العالم

دعوات لمكافحة خطاب الكراهية خلال تكريم ضحايا هجوم كنيس بيتسبرغ

– نظم متضامنون الأحد وقفة بالشموع لتكريم ضحايا عملية إطلاق نار دامية وقعت في كنيس في بيتسبرغ باعتداء قام خلاله مسلح أعرب عن رغبته في قتل “كل اليهود” بفتح النار على مجموعة معظمها من كبار السن، قبل أن تعتقله الشرطة.

وتعرفت السلطات على هويات أحد عشر شخصاً قتلوا في الهجوم الدامي على كنيس “شجرة الحياة” وتزيد أعمار تسعة منهم عن 65 عاما.

واكتظ مسرح “متحف وقاعة بيتسبرغ التذكارية للجنود والبحارة” بالمشاركين في المراسم التي استغرقت 90 دقيقة والتي افتتحت بموسيقى عزفتها فرقة أمريكية افريقية.

وقال مشاركون في المناسبة إن الآلاف تجمعوا تحت المطر في الخارج لمتابعة الفعاليات التي تضمنت إنشاد النشيد الوطني الاسرائيلي.

وأكد الحاخام جيفري مايرز وسط تصفيق الحضور “لا مكان لكلمات الكراهية في بيتسبرغ” قبل أن يتوجه إلى القادة السياسيين بالقول “يجب أن يبدأ الأمر من لدنكم قادتنا. كلماتي ليست مادة للدعاية السياسية. أوقفوا خطاب الكراهية”.

وتلا الحاخام الذي ساعد في إخراج الناس من الكنيس عقب الهجوم صلوات باللغة العبرية وعيناه تدمعان.

وأقيمت مناسبات مشابهة في أنحاء البلاد فيما توالت التعازي من أفراد الجالية اليهودية في الولايات المتحدة — التي تعد الأكبر خارج إسرائيل — ومن بابا الفاتيكان والقادة الأوروبيين.

وأعرب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف الاثنين عن تضامنه مع ضحايا الهجوم وقال عبر موقع “تويتر” إن “التطرف والإرهاب لا يعرفان عرقاً أو ديانة وينبغي إدانتها في جميع الأحوال”.

وقال مسؤولون أمريكيون الأحد إن المشتبه به روبرت باورز (46 عاما) الذي اعتقل في الكنيس بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة يواجه 29 تهمة تصل عقوبة الكثير منها إلى الإعدام. ونقل إلى المستشفى إثر إصابته بعدة جروح ناجمة عن إطلاق النار على أن يمثل أمام قاض الاثنين.

– “قلبي منفطر” –

واعتبر الاعتداء الهجوم الأكثر دموية بدوافع معادية لليهود في تاريخ الولايات المتحدة الحديث.

وعاش حي سكويرل هيل حيث وقع الهجوم في بيتسبرغ وغالبية سكانه من اليهود حالة من الصدمة.

واختصرت أيليا بولدينغ (37 عاما) المزاج العام بقولها “قلبي منفطر”.

وأفادت السلطات أن المهاجم اقتحم المبنى في وقت مبكر السبت حيث أطلق النار من بندقية من طراز “ايه آر-15” ومسدسات في عملية استمرت نحو 20 دقيقة.

وأصيب أربعة عناصر من الشرطة أو قوات التدخل السريع، إصابة أحدهم خطيرة.

وقال جوزيف تشارني (90 عاما) والذي كان يصلي في غرفة مع نحو خمسة أشخاص عندما رأى شخصا عند المدخل وسمع دوي الرصاص “رفعت نظري ورأيت كل هذه الجثث”.

– ترامب يلوم “الأخبار الزائفة” –

وندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السبت بالاعتداء قائلا “لا يمكن تجاهل آفة معاداة السامية ولا التسامح حيالها أو السماح لها بالاستمرار”.

لكنه حمل وسائل الإعلام الأحد مسؤولية إثارة التوترات وقال “تقوم (منصات) الأخبار الزائفة بكل ما باستطاعتها لتحميل الجمهوريين والمحافظين وتحميلي أنا مسؤولية الانقسامات والكراهية التي يعاني منها بلدنا منذ مدة طويلة جداً”.

وتابع “في الحقيقة، تتسبب تغطيتهم الزائفة والكاذبة بمشكلات أكبر بكثير مما يدركون”.

وأشار ترامب في وقت سابق إلى خيار نشر حراس في أماكن العبادة بدلا من تشديد قوانين حيازة الأسلحة النارية لمواجهة جرائم الكراهية.

لكن رئيس بلدية بيتسبرغ بيل بيدوتو قال للصحافيين “معالجتنا يجب أن تكون: كيف نسحب الأسلحة النارية التي تشكل العامل المشترك لكل حوادث إطلاق النار في أمريكا من أيدي الذين يريدون التعبير عن كراهيتهم بجرائم قتل”.

بدوره، أوضح ترامب أنه سيزور بيتسبرغ لتقديم تعازيه.

لكن تقارير إعلامية نقلت عن بعض عائلات الضحايا عدم رغبتهم في مقابلة رئيس يحمله كثيرون مسؤولية نشر الكراهية في وقت نشرت مجموعة من رجال الدين اليهود في المدينة رسالة مفتوحة الأحد حملوا ترامب فيها المسؤولية عن عملية إطلاق النار.

وورد في الرسالة “في السنوات الثلاث الأخيرة، شجعت أقوالكم وسياساتكم حركة قومية للبيض تتسع يوما بعد يوم. وصفتم بأنفسكم القاتل بأنه شرير، لكن العنف الذي حدث(السبت) هو (نتيجة) مباشرة لتأثيركم”.

من جهته، رحب مدير “رابطة مكافحة التشهير” جوناثان غرينبلات بتصريحات ترامب التي أعقبت الهجوم لكنه شدد على أن “ما يهم ليس فقط ما تقوله بعد وقوع المأساة” بل “البيئة التي تخلقها بخطابك”. وازدادت الأعمال المعادية للسامية في الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، بحسب احصائيات الرابطة.

وجاء هجوم السبت بعد يوم من اعتقال أحد أنصار ترامب في فلوريدا على خلفية إرسال متفجرات إلى الديموقراطيين والليبراليين، ما يثير التوترات في البلاد قبيل الانتخابات المرتقبة في 6 تشرين الثاني/نوفمبر.

وكان مهاجم الكنيس باورز يعيش على بعد نصف ساعة بالسيارة منه. وعمل كسائق شاحنة وارتبط بسلسلة من المنشورات المعادية للسامية عبر الانترنت نشرت على موقع “غاب.كوم” الذي يتصفحه قوميون بيض.

وورد في شكوى جنائية تم رفعها السبت أنه قال للشرطة إنه يرغب “بأن يموت جميع اليهود” الذين اتهمهم بارتكاب “إبادة بحق شعبه”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق