العالم

سيطرة كابول على الأراضي الأفغانية تراجعت وخسائر قواتها تسجل رقما قياسيا

  – ذكر تقرير أمريكي جديد الخميس أن سيطرة سلطات كابول على الأراضي الأفغانية تراجعت في الأشهر الأخيرة، فيما تتكبد قوات الأمن خسائر قياسية، ما يجعل التقدم ضد حركة طالبان ضئيلا جدا إن لم يكن معدوما.

ويكشف التقرير الأخير حول الأزمة الأمنية في أفغانستان المشاكل المستمرة بين وحدات الشرطة والجيش التي تكبدت لسنوات خسائر مدمرة، وكذلك تصميم حركة طالبان بعد 17 عاما على الغزو الذي قادته الولايات المتحدة.

وتفيد الأرقام التي أوردتها بعثة حلف شمال الأطلسي “الدعم الحازم” التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان، أن الحكومة الأفغانية كانت تسيطر في الأشهر الثلاثة الأخيرة على 226 منطقة من أصل 407 منطقة أو تؤثر فيها، أي ما يعادل 55,5 بالمئة من البلاد.

لكن تقرير “المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان” (سيغار) الذي قام بجمع أرقام، أشار إلى تراجع بنسبة 0,7 بالمئة في الربع الأخير.

وهذا المستوى هو الأدنى منذ أن بدأت هذه الهيئة الأمريكية جمع هذه المعلومات في تشرين الثاني/نوفمبر 2015.

في المناطق المتبقية، قال المصدر نفسه إن 49 منها (12 بالمئة) تخضع لسيطرة طالبان أو لتأثيرها.

أما الفارق — 132 منطقة — فتعتبر “متنازعا عليها بين حكومة كابول وطالبان أو مجموعات متمردة أخرى.

وعلى صعيد عدد السكان، تسيطر كابول أو تؤثر على 65,2 بالمئة منهم، وهي النسبة نفسها التي سجلت قبل عام.

 “منعطف كبير”

قال الجنرال جون نيكولسون الذي تقاعد الآن لكنه كان قبل ذلك قائدا لعملية “الدعم الحازم”، في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 إن قوات الأمن الأفغانية ستوسع سيطرة الحكومة لتشمل ثمانين بالمئة من السكان في السنتين المقبلتين.

لكن بيل روغيو الخبير في شؤون أفغانستان والمسؤول في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات، قال لوكالة فرانس برس إن سيناريو من هذا النوع غير مرجح.

وصرح لفرانس برس “إذا لم يحدث منعطف كبير من قبل قوات الأمن الأفغانية ولم تلتزم الولايات المتحدة مجددا تحسين الوضع الأمني، لا أرى كيف يمكن أن يكون ذلك ممكنا”.

وشارك روغيو الذي يدير موقعا الكترونيا يحمل اسم “لونغ وور جرنال” في كتابة مقال يؤكد أن أكثر من نصف السكان الأفغان يعيشون الآن خارج سيطرة الحكومة.

وما يؤكد نقاط الضعف الأمنية، مقتل قائد الشرطة الأفغانية الجنرال عبد الرازق مع شخصين آخرين في هجوم من الداخل نفذه شرطي ضد اجتماع على مستوى عال خلال تشرين الأول/أكتوبر في قندهار.

وكان قائد القوات الأمريكية والأطلسية في أفغانستان الجنرال سكوت ميلر يحضر هذا الاجتماع.

وقد نجا من الهجوم لكن الضابط الأمريكي البريغادير جيفري سمايلي كان احد الجرحى ال13 في إطلاق النار الذي قالت طالبان أنه كان يستهدف عبد الرازق وميلر.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أطلق قبل أكثر من عام خطة جديدة لأفغانستان ألغت بموجبها الولايات المتحدة أي برنامج للإنسحاب وقررت إرسال آلاف آخرين من جنودها إلى أفغانستان، معظمهم للقيام بمهام تدريب وتقديم المشورة للقوات المحلية.

ولا تتوفر للجمهور أرقام حول الخسائر التي تتكبدها قوات الأمن الأفغانية بعدما وافقت واشنطن العام الماضي على طلب تقدمت به كابول باعتبار هذه المعلومات سرية.

وقبل هذا التعتيم وحسب أرقام نشرتها هيئة “المفتش العام الأمريكي لإعادة إعمار أفغانستان”، كانت هذه الخسائر تبلغ أكثر من خمسة آلاف كل سنة.

وفي تقريرها الأخير نقلت هذه الهيئة عن “الدعم الحازم” قولها إن حصيلة الخسائر هذا الصيف اسوأ من أي وقت مضى.

وأضافت نقلا عن “الدعم الحازم” إنه من الأول من أيار/مايو وحتى آخر يوم توفرت فيه أرقام وهو الأول من تشرين الأول/أكتوبر 2018، كان معدل الخسائر (في صفوف القوات الأفغانية) الأكبر مما سجل يوما خلال هذه الفترة من السنة”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي مايك ماتيس خلال الأسبوع الجاري إن أكثر من ألف “فتى أفغاني” قتلوا أو جرحوا في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر وحدهما.

وتابعت هيئة المفتش العام أن الأرقام تُظهر أن القوات الأفغانية “حققت تقدما طفيفا أو لم تحقق أي تقدم في الضغط على طالبان خلال الربع الأخير”.

ومع ذلك، يتحدث التقرير عن “بعض النجاحات” في عمليات مكافحة الإرهاب ضد فرع تنظيم داعش في أفغانستان بما في ذلك في آب/أغسطس عندما استسلم 250 ارهابيا لقوات الأمن الأفغانية في ولاية جوزجان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق