السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
هربوا من الموت ليستقبلهم الفقر…أوضاع لاجئي الثورات العربية في غزة تزداد سوءاً
محمد عبد الرحمن
– غزة – من محمد عبد الرحمن – كان يجلس الأربعيني حسام قشيط على باب منزله وعلامات الحزن والغضب ظاهرة على تقاسيم وجهه، من تدهور أوضاعه الاقتصادية وعدم مقدرته على توفير أيٍ من مستلزمات بيتهم المستأجر والمهددين بالطرد منه للمبيت في الشارع لتراكم الإيجار عليهم فهو لم يتوقع أنّ تتقارب أشكال المعاناة بين المكانيين إلى حد كبير، ففي سورية فقد بيته وعمله، واليوم يعيش هو وأسرته بدون مأوى ولا مصد رزق .
ويقول في حديثه لـ”” ودموعه تعتلي محياه “لا يوجد لدينا منازل نعيش فيها، ولا حتى فرص عمل لتوفير بدل الإيجار”، فنحن جئنا إلى قطاع غزة، لنعيش حياة كريمة، ولكن اختيارنا كان خاطئاً، فالحياة مأساوية بسبب الحصار والظروف الاقتصادية الصعبة”.
ويضيف ” منذ قدومنا إلى قطاع غزة منذ عام (2013)، لم تقدم لنا الحكومة الفلسطينية سوى فرصة عمل مؤقتة لمدة 6 أشهر، وكانت هناك وعود باستلام شق سكنية، ولكن لن ننال شيء، وبقينا بالإيجار، ننتظر تنفيذ الوعود التي وُعدنا بها عدة مرات”.
ولا تختلف معاناة اللاجئة أم أحمد جبارة 48 عاما عن سابقها كثيراً فهي قدمت مع أسرتها من اليمن بعد اشتداد الأزمة اليمنية فتقول “نحن نعيش بلا شيء في وطننا، لا نملك أدنى الحقوق بل وصل الأمر بالبعض إلى أن يعيشوا دون خبز في منازلهم”.
وتضيف بصوت خانق يملئه الحزن والأسى “للأسف في غزة لا يوجد حتى مرجعية لنا كعائلات يمنية قدموا لنا وعودًا بالحصول على منازل وصدقنا الوعود، ولكن لم ينفذ منها شيء كنت أحصل على مساعدة من الشئون الاجتماعية كل 3 أشهر 1500 لا يكفوا حتى لدفع جار البيت .”
تفتقر لمقومات الحياة
وتردف بقولها” نحن نفتقر إلى أدنى مقومات الحياة بسبب الأوضاع الاقتصادية السيئة، وجواز سفري السوري انتهى، ولم أستطيع تجديده، وبذلك لا أستطيع الخروج من قطاع غزة لعدم وجود أوراق ثبوتية أو بطاقة شخصية للتعريف على شخصيتي”
معمر الديب هرب من سوريا إبان الثورة السورية عام 2013 بواسطة الأنفاق الأرضية الفاصلة بين مصر وقطاع غزة، يعيش هو وأسرته في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة يقول ” منذ قدومي إلى قطاع غزة لم أحصل على أية مساعدات مالية، سوى شيك من الشؤون الاجتماعية بقيمة “750 شيقل” كل ثلاثة أشهر بمعدل( 250 شيقل شهرياً)، أي ما يعادل( 70 دولار) بالشهر الواحد، فهذا المبلغ لا يكفي لتوفير احتياجات البيت ودفع الإيجار”.
الحكومة لا تهتم
ويتابع” كنت أظن أني سوف أجد في قطاع غزة الراحة والأمن والاستقرار، فحكومة الوفاق الوطني لا تهتم بالمهاجرين، فأوضاعنا ازداد سوءً يومياً بعد يوم، والمساعدات البسيطة التي كنا نستفيد منها، لا نحصل عليها في الوقت الحال، نظراً لزيادة وتيرة الانقسام، والوضوع الاقتصادي السيئ الذي يشهده القطاع”.
اللاجئ الفلسطيني عمار محسن (49عاماً)، فضل أن يأتي إلى قطاع غزة عن الذهاب إلى دول أوروبا بعد تدهور الأوضاع في ليبيا، خوفاً من الغرق في البحر أثناء التهريب، ظانناً أنه سيجد في غزة حياة لا تقل عن الحياة التي كان يعشها، ولكن الرياح أتت بعكس ما تشتيه السفن ،فمنذ قدومه إلى غزة وهو يبحث عن عمل وكنه لم يجد .
ويقول” نناشد رئيس الحكومة الفلسطينية د.رامي الحمد الله والرئيس محمود عباس، لمساعدة اللاجئين من الدول العربية، وأن يقفوا بجانبنا لحل مشاكلنا، والإيعاز للسفارة الفلسطينية لتجديد جوزات السفر التي انتهت، حتى نستطيع مغادرة قطاع غزة والسفر إلى الدول الأوربية أو دول أخرى لتحسين أوضاعنا المعيشية”.
ويعيش اللاجئون الفلسطينيين الذين قدموا إلى قطاع غزة من أوضاعًا صعبة، عقب هروبهم من بلادهم المضيفة التي عاشوا به، حروبا طاحنة لا سيما سوريا وليبيا واليمن..
وتزداد معاناة كثير من هؤلاء اللاجئين لعدم حصولهم على هويات فلسطينية أو أوراق ثبوتية، مما يزيد ظروفهم تعقيداً، معظم هؤلاء اللاجئين المحتجين يعرفون صعوبة الأوضاع الإنسانية في غزة، لكنهم يأملون أن تُلبى مطالبهم الأساسية.