أقلام يورابيا

التصحر الإرهابي في مواجهة تونس الخضراء

ليلى العياري

ليلى العياري
الغالبية اتفقت أن العملية الإرهابية في شارع الحبيب بورقيبة، فشلت!!
الحقيقة انها لم تفشل، فالإرهاب – كما هو اسمه- ليس غايته القتل، فالقتل والدم وسيلة له لغاية أكبر، وهو نشر الرعب، ترهيب الناس، جعل “الإرهاب” بمعناه اللغوي هو المسيطر على الحالة العامة.
هي عملية إرهابية حققت هدفها ولو لم نخسر فيها – والحمدلله- ضحايا بشرية، هدفها كان ترويعنا، وضعنا في حالة خوف دائم ومستمر، رجفة أجسادنا هلعا حين نرى امرأة ملتفحة بالسواد من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها، وطبعا هذا هدف بحد ذاته وسيلة حتى الوصول إلى الهدف النهائي، ان يكون كل من في الشارع من نساء، ملتفحات بذات السواد.
من أين حلت علينا تلك الطقوس الغريبة، من أي جهنم أتانا هذا الرعب الذي لا يقبلنا كما نحن، ويريد منا ان نكون كما هم!!
الإرهاب لا يتم تفكيكه بتفكيك عبوة ناسفة أو القبض على خلية نائمة ( كلها خلايا يقظة بيننا)، وتونس لن تتعافى من كبواتها ولن تتخلص من حالة الرعب، إلا بخطة وطنية شاملة وحاسمة تتخلص بها من تلك العتمة الفكرية التي تم تصديرها إلينا بالتهريب الفكري والتسلل غير المشروع.
ثقافة مختلفة عنا، غريبة تماما عن حياتنا، جفافها لا يتناسب مع الأخضر الريان فينا، عمرها لا يكاد يصل إلى كعب تاريخنا منذ كانت قرطاج مركز العالم.
لن تتعافى تونس إلا عندما نحدد الخط الفاصل والواضح بين الحرية الفردية والأمن المجتمعي، عندما يكون القانون ضامنا للجميع بلا استثناء.

نساء ملتفحات بالسواد القاتم، على عكس ثقافة الألوان الزاهية التي تتسم بها نساء تونس، نقاب أسود يشكل غطاءا ساترا لا تعرف من هو خلفه: رجل يحمل الكراهية ام امرأة بلغت الفتنة في جمالها حد التخفي عن العيون؟
الاختباء خلف الملابس الغريبة ليس حرية شخصية، بل تخفي يخالف قواعد المجتمع، ما دمت تريد حرية شخصية ففكر بحرية غيرك بالأمن والأمان أولا.
الدولة التونسية ملزمة بإعادة ضمانات الأمن والأمان لمواطنيها المرهقين من الفقر والقهر، ثم الموت رعبا.
لا حل هنا إلا دولة مدنية تحكم قوانينها المدنية الجميع، ولا تتعارض الحريات الشخصية فيها مع السلم المجتمعي.

طبعا، سيواجه هذا الطلب رؤوس الفتنة المصدرين إلينا وقد غسلوا تونسيتهم العريقة بأفكار العتمة والموت، هم الرأس المدبر لكل ما يحدث، هم أس الفتنة، وقد زحفوا على تونس كالجراد الجائع، بعد ثورتها، مهللين مكبرين بالفتح!! أي فتح؟ أي ثقافة كراهية وإقصاء وإلغاء يحملها هؤلاء؟
لا حل أمام تونس إلا بحسم أمرها نحو هؤلاء، وتطبيق القانون المدني، لا استيراد ثقافة الموت الصحراوية.
تونس الخضراء عصية على التصحر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق