نيسان 1991، حيث اتهم نظام زين العابدين بن علي آنذاك عدداً من الضباط في الجيش التونسي بالتخطيط للانقلاب على النظام، و تعرضوا على خلفية هذه القضية إلى عمليات تعذيب اعتبرت فصلاً من الحقبة السوداء لتونس.
وشملت القضية 25 من كبار الضباط، 88 ضابطاً، 82 ضابط صف، و49 مجنداً، ورغم صدور قرار تبرئتهم، لم يسمح للعسكريين بالعودة إلى مناصبهم في صفوف الجيش، وذلك بأمر من الرئيس السابق بن علي، كما تعرض العسكريون لمدة عقدين، إلى اعتداءات متواصلة من قبل قوات الأمن التونسي ومنعهم كذلك من العمل والسفر.
محاكمة غير عادلة
واعتبر محامي الدفاع عن المتهمين في القضية المذكورة، منير بن صالحة، في حديث مع “” أن هذه المحاكمة غير عادلة، مبرراً قوله بانتهاء عمل هيئة الحقيقة والكرامة قانونياً، بعد أن رفض البرلمان التونسي تجديد مهامها، وصارت ملزمة بإنهاء أعمالها.
وأوضح المحامي التونسي انه قد طلب إيقاف هذه المحاكمة لمسحها من تاريخ تونس ومستقبل البلاد، حسب تعبيره، مضيفا انه لا يمكن إرجاع حقوق الضحايا وانصافهم في محاكمة غير عادلة.
عملية تطهير للعسكر
في المقابل، أكد سمير بن عمر محامي ضحايا “براكة الساحل”، لـ “” أن هذه المحاكمة هي حدث تاريخي مهم وتعطي أمل جديد لضحايا استبداد المنظومة القديمة، وأن فتح الملفات التي تمثل صفحة مظلمة في تاريخ البلاد هي رد اعتبار لقضية العسكريين.
وأوضح أن قضية ما يعرف بـ “براكة الساحل” كانت عملية تطهير للجيش التونسي ذهب ضحيتها 200 من الضباط التونسيين، بعضهم قيادات عليا داخل المؤسسة العسكرية، ونسب هذه القضية اليهم، كانت لشك نظام بن علي في ولائهم ولبث الخوف في صفوف الجيش.
وعن حالة الجدل التي تلف المحاكمة ضمن مسار العدالة الانتقالية، رد بن عمر بقوله إن العدالة الانتقالية بتونس هو مسار كرسه دستور الجمهورية ضمن قوانين تنظم أعمالها.
شهادات تعذيب
تجدر الإشارة إلى أن هيئة الحقيقة والكرامة المشرفة على مسار العدالة الانتقالية نظمت جلسات استماع لضحايا الانتهاكات والتعذيب في تونس، من بينها شهادة العسكري المتقاعد سالم كردون أحد ضحايا “براكة الساحل”، الذي اتهمه نظام بن علي بالتخطيط لقلب النظام رفقة عسكريين، وكشف عن حجم التعذيب الذي تعرض له ما أدى إلى ثقب بالمعدة وقصور كلوي حاد لديه، كما أصبح غير قادر على الإنجاب بسبب تضرر خصيتيه جراء الضرب المبرح، إلى جانب اضطرابات نفسية ألمت به.