أوروبا
ميركل تعتبر أن عدم ترشحها مستقبلا لن يؤثر في نفوذها خارجيا
– أعلنت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل الثلاثاء أنها لا تتوقع أن يتقلص نفوذها في العالم خلال الفترة التي تسبق خروجها من السياسة في عام 2021، رغم ان السباق لخلافتها بدأ يكسب زخما.
وأعلنت ميركل الاثنين أنها لن تترشح مجددا في كانون الأول/ديسمبر لزعامة حزبها الاتحاد المسيحي الديموقراطي المحافظ بينما ستكمل ولايتها الرابعة في منصب المستشارية.
لكن الفترة الانتقالية التي حددتها ميركل تعد طويلة بالحسابات السياسية اذ يشكك حتى كبار الشخصيات في حزبها علناً في مدى قدرتها على البقاء في السلطة حتى انقضاء مدة ولايتها.
ورغم حالة عدم اليقين، أصرت ميركل (64 عاما) على أنها لن تتعثر على الصعيد العالمي.
وقالت الثلاثاء “اعتقد ان شيئا لن يتغير في موقفي في المفاوضات الدولية (…) ربما بالامكان القول أن لدي الآن مزيد من الوقت للتركيز على مهماتي كرئيسة للحكومة” كونها لن تبقى رئيسة حزب الاتحاد الديموقراطي المسيحي بعد كانون الأول/ ديسمبر.
الا ان المحللين غير متأكدين. وقالت لويدر غيركن من مركز السياسات الأوروبية إنه بعد إعلانها عن قرارها، “لن يكون بمقدور المستشارة أن تقنع العالم بأنها تستطيع أن تكون الضامن لحد معين من الاستقرار في الاتحاد الأوروبي”.
كما قال مراقبون إن ميركل فقدت موقعها كمؤثرة في التقويم السياسي لألمانيا.
وذكرت مجلة “در شبيغل” الأسبوعية “لم يعد الأمر يعود إلى ميركل وحدها في تقرير إن كانت ستحكم كمستشارة حتى العام 2021 ومن ثم تعتزل السياسة كما وعدت ام أن الأمور ستخرج فجأة عن سيطرتها”.
وقال رئيس مجلس النواب الألماني ووزير المالية السابق فولفغانغ شويبله لإذاعة “دويتشه فيله” “لا تزال هناك ثلاث سنوات ضمن المدة التشريعية. سنرى إن كان الحال سيكون هكذا حقاً”.
وأضاف “لم تعد اليوم بالقوة التي كانت عليها ابان ذروة فترة نجاحها، هذا واضح من نتائج التصويت”.
وأشارت عدة وسائل إعلام وطنية كذلك إلى إمكانية انقضاء حقبة ميركل قبل المتوقع.
– مؤامرات –
وستشكل هوية الشخصية التي ستخلف المستشارة المخضرمة التي صعدت إلى السلطة قبل 13 عاماً وتولت قيادة حزبها منذ 18 عاماً عاملاً رئيسياً في تحديد مصيرها.
وذكرت تقارير أن ثلاثة مرشحين أشاروا إلى رغبتهم الترشح لتولي المنصب وهم الامينة العامة لحزب الاتحاد المسيحي الديموقراطي انيغريت كرامب-كارنبوير ووزير الصحة ينس سبان وزعيم مجموعة الحزب البرلمانية السابق فريدريش ميرز.
وقال ميرز (62 عاما) الذي أعلن ترشحه الثلاثاء “نحتاج إلى انطلاقة وتجديد مع قادة شبان من ذوي الخبرة”.
وأوردت وسائل الإعلام الألمانية كذلك اسم آرمين لاشيت، الذي يشغل منصب رئيس وزراء مقاطعة شمال الراين ويستفاليا، لاكبر من ناحية عدد السكان.
ولفتت “دير شبيغل” إلى أنه “في حال فازت مرشحة ميركل المفضلة انغريت كرامب-كارنبوير في كانون الأول/ديسمبر، فستكون فرص ميركل في البقاء في السلطة جيدة”.
ولكن إذا حصل أحد منتقديها على غرار سبان أو ميرز على المنصب فسيعني ذلك “على الأرجح انتهاء مستشارية ميركل بشكل أسرع”.
لكن ما لا شك فيه هو أن الخصوم يريدون المنصب. فبحسب صحيفة “بيلد”، يتآمر خمسة من كبار الشخصيات في الاتحاد المسيحي الديموقراطي ضد ميركل منذ أسابيع.
وكانت المجموعة تخطط لمحادثات لإجبار ميركل على المغادرة في حال لم تبادر هي بذلك بعد الانتخابات التي جرت في مقاطعة هيسن، بحسب “بيلد” التي لم تذكر مصادرها.
إلا أن المستشارة استبقت الأمور وأعلنت قرارها غداة النكسة الانتخابية التي مني بها حزبها في مقاطعة هيسن.
وأكدت أنها لن تدعم أياً من المرشحين مؤكدة أنها ستقبل “بأي قرار ديموقراطي” يتخذه حزبها.
– تراجع –
وحظيت ميركل بدعم الألمان كضامنة لاستقرار وازدهار القوة الاقتصادية الأكبر في أوروبا بعدما قادت البلاد خلال أزماتها المالية ونجحت بخفض نسب البطالة لمستويات قياسية منذ توحيد ألمانيا.
لكن نفوذها تراجع منذ قرارها عام 2015 إبقاء أبواب ألمانيا مشرعة في ذروة أزمة الهجرة التي عاشتها أوروبا وهو ما جلب إلى البلاد أكثر من مليون طالب لجوء.
وخلف وصول أعداد كبيرة إلى البلاد هوة عميقة في المجتمع الألماني وغذى صعود حزب “البديل لألمانيا” اليميني المتطرف، ما أعاد رسم الخارطة السياسية للبلاد.
وإلى جانب الصراع الداخلي على السلطة ضمن صفوف الاتحاد المسيحي الديموقراطي والذي بإمكانه تحديد مستقبلها، قد يعجل شريكها الصغير في الائتلاف الحكومي — الحزب الاشتراكي الديموقراطي — خروج ميركل في حال اطاح بالحكومة قبل 2021.
وقالت زعيمة الحزب الاشتراكي الديموقراطي اندريا نالس إن حزبها سيقرر بحلول ايلول/سبتمبر 2019 “إن كانت هذه الحكومة لا تزال المكان المناسب لنا”. (أ ف ب)