السلايدر الرئيسيشرق أوسط
عباس يصب غضبه على المقاطعين للمركزي: المرحلة الحالية قد تكون أخطر المراحل التي عاشها الفلسطينيون
فادي أبو سعدى
رام الله- من فادي أبو سعدى – ختم الرئيس الفلسطيني محمود عباس كلمته أمام المجلس المركزي في دورته الثلاثين بالقول ” إذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة العصر”. لكنه بدا غاضب جدًا ممن قاطعوا جلسة المجلس المركزي وهاجموه بالقول أنه “غير شرعي” سواء من قبل حركة المقاومة الإسلامية حماس، أو القوى اليسارية الفلسطينية الكبرى في منظمة التحرير الفلسطينية.
ووصف الرئيس محمود عباس، المرحلة التي نمر بها، أنها قد تكون أخطر المراحل التي عاشها شعبنا الفلسطيني، وإننا أمام لحظة تاريخية إما أن نكون أو لا نكون، وأننا مقبلون على قرارات غاية في الأهمية والصعوبة. وحملت الجلسة عنوان “الخان الأحمر والدفاع عن الثوابت الوطنية”.
ودعا عباس الفلسطينيين إلى التوحد خلف منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وطالب بالتمسك بالوحدة والترفع عن الجراح، والوقوف جميعا في خندق الدفاع عن أحلامنا وآمالنا ولنعزز صمودنا ونتمسك بثوابتنا “ثوابت الشهداء والأسرى والجرحى، ثوابت اللجوء وحق العودة، ثوابت أطفالنا وشبابنا”، مؤكدا أننا سنبقى صامدين على أرضنا متمسكين بحقوقنا وثوابتنا ولن تزحزحنا أية قوة على الأرض، ولن نكرر ما جرى في 1948 و1967.
وجدد التأكيد على أنه لا دولة في قطاع غزة ولا دولة دون غزة، مشددا على أن القدس الشرقية عاصمتنا ولن نقبل بمقولة “عاصمة في القدس أو القدس عاصمة لدولتين”، و”أن فلسطين والقدس ليست للبيع أو المساومة، ونرفض الدولة ذات الحدود المؤقتة”. وقال إن رواتب شهدائنا وأسرانا وجرحانا خط أحمر، مشددا على أن الاستيطان منذ الحجر الأول غير شرعي.
وجدد رفض صفقة العصر، وقال: “إذا مر وعد بلفور فلن تمر صفقة العصر”، مضيفا أننا “نحن الكنعانيين أصحاب هذه الأرض، ولدنا عليها، وسنعيش فوقها، وسندفن تحت ترابها المقدس، وليعلم العالم أجمع أنه لم يولد ولن يولد من يتنازل عن حقوقنا وثوابتنا التي أقرتها الشرعية الدولية”.
وقال الرئيس: “لقد سبق واتخذنا القرارات في مجالسنا السابقة فيما يتعلق بأميركا والاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وآن الأوان لتنفيذها كافة”.
وتناولت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية ما جاء في خطاب الرئيس عباس، وأنه قال “لن تكون هناك دولة في قطاع غزة ولن تكون هناك دولة بدون قطاع غزة”. وقال عباس في اجتماع للمجلس المركزي الفلسطيني، حضره مسؤولون كبار في السلطة الفلسطينية، إن “نحن أمام قرارات هامة ومصيرية. المؤامرة ضد الشعب الفلسطيني لم تنته ونحن أعلنا معارضتنا لصفقة القرن”.
ووصف عباس الذين غابوا عن المؤتمر أو قاطعوه بـ “المتعاونين مع أعدائنا وأعداء الشعب الفلسطيني”، وقال إن عليهم أن يخجلوا من أنفسهم. وأضاف: “القدس الشرقية هي عاصمتنا، وهي العاصمة نفسها التي احتلت عام 1967 وليست جزءا منها”. وفي خطابه، وصف عباس دفع التعويضات للسجناء الفلسطينيين وعائلات الذين قُتلوا في المواجهات مع إسرائيل بـ “القضية المقدسة”، وأضاف أن هذه التعويضات لن تتوقف، على الرغم من الضغوط التي تمارس على رام الله.
وقال: “المشروع الاستيطاني بأكمله غير شرعي ولن يحصل على الشرعية من القيادة الفلسطينية. نحن على مفترق طرق خطير للغاية، وربما يكون الأكثر خطورة. لقد تم تطبيق وعد بلفور لكن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتطبيق صفقة القرن”.
وطالب رئيس السلطة الفلسطينية بتنفيذ “القرارات المتعلقة بالعلاقة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لأنها لم تترك أي مجال للتوصل إلى اتفاق”، وقال: “هذه قرارات صعبة ولن نستسلم للضغوط أو الابتزاز”. وقال إن قادة حماس “يقفون إلى جانب الأعداء الذين يريدون تفكيكنا من خلال إقامة دولة في قطاع غزة ومنطقة حكم ذاتي في الضفة الغربية”.