السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الأردن: تنكيس أعلام الديوان الملكي بعد فاجعة وفاة 20 شخص جرفتهم السيول.. والاردنيون ينتظرون تدخلاً ملكيا
رداد القلاب
عمان – – من رداد القلاب – نُكست الأعلام في الديوان الملكي الأردني بعد الفاجعة التي حلت بالأردن نتيجةً لانهيار جسر وسقوط ضحايا وسط الفيضانات والسيول التي تشكلت من الأمطار المنهمرة.
و بات الاردنيون اليوم بانتظار قرار ملكي من العاهل الاردني عبدالله الثاني، يقضي بمغادرة المنطقة “الرمادية ” وتحمل المسؤولين لمسؤولياتهم الاخلاقية والوطنية، تجاة حادثة وطنية كبيرة حدثث مساء امس في منطقة البحر الميت، وادت الى وفاة 20 مواطناُ و (35) إصابة اغلبهم من طلبة المرحلة الاساسية بحسب بيان رسمي محدث للدفاع المدني وصلت نسخة منه لـ”يوربيا”، كما نقلت مصادر رسمية ان العدد مرشح للارتفاع للوصول الى نحو 23 بعدما تم اعلان نحو 3 في عداد المفقودين بسبب السيول التي جرفتهم من منطقة وادي زرقاء زارة – ماعين الى البحر الميت في محافظة مادبا وسط البلاد، ولازالت عمليات البحث والإنقاذ والتفتييش مستمرة ومدير عام الدفاع المدني اللواء مصطفى البزايعة يتابع عمليات البحث من موقع الحادث في البحر الميت . وذكرت وكالة الأنباء الأردنية صباح اليوم الجمعة وفاة نائب مدير شرطة اربد العقيد خلدون الغرابية خلال تفقده اودية في الغور الشمالي الذي وقعت فيه السيول مساء امس.
و التوجه الرسمي والمؤسساتي للدولة الاردنية يستعد الى اجراء تحقيق بشان الحادثة وربما تقتصر المسؤوليات على المسؤوليات الادارية التي تطال ربما موظفين من الصف الثالث والرابع .
كما تضمن بيان الدفاع المدني الاردني انهيار جسر في منطقة البحر الميت وإغلاق الطريق من الجانبين، مشيراً الى بدء استمرار عمليات البحث والانقاذ التي توقفت نحو منتصف ليلة امس.
وتمت عمليات الانقاذ وسط صعوبة جغرافية ووجود جرف صحراوي وبيئة صعبة ومعقدة وسط أنباء عن استشهاد رجلين من طاقم الدفاع المدني أثناء محاولتهم إنقاذ الضحايا، الأمر الذي لم يتم تأكيده رسميًّا.
وبالتزامن مع كارثة تلاميذ مدرسة فكتوريا الخاصة ، شهدت العاصمة عمان عدد كبير من الحوادث وادت الى وفيات واصابات في حوادث سير متفرقة كما ادت الفيضانات في الشوارع الى انسداد الشوارع وتوقف حركة السير في العديد من شوارع العاصمة، وسط احتجاجات من عدم الجاهزية الكاملة للشتاء كما تدعي الحكومة.
وساد غضب عارم داخل الاردن وامتد الى خارج البلاد ، جراء “غرق حافلة الموت “وسط دعوات لإقالة وزير التربية والتعليم والتعليم العالي الاردني ، عزمي محافظة ، ومسؤولين اخرين باتِّهاماتٌ بـ”التقصير”، اضافة الى المسؤولية الاخلاقية عن الحادث .
وكشفت الحكومة الاردنية عن وثيقة تفيد بتغيير مدرسة فكتوريا، مسار الرحلة بخلاف الطلب الذي تقدمت به المدرسة لوزارة التربية، كما تم الكشف عن موافقات خطية اتخذتها المدرسة تفيد بأن الرحلة الى البحر الميت وتحت شعار “عش معنا المغامرة وتنفس الطبيعة ” ومن اجل تحقيق اهداف التعايش مع البيئة المحيطة وتحمل المسؤولية وسرعة البديهة والتعامل مع الظروف.
