شرق أوسط
النروجي غير بيدرسن مبعوثاً جديداً للأمم المتحدة إلى سوريا

– عُين الدبلوماسي النروجي غير بيدرسن موفداً خاصاً جديدا للأمم المتحدة الى سوريا ليصبح رابع موفد مكلف التوصل إلى حل سلمي للنزاع الدائر منذ 2011، في ما وصفه الموفد السابق كوفي أنان بأنه “مهمة مستحيلة”.
ويتولى بيدرسن مهامه في نهاية تشرين الثاني/نوفمبر خلفاً للإيطالي السويدي ستافان دي ميستورا الذي قدّم استقالته بعد أربع سنوات من المساعي التي لم تكلل بالنجاح.
وحل بيدرسن محل دي ميستورا في 2005 كموفد للأمم المتحدة في جنوب لبنان، معقل “حزب الله”، قبل أن يصبح المنسق الخاص للبنان بين 2007 و2008.
وبيدرسن دبلوماسي مخضرم، شارك في 1993 ضمن الفريق النروجي في المفاوضات السريّة التي أفضت للتوقيع على اتفاقيّات أوسلو بين إسرائيل والفلسطينيين. وأمضى سنوات عديدة ممثّلاً لبلاده لدى السلطة الفلسطينية. وهو حالياً سفير النروج لدى الصين وسبق أن كان سفيراً لبلاده لدى الأمم المتحدة.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الذي أبلغ مجلس الأمن رغبته في تعيينه في رسالة اطلعت عليها “فرانس برس” ليل الثلاثاء، إن “بيدرسن سيدعم الأطراف السورية عبر تسهيل التوصّل لحلّ سياسيّ شامل وجدير بالثقّة يحقّق تطلّعات الشعب السوري”.
وشكر غوتيريش في رسالته المبعوث السابق دي ميستورا على “جهوده المنسّقة ومساهماته لأكثر من أربع سنوات في البحث عن السلام في سوريا”، في حين استعادت القوات الحكومية السورية السيطرة على معظم الأراضي بعد معارك مع الفصائل المقاتلة والتنظيمات الإسلامية المتطرفة.
وأوقعت الحرب في سوريا أكثر من 360 ألف قتيل وازدادت تعقيداً مع بروز منظمات إسلامية متطرفة وتدخل قوى أجنبية فيها.
وقبل دي ميستورا، تولى الجزائري الاخضر الابراهيمي والامين العام السابق للأمم المتحدة الراحل كوفي أنان.
واشاد وزير الخارجية النروجي إيني اريكسن بتعيين بيدرسن الذي وصفه بأنه “أحد أفضل الدبلوماسيين” النروجيين، وقال دبلوماسي نروجي إن الموفد الجديد وهو أب لخمسة أبناء وملم بالعربية، “يمكنه إيجاد حلول وتسويات لمسائل صعبة”.
واعتبر المتحدث باسم هيئة التفاوض السورية الممثّلة لأطياف واسعة من المعارضة يحيى العريضي انّ تغيير الموفدين لن يكون له تأثير يذكر على مصير بلاده في غياب إرادة وإجماع دوليين بشأن خريطة طريق سياسية.
وقال لوكالة “فرانس برس” إنّ “هذا الرجل لديه خبرة تمتدّ من العراق إلى لبنان والأمم المتحدة”، مضيفاً “نأمل أن يكون حاسماً أكثر، وأن يسمّي فوراً الأشياء بأسمائها. ملف سوريا لا يحتاج الآن لمزيد من التملّق والمداهنة”.
وتابع “لكن بغضّ النظر عن اسم الموفد، هناك حاجة لإرادة وتصميم دوليّين للتوصّل إلى حلّ سياسي”.
حُجبت عملية السلام التي ترعاها الأمم المتحدة في ظل المبادرات الموازية التي تقوم بها موسكو وطهران حليفتا دمشق وأنقرة الراعية لبعض فصائل المعارضة. وتركز الأمم المتحدة على إيصال المساعدات إلى ملايين النازحين.
والتقى قادة تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا في اسطنبول نهاية الأسبوع الماضي ودعوا إلى التوصّل إلى حلّ سياسي للحرب في سوريا وإلى هدنة دائمة في معقل المعارضة المسلّحة الأخير في إدلب.
ودعا القادة الأربعة في بيان مشترك إلى تشكيل لجنة لصياغة مشروع دستور جديد لسوريا قبل نهاية العام “يمهّد الطريق لإجراء انتخابات حرّة ونزيهة” في الدولة التي مزقتها الحرب
(أ ف ب)