رياضة
قلق على مصير مالك ليستر بعد تحطم مروحيته قرب ملعب النادي الإنكليزي
– يسود القلق الأحد على مصير الثري التايلاندي فيتشاي مالك نادي ليستر سيتي الإنكليزي لكرة القدم، غداة تحطم الطائرة المروحية التابعة له واحتراقها في موقف سيارات ملعبه بعيد إقلاعها من على المستطيل الأخضر.
ولم يؤكد أي مصدر رسمي ما اذا كان فيتشاي الذي غالبا ما يستخدم هذه المروحية للتنقل الى مباريات الفريق على ملعب “كينغ باور ستاديوم” ومنه، على متن الطائرة التي عانت من مشاكل ميكانيكية بعيد إقلاعها من أرض الملعب في ختام مباراة ضد وست هام في المرحلة العاشرة من الدوري الإنكليزي الممتاز، انتهت بتعادل الفريقين 1-1.
وفي حين اعتصم النادي والمسؤولون التايلانديون وشركة “كينغ باور” المملوكة من فيتشاي بالصمت حيال تفاصيل الحادث، نقلت شبكة الإذاعة البريطانية “بي بي سي” عن مصادر مقربة من عائلة رجل الأعمال، وهو في مطلع العقد السادس، انه كان بالفعل على متن المروحية.
وأفادت شرطة ليسترشاير الأحد أن مجلس التحقيق في الحوادث الجوية سيقود التحقيق في الحادث.
وأظهرت الصور من مكان التحطم، المروحية والنيران تشتعل فيها، على بعد أمتار من الملعب الذي شهد احتفال ليستر في نهاية موسم 2015-2016، بإحراز لقب الدوري الإنكليزي للمرة الأولى في تاريخه، وذلك في إنجاز لناد متواضع نسبيا مقارنة بكبار الكرة الإنكليزية.
ويعزى هذا الإنجاز بشكل كبير الى تطوير متنام شهده النادي منذ الاستحواذ عليه من قبل فيتشاي عام 2010 في صفقة مقدرة بأربعين مليون جنيه استرليني (51 مليون دولار)، عندما كان ليستر لا يزال ينافس في الدرجة الأولى من بطولة إنكلترا (الثانية عمليا بعد الدوري الممتاز).
“مأساة مروعة”
وأشار المصور الحر راين براون الذي كان يقوم بتغطية مباراة ليستر ووست هام السبت، في تصريحات لإذاعة “بي بي سي 5” أنه رأى المروحية تقلع من أرض الملعب، قبل تحطمها في موقف السيارات.
أضاف “توقف المحرك وبدأت (المروحية) بالدوران حول نفسها، وصدر عنها صوت طنين، قبل أن يسود سكون. بدأت شفرات (المحرك) بالدوران سريعا وتلا ذلك صوت اصطدام كبير”.
وأشار الى أنه رأى “كرة نار كبيرة” لدى وصوله الى مكان التحطم.
ولم يتم الإعلان رسميا عن أسماء الموجودين على متن المروحية، أو اذا ما كان تحطمها قد أدى الى إصابة أي شخص في موقف السيارات.
واكتفى النادي ليل السبت ببيان قال فيه “نتعاون مع شرطة ليسترشير وخدمات الطوارئ في التعامل مع حادث كبير في ملعب كينغ باور”.
وذكر بيان لشرطة ليسترشير السبت “نتعامل مع الحادث بالقرب من كينغ باور ستاديوم. خدمات الطوارىء على دراية وتتصرف (مع الأمر)”.
وأشارت قناة “سكاي سبورتس” الى أن المروحية تعود الى المالك التايلاندي، وأنها أقلعت من الملعب في الفترة ما بين الساعة 19:30 و19:45 ت غ، قبل أن تتعرض لمشاكل في مروحة الذيل الخلفي.
وأبدى عدد من اللاعبين الحاليين والسابقين أسفهم للحادث وقلقهم.
ونشر كل من لاعبي ليستر المدافع هاري ماغواير والمهاجم جايمي فاردي عبر “تويتر”، تغريدة بصورة رمزية تؤشر الى الصلاة.
أما غاري لينيكر، المهاجم الدولي السابق الذي دافع عن ألوان ليستر في مسيرته، والذي يعمل حاليا كمذيع تلفزيوني، فقال إن البرنامج الذي أداره السبت كان “الأصعب” في حياته، مضيفا “مأساة مروعة. أمر مفجع”.
واستحوذ فيتشاي على النادي في العام 2010، وأصبح رئيس مجلس إدارته في شباط/فبراير من العام التالي. وضخ الثري التايلاندي الذي تعد شركته إمبراطورية في عالم الأسواق الحرة في آسيا، الملايين لتطوير النادي وتحسين أدائه، وحقق مفاجأة كبرى بإحراز لقب البريمرليغ عام 2016 على حساب الأندية التقليدية في الكرة الإنكليزية مثل تشلسي ومانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وليفربول وأرسنال.
كما يعد فيتشاي من الشخصيات المحبوبة في ليستر نظرا لما قام به مع النادي الذي يعود تاريخه الى العام 1884.
وكتب رئيس بلدية ليستر بيتر سولسبي عبر “تويتر” السبت “أفكارنا وصلواتنا مع الجميع، لاسيما المالكين الذين قدموا الكثير للنادي والمدينة”.
ولم تقتصر الإشادات بمالك النادي في إنكلترا فقط، بل شملت تايلاند، حيث قال مشجعون إنه ساهم في تطوير كرة القدم في بلاده أيضا.
وأوضح أبيشار جيتراتكافيي، وهو أحد مشجعي ليستر، في تصريحات لوكالة فرانس برس من وسط العاصمة بانكوك “هو شخص مهم رفع من المعيار بالنسبة الى كرة القدم التايلاندية (…) كان ثمة مشاريع من قبل ليستر سيتي لاختيار مراهقين تايلانديين للتدرب في أكاديمية النادي”.
أضاف “ستكون أمام هؤلاء فرصة لخدمة البلاد في المستقبل”.
وصنع فيتشاي حكاية نجاح خيالية بالنسبة الى ليستر. فالفريق الذي عاد الى الدوري الممتاز في 2014، وخاض موسما سيئا أمضى معظم فترات في قعر الترتيب، قبل أن يحقق “الثعالب” سلسلة لافتة في القسم الأخير من الموسم، بفوزهم في سبع من مبارياتهم التسع الأخيرة.
وتمكن ليستر من إنهاء هذا الموسم في المركز الرابع عشر والبقاء في الدوري الممتاز لموسم ثان بدأه مرشحا للقب بنسبة 1 مقابل 5000 فقط، قبل أن يحقق المفاجأة الكبرى وينتزع اللقب في ختامه، معتمدا على لاعبين قدموا أداء لافتا، لاسيما فاردي وزميله السابق الجزائري رياض محرز، والمدرب السابق الإيطالي كلاوديو رانييري. (أ ف ب)