إلى ذلك قال رئيس مجلس النواب الاردني المهندس عاطف الطراونه، لـ “” ، عن عزم مجلس النواب تشكيل لجنة تحقيق نيابية مع الوزراء المعنيين عن الحادث وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم ومحاسبة المقصرين مشيرا الى ان لجنتي التربية والنقل النيابيتين ترصد وبشكل مباشر ما يجري حول الحادث.
وذكر الطراونة: بأنه “من السابق لاوانه “تحديد مسؤوليات بهذا الوقت وكما قدم التعازي للوطن ولعائلات الضحايا ، مثمنا جهود رجال الدفاع المدني والقوات المسلحة والاجهزة الاخرى التي تبذل جهودا وصفها بالجبارة في ظروف صعبة للغاية ومنطقة وعرة ومعتمة .
وبذات السياق ، أكد وزير الاشغال العامة والاسكان الاردني الاسبق الدكتور محمد طالب عبيدات ، لـ” ” ، انه من المبكر تحديد مسؤولية اخلاقية عن الحادث، مؤكدا على اهمية انتظار تشكيل لجنة تقصي حقائق مشيراً الى وجود مسؤولية مهنية وتتحملها وزارة الاشغال العامة والاسكان او منطقة تطوير البحر الميت ، في حال كان الشارع من مسؤوليات ايا منهم .
وقال تتحمل وزارة الاشغال العامة وللاسكان في حال كانت المصدات الاسمنتية و”العبارات ” المنهارة جراء السيول في كان عمرها الزمني اكثر من 10 سنوات ، اما في حال كان عمرها الزمني اقل من 10 سنوات يتحمل المقاول والمنفذ والوزارة معا المسؤولية المهنية ، وكذلك الامر ينطبق على منطقة تطوير البحر الميت في حال كان الشارع من مسؤولياتها.
اما عن المسؤولية الادارية قال الوزير الاسبق عبيدات ، مديرية التربية التي منحت الترخيص لمدرسة ولم تتبابع خط مسير الرحلة تتحملها، خصوصا وان الوزارة تتحدث عن موافقة على رحلة الى منطقة الازرق شرق الاردن وخالفت المدرسة الاذن الممنوح لها وقامت برحلة الى منطقة البحر الميت وسط المملكة ، لافتا الى تحديد مسوؤلية التربية والمدرسة ومدير المدرسة ومشرف الرحلة .
من جانبه أكد النائب في البرلمان الاردني ، خالد رمضان ، لـ”” ، ان القاء المسؤولية على مسؤول بعينة من السباق لاوانه ، وسط دماء الاطفال ، مشدداً على “ان الحزن دخل كل بيت اردني ” وقال : “في ظل الكارثة الوطنية والحادث الاليم ، فان الحضور للترحم على ارواح الاطفال والدعوات الى اهاليهم بالصبر “.
وثمن النائب رمضان ، قطع الملك عبدالله الثاني ، زيارته الى البحرين والوقوف مع الشعب مرة اخرى كما فعل مؤخرا بقراره الشجاع باستعادة الباقورة والغمر الاردنيين من “اسرائيل “.
كما ثمن الجهود التي بذلها رجال الدفاع المدني والجيش والاجهزة الامنية لمساعدة الناجين والعثور على جثث المتوفين تحت ظروف قاسية .
وقال رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز، مساء الخميس ، في تصريحات صحافية ، ان هذا اليوم هو يوم حزين على الاردنيين كافة بعد حادثة وادي زرقاء ماعين بالبحر الميت، ووصف الحادث بـ”المفجع “، لافتا الى ان الحادث يؤشر الى عدم التقيد بالتعليمات والانظمة والقانون .
