صحف

صحيفة “دي فيلت” الألمانية: مقتل خاشقجي أربك حسابات ترامب

ـ برلين ـ قالت صحيفة “دي فيلت” الألمانية إن توقيت مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي أربك حسابات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذ أنه كان يستعد لبدء عملية ضغط مكثفة على إيران.
وأضافت أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يحتاج إلى السعودية، لذلك لم يتخذ اجراءات حاسمة فيما يخص مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجى، داخل قنصلية بلاده في تركيا.
بحسب الصحيفة، فقد جاءت قضية خاشقجي في وقت حقق فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في الآونة الأخيرة، من الناحية الاقتصادية، وفي نزاعه التجاري مع المكسيك وكندا، وتفوق من الناحية السياسية أيضًا، حين نصب مرشحه للمحكمة العليا.
أوضحت “دي فيلت”، أن قضية خاشقجي تسبب قلقا كبيرا لترامب حيث تسببت في حالة من الرعب والغضب حتى بين أنصاره الجمهوريين الذين أدانوا بحدة عملية القتل الوحشية.
لم يعلق ترامب مسؤولية مقتل الصحفي على القيادة في الرياض، وكان مساره أقل وضوحًا، فبعد إنكار العائلة الحاكمة السعودية، بأن خاشقجي قد قتل، أشار ترامب إلى أن التحقيقات جارية، ولم يتخذ إجراءات حاسمة.
وبالرغم من إعلان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، عن فرض عقوبات أولية ضد 21 مشتبها في السعودية في البيت الملكي وفي الولايات المتحدة، ومنعهم من السفر، لكن ترامب يحتاج إلى السعوديين لتحقيق أهداف سياسته الخارجية، بحسب التقرير.
أشارت الصحيفة، إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يعتبر حليفًا قويًا، لا غنى عنه بالنسبة لترامب، لتحقيق غاياته في الشرق الأوسط .
وكانت زيارة ترامب الأولى إلى المملكة العربية السعودية بعد توليه رئاسة البلاد، في كانون الثاني/ يناير، علامة على أهمية التحالف مع المملكة، لأن استراتيجية ترامب في الشرق الأوسط، تعتمد على السعودية كركيزة أساسية، فهو بحاجة إلى المضي قدماً في خطته السلمية المعلنة منذ فترة طويلة بين إسرائيل والفلسطينيين.
بالإضافة إلى ذلك يحتاج ترامب إلى دعم الرياض لهدفه المركزي، وهو إيران، الغريم الإقليمي للمملكة العربية السعودية.
قضية خاشقجي جاءت في توقيت غير مناسب بالنسبة لترامب، لأنه يتأهب لتصعيد الصراع مع طهران في 5 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، لفرض عقوبات أمريكية مرة أخرى، تستهدف صادرات النفط الهامة من البلاد .
وكانت إيران تنتج أكثر من مليوني برميل من النفط الخام يوميا في العام الماضي.
وطلب ترامب من الملك السعودي سلمان زيادة الإنتاج النفطي في المملكة العربية السعودية بما يصل إلى مليوني برميل.
وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح لوكالة “تاس” الروسية يوم الاثنين ان السعودية لا تريد استخدام نفطها كسلاح سياسي. ومع ذلك، فإنه لا يستبعد أن سعر النفط يرتفع بسبب عقوبات إيران.
وأردفت الصحيفة، أن المملكة العربية السعودية تعتبر أكبر مستورد للأسلحة الأمريكية، ولذلك يعارض ترامب مطالب الكونجرس لوقف التداول مع السعوديين بسبب مقتل خاشقجي.
ونوهت صحيفة “دى فيلت”، إلى أن الاستثمار السعودي مع الولايات المتحدة بلغ 450 مليار دولار، وسيتعرض للخطر في حال فرض عقوبات على السعودية.
ووفقا للرئيس الأمريكى، ستتأثر مئات الآلاف من الوظائف في الولايات المتحدة، إذا تم قطع العلاقات الاقتصادية مع السعودية.
وقال ترامب “لن يكون من المفيد لنا وقف التداول مع المملكة العربية السعودية، لأن ذلك سوف يؤلمنا كثيرًا، ويعرقل مسيرة اقتصاد الولايات المتحدة” .
ولفتت الصحيفة، إلى مقال كتبه المدير العام لقناة العربية تركي الدخيل، والذي قال بدوره أن مناقشات تجري حول التدابير المضادة، من شأنها أن تضرب الاقتصاد الأمريكي في حال فرض عقوبات.
وأشار الدخيل إلى أن الترهيب الذي يمارسه السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام لن يخضع السعودية، متسائلًا لماذا لم يعارض صفقات الأسلحة مع المملكة العربية السعودية .
ودعا السيناتور الجمهوري ليندسي جراهام، عضو مجلس الشيوخ باتخاذ إجراءات ضد ولي العهد وأقرب مساعديه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق