السلايدر الرئيسيتحقيقات
في اليوم العالمي لانهاء الافلات من العقاب.. الاعتداءات الإسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في فلسطين تتسع وتزداد عنفاً
فادي ابو سعدى
- مدى يصدر تقريرا خاصا حول الاعتداءات الاسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في مدينة القدس
– رام الله – من فادي ابو سعدى – في الثامن عشر كانون اول من عام 2013 قررت الامم المتحدة اعتبار يوم الثاني من تشرين الثاني يوما عالميا لانهاء الافلات من العقاب على الجرائم المرتكبة ضد الصحافيين في انحاء العالم. وهدف هذا القرار مواجهة ثقافة افلات مرتكبي الجرائم والاعتداءات ضد الصحافيين/ات من العقاب، وتمكين الضحايا من الصحافيين/ات من الانصاف والعدالة، خاصة وان 9 من كل 10 جرائم قتل تستهدف الصحافيين/ات يفلت فيها مرتكبوها من العقاب كما ويهدف القرار مطالبة مختلف دول العالم بتوفير بيئة آمنة للصحافيين وتمكينهم من أداء عملهم دون تدخل.
وفي فلسطين، فان الاعتداءات التي تستهدف الصحافيين/ات والحريات الاعلامية، وخاصة الاسرائيلية منها لم تتوقف عن التصاعد سنة بعد اخرى، كما وانها ازدادات عنفا وخطورة، حيث رصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية مدى منذ مطلع العام الجاري 474 اعتداءا ضد الحريات الاعلامية في فلسطين ارتكب الاحتلال الاسرائيلي 372 منها اي ما نسبته 78% منها، وهي نسبة تفوق مثيلاتها في الاعوام السابقة فضلا عن ان الكثير من هذه الاعتداءات تندرج ضمن الاعتداءات الخطيرة، والتي كان اشدها جسامة وخطورة قتل جيش الاحتلال الاسرائيلي الزميلين الصحافيين ياسر مرتجى واحمد ابو حسين اثناء تغطيتهما احداث مسيرة العودة السلمية في غزة في حادثين منفصلين، هذا اضافة الى اصابة عشرات الصحافيين/ات الفلسطينيين الاخرين بالرصاص الحي خلال الشهور العشرة الماضية من العام الجاري خلال قيامهم باعمالهم في انحاء الضفة وقطاع غزة.
ورأى مركز “مدى” ان افلات مرتكبي هذه الجرائم وغيرها المئات من الاعتداءات الاخرى ضد الصحافيين/ات في فلسطين خلال السنوات الماضية، حيث قتل ما مجموعه 43 صحافيا على ايدي قوات الاحتلال الاسرائيلي منذ عام 2000 وحتى الان، ما كان لها ان تستمر وتتصاعد بهذه الوتيرة لو تمت ملاحقة ومعاقبة مرتكبيها، ويجدد التأكيد على مواصلته العمل مع مختلف الشركاء محليا واقليميا ودوليا من اجل وضع حد لافلات مرتكبي الجرائم ضد الصحافيين/ات في فلسطين والعالم، وتجسيد الاهداف التي يرمي قرار الامم المتحدة هذا تحقيقها.
في غضون ذلك أصدر “مدى” تقريرا خاصا حول اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي التي تستهدف الحريات الاعلامية في مدينة القدس المحتلة وما تمثله من ترجمة لسياسة تقوم في جوهرها (كما يشير التقرير) على اخلاء المدينة من اي حضور اعلامي فلسطيني من شأنه ان يفضح ممارسات واعتداءات الاحتلال الاسرائيلي وسياساته التمييزية في القدس، عبر اباحته (الاحتلال) استخدام مختلف الوسائل ضد وسائل الاعلام والصحافيين لمنع ظهور اي صورة او معلومة او رواية غير الرواية الاسرائيلية.
وغطى التقرير بشكل مفصل ما تعرض له الصحافيون ووسائل الاعلام في مدينة القدس من اعتداءات اسرائيلية خلال الفترة الممتدة من مطلع العام 2016 وحتى منتصف العام الجاري 2018 (اي خلال عامين ونصف)، علما ان اسرائيل اخضعت المدينة لسيطرتها ولقوانينها (ضمتها) منذ احتلالها عام 1967، رغم الموقف الدولي الرافض لهذا الاجراء المناقض للقانون الدولي وما ترتب عليه من وقائع[1].
وأشار التقرير الى وتيرة تزداد شدة وعنفا من عمليات الاستهداف الاسرائيلي للحريات الاعلامية في مدينة القدس مقارنة بغيرها من المحافظات الفلسطينية رغم ان اعتداءات الاحتلال الاسرائيلي لم تتوقف على التصاعد كماً ونوعاً (عنفا) في شتى الاماكن الفلسطينية.
وأوضح ان 21% من مجمل الاعتداءات التي ارتكبها الاحتلال الاسرائيلي ضد الحريات الاعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ مطلع عام 2016 وحتى منتصف 2018 وقعت في مدينة القدس وحدها هذا فضلا عن عشرات الاعتداءات الاخرى التي تعرض لها صحافيو وصحافيات القدس اثناء تغطياتهم لاحداث خارج المدينة، اي ان واحد من كل خمس اعتداءات اسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في فلسطين تقع داخل مدينة القدس.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلي خلال الفترة التي يغطيها التقرير ما مجموعه 833 اعتداء ضد الحريات الاعلامية في الضفة وغزة والقدس، منها 173 اعتداء وقعت داخل مدينة القدس وحدها اي ما نسبته 21% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التي رصدها ووثقها مركز “مدى”.
وأكد التقرير ان الكثير الانتهاكات الاسرائيلية ضد الحريات الاعلامية في القدس تندرج ضمن الاعتداءات الخطيرة على حياة الصحافيين وقدرتهم ووسائل الاعلام على القيام باعمالهم، ومن ابرزها الاعتداءات الجسدية والاصابات، وعمليات التوقيف والاعتقال، ودهم المنازل والمؤسسات، ومصادرة واتلاف المعدات، وابعاد الصحافيين عن بعض مناطق الاحداث الساخنة لفترات طويلة (امتد المنع في واحدة من هذه الحالات لثلاثة شهور).
وأوضح ان الاصابات والاعتداءات الجسدية بلغت 71 اعتداء، اي ما نسبته 41% من مجمل الاعتداءات الاسرائيلية التي وقعت في القدس والبالغ عددها 173 اعتداء.
وتوقف التقرير امام عدد من الانتهاكات غير التقليدية التي باتت تلجأ لها سلطات الاحتلال الاسرائيلي لقمع الصحافة وللتعتيم على ما تمارسه اسرائيل من اعتداءات وما تفرضه من سياسات في القدس، ومن بين ابرزها ابعاد صحافيين عن اماكن الحدث الساخنة (مثل البلدة القديمة) لفترات تمتد احيانا لشهور، حيث يرصد خمس حالات من هذا القبيل، ومنع التغطية المباشرة الذي شكل نحو 26% من مجمل الانتهاكات وعمليات الملاحقة الدائمة للصحافيين والصحافيات، والتضييق عليهم بشتى الطرق لتقويض اي فرصة امامهم للاستمرار في هذا العمل وصولا الى انهاء اي وجود اعلامي فلسطيني في المدينة.