السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
رقصة الـ”تسكيوين” الأمازيغية العريقة تُصنف ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي
فاطمة الزهراء كريم الله
وتستمد رقصة “تسكيوين” اسمها الأمازيغي من قرن الخروف “تيِسْكْتْ”، الذي يُثبته كل راقص على كتفه، وهي شكل من الأشكال التعبيرية الفنية الأمازيغية، وإحدى وسائل التعبير عن الذات والجماعة، والتي تجسد تفاعل ساكنة المناطق الأمازيغية مع الطبيعة والأحداث التاريخية التي تناقلتها الأجيال، كما تتميز عن الأشكال الإبداعية الفنية الأمازيغية الأخرى بتراقص أكتاف الراقصين على إيقاع الدفوف والمزامير وقرع الطبول.
وتعد جهة سوس ماسة، والجنوب المغربي عموما، بأنماط موسيقية وغنائية متنوعة، حيث كانت هذه الجهة مهدا لكثير من الأشكال الفنية التي اختصّت بها لوحدها، كتزنزارت، وتويرسا، وأحواش، وأهياض وغيرها، كما أن حدود إشعاع هذه الفنون تجاوز البعد المحلي والوطني ليدق باب العالمية.
وتؤدى الرقصة، في مناسبات محلية، كالأعراس والمواسم والأعياد، وذلك على شكل دائرة مغلقة، يحيط بها المتفرجون، إيحاء بترقب العدو، والمراقبة الشاملة والدقيقة في كل الجهات، خوف مباغتة العدو. كما يحقق ذلك معنى الوحدة والتعاون الجماعي، إذ يقوم كل فرد بواجبه في إطار جماعي، وبالتالي يتمكن من مشاهدة الرقصة في كل الجهات.
وتتميز هذه رقصة “تسكيوين”، بحركاتها التعبيرية الخفيفة، بالإضافة إلى إيقاعها القوي، وحركاتها الرياضية المتنوعة، التي توحي بمعاني القوة والبطولة والشجاعة والانتصار، وتحاكي في تتابعها وتناسقها معركة حربية، وتصور عمليات الحذر والتوقع والاستعداد للمعركة، وتعبر عن المباغتة والانقضاض على العدو، وقفز الحواجز وركوب الخيل، واقتفاء أثر العدو وتعقبه، والمراوغة والمصارعة، ثم نشوة الانتصار، وانهزام العدو.
ويرى مهتمين في التراث، أن تصنيف رقصة “تسكيوين”، كتراث عالمي لامادي، جاء بفعل تضافر جهود فاعلين جمعويين وباحثين ووزارة الثقافة المغربية على مدى سنين. داعين في لالوقت ذاته، إلى نقل هذا التراث إلى الأجيال المتعاقبة، حماية له من الاندثار. من خلال المؤسسات التعليمية عبر إدراج الرقصة في أنشطتها الفنية، كما يمكن للإعلام أن يلعب دوره في تحصين هذه الأساليب الفنية التعبيرية.