السلايدر الرئيسيشرق أوسط
العراق يبدأ خطواته بتنفيذ العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني
سعيد عبدالله
– بغداد – من سعيد عبدالله – اعتبر معارض إيراني قرار الحكومة العراقية الجديدة بإيقاف تصدير النفط من محافظة كركوك الى إيران خطوة جيدة في مجال انهاء الهيمنة الإيرانية على العراق، بينما حذر سياسي عراقي من محاولات طهران وبعض القوى العراقية للإلتفاف على العقوبات الأمريكية.
ووصف المعارض الكردي الإيراني سوران بالاني، القيادي السابق في حزب الكوملة الكردستاني الإيراني المعارض، قرار الحكومة العراقية الجديدة بإيقاف تصدير النفط من آبار كركوك الى إيران بأنها خطوة البداية من قبل بغداد للتأقلم مع القرارات والخطة الأمريكية الجديدة لمواجهة النظام الإيراني، وأضاف بالاني لـ”” “الحكومة العراقية لا تستطيع أن تواجه العقوبات الأمريكية على ايران وتقف في وجه واشنطن، لأن العراق يعتمد في فرض الأمن والإستقرار ومحاربة الإرهاب وإعادة البناء والعديد من الملفات المهمة الأخرى على الولايات المتحدة، ولن تستطيع بغداد الخروج من هذا الإطار”.
وأشار بالاني الى أن العراق حتى إذا التف على العقوبات الأمريكية وهرب النفط الى ايران فأنه لن يستطيع تخفيف العقوبات عن ايران وتعويض الخسائر التي ستلحق بالنظام الإيراني بعد تنفيذ المرحلة الثانية من العقوبات ضدها.
وأردف بالاني “الولايات المتحدة لها حضور أمني في العراق وإقليم كردستان وفي المنطقة وتستطيع ان تفرض سيطرتها عن طريق مراقبة أي تحركات مشبوهة واستهدافها”، مؤكدا أن إيقاف تصدير نفط كركوك الى ايران تعتبر فرصة مهمة لإقليم كردستان كي تنقل نفط كركوك عبر أنبوب نفط الإقليم الى ميناء جيهان التركي على البحر المتوسط، وفي الوقت ذاته هي فرصة لتوطيد العلاقات بين بغداد وأربيل، وحل المشاكل العالقة بينهما.
وأضاف بالاني أن الولايات المتحدة الأمريكية باشرت منذ ستة اشهر بتنفيذ مشروعها لإنهاء النفوذ الإيراني في العراق، واعطت الضوء الأخضر للعراقيين كي يبدأوا محاولاتهم في التخل من الهيمنة الإيرانية على بلادهم طيلة الأعوام الماضية.
ونقلت وكالة رويترز أمس عن مصدرين في وزارة النفط العراقية أن العراق سيوقف نقل الخام من حقل كركوك النفطي إلى إيران، في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل امتثالاً للمرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران.
وكشف المصدران أن العراق يصدّر حالياً ما يقل عن 30 ألف برميل يومياً من خام كركوك إلى إيران، بواسطة الصهاريج، وأضافا أن الحكومة الاتحادية العراقية السابقة، توصلت لاتفاق في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر الحالي مع حكومة إقليم كردستان، لاستئناف تصدير النفط الخام إلى ميناء جيهان التركي عبر الإقليم. مشيران إلى أن الاتفاق يخضع لموافقة نهائية من قبل رئيس الوزراء العراقي المعين حديثاً ووزير النفط.
وبدأت وزارة النفط العراقية منذ آب/ أغسطس الماضي بتصدير النفط برا عبر صهاريج وناقلات كبيرة من خلال محافظة السليمانية في إقليم كردستان العراق الى ايران حسب اتفاق بين بغداد وطهران ينص علي تصدير 60 الف برميل من النفط الخام الى ايران يوميا.
في غضون ذلك حذر سياسي عراقي من أن يكون قرار الحكومة العراقية بإيقاف تصدير النفط الى إيران لخداع المجتمع الدولي بأن الحكومة العراقية ملتزمة بتنفيذ العقوبات على نظام طهران لكنها ستواصل مد ايران بالنفط عن طريق الميليشيات، وكشف لـ”” مفضلا عدم ذكر اسمه “هناك المئات من شبكات تهريب النفط المتكونة من عناصر الميليشيات الإيرانية والأحزاب العراقية الحليفة للنظام الإيرانية تمارس يوميا عمليات تهريب النفط والأموال الصعبة الى الأراضي الإيرانية دون أن تقف أي جهة بوجهها، وهذه الشباكات ستواصل تنفيذ عمليات التهريب مستقبلا”، مشيرا الى أن هذه الشبكات ستجعل العراق ساحة حرب فيما اذا واصلت عمليات التهريب ومساعدة النظام الإيراني وخرقت العقوبات الأمريكية.