ومن جانبه دون الكاتب الصحفي الأردني احمد حسن الزعبي، في مشاركة له على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “الفيسبوك “:”لا بد من حملة استقالات واقالات ومحاسبة على اعلى المستويات بعد هدوء العاصفة مضيفا في حضرة الحدث “لا يليق اللوم الان”.
وجاءت مواقف كافة السياسين والنقابين الاردنيين متشابهة من تحديد المسؤولية الاخلاقية في هذة الاوقات وتدعي انه من المبكر الوصول الى ذلك الا بعد لجنة تقصي حقائق بهذا الشان.
ورفضت وزارة التربية والتعليم التعليق على اتهامات ، تقضي بوجود تقرير لدى مديرية التعليم الخاص يفيد ان المدرسة ومالكتها العراقية لديها ملف مليئ بالتحقيقات لمخالفات تعود لـ 4 سنوات بترتيب رحلات بدون موافقة التربية ومع جود طلاب من خارج المدرسة وانه نتيجة التحقيق السابق انذاك تم اثبات تناول الطلاب الكحول اثناء الرحلات ومشروبات روحية اضافة الى تحرشات ولم يتم اتخاذ اجراء بحق تلك المدرسة .
ولم تعلق الحكومة الاردنية على تغريدة للناطق باسم الجيش “الاسرائيلي ” افيخاي ادرعي على حسابه على التواصل الاجتماعي “تويتر”، امس الخميس ، ان اسرائيل بعثت بطائرتي انقاذ لمساعدة الأردن في البحث والانقاذ لضحايا الحادث الذي تعرضت له حافلة الطلاب في البحر الميت .
وقال : “ان الفريق الاسرائيلي تم بعد طلب من الاردن في المساعدة ، بعد ان جرفت السيول حافلة طلاب واودت بحياة 18 شخصا حتى الان بينما تم انقاذ 35 شخصا آخرين “.
كما اعلن وزير الاوقاف و الشؤون و المقدسات الاسلامية الدكتور عبد الناصر ابو البصل اقامة صلاة الغائب على ارواح من قضوا في حادثة البحر الميت بعد صلاة الجمعة.
والغى العاهل الاردني عبدالله الثاني يلغي زيارة العمل المقررة إلى مملكة البحرين اليوم الجمعة، لمتابعة تداعيات الحادث الأليم الذي تعرض له طلبة مدرسة ومواطنون داهمتهم السيول في منطقة البحر الميت وأودى بحياة عدد منهم، وإصابة آخرين.
من جانبها عبرت الملكة رانيا العبدالله في تغريدة عبر حسابها على تويتر عن هول الفاجعة التي اصابت الشعب الأردني وقالت: “قلوبنا انفطرت من هول الفاجعة. ندعو بالرحمة على من فقدنا، واللهم صبر أهلهم وأعنهم على مصابهم وخفف على كل مصاب واكتب النجاة للمفقودين”.
في حين لم يصدر عن مدرسة فكتوريا الخاصة ، التي حلت بطلابها الكارثة ، لم تعلن عن الاسباب التي أدت الى تغيير مسار الرحلة من الازرق الى وادي زرقاء – ماعين ، بحسب اعلان صادر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي عزمي كذلك لم تعلن على الظروف التي احاطت بالسماح لحافلة المدرسية بتنظيم الرحلة، وسط تحذيرات من الارصاد الجوية الاردنية ومواقع الطقس ، والتي انتهت بواحدة من أسوأ الكوارث خلال مواسم الأمطار والشتاء في الأردن.
ومازالت الفاجعة ، تشغل الأردنيين منذ ساعة متأخرة من مساء امس الخميس وسط تساؤلات تطرح على نطاق واسع على كافة الأصعدة سواء البرلمانية والسياسية خصوصًا وأن الخسائر البشريّة في حادثة البحر الميت كانت كبيرةً جدًّا وغير مسبوقة وقاسية على الأردنيين.