– القاهرة – من شوقي عصام – بوادر تحول لقاء العودة لنهائي دوري أبطال إفريقيا، بين الترجي التونسي والأهلي المصري على استاد رادس في العاصمة التونسية، إلى مجزرة بشرية، بات أمراً واضحاً، بوقود وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات ‘فيس بوك” في البلدين، ببوصلة منصات الإعلام التليفزيوني والصحفي في مصر وتونس، والأمر الغريب أن درجات الاشتعال قادمة بشكل أكبر من القاهرة، عبر وسائل إعلامها، حتى إن وصل الأمر إلى ترهيب الجمهور الأهلاوي من مؤازرة فريقهم في لقاء العودة بتونس، بعد انتهاء مباراة الذهاب، بفوز الأحمر الأهلاوي على الأصفر الترجاوي بثلاثية مقابل هدف، وسط جدل حول مدى محاباة حكم الساحة الجزائري، مهدي بن عبيد، للأهلي من عدمه، بضربتي جزاء في القاهرة.
الوشاية ..والاغتيال المعنوي
حالة اغتيال معنوي يتعرض لها جمهور الأهلي، سواء المتجه إلى تونس الخضراء، أو من سيتابع في القاهرة، حول أن ذهابهم مع نجومهم لن يكتمل بالعودة إلى بلادهم، وأن الجمهور التونسي سيفتك بهم، وبالطبع هذه الرسائل انتقلت إلى الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في تونس، التي بدأت تؤمن بهذه الوشاية، في انتظار ليلة قد تخرج الروح الرياضية لمعارك عنيفة، لم تحدث قبل ذلك في لقاءات الفريقين، التي تتكرر بشكل شبه سنوي في البطولة الإفريقية، وتخرج بشكل مثالي، مهما كانت صدمة النتيجة، وامتد الاغتيال المعنوي إلى تحويل الواقع الكروي إلى مستحيلات تضرب الأهلي القاهري، نادي القرن الإفريقي.
الأهلي ورشوة الحكم
من أهم ملامح الاغتيال المعنوي التي يُعاني منها جمهور ناديهم، أن الحكم الجزائري حصل على رشوة من إدارة الفريق الأحمر، في حين أن الواقع يقول إن الأهلي لم يقص من الترجي في آخر 15 سنة، سوى مرة واحدة، خلال 7 مواجهات ذهاباً وإياباً، وكان للأهلي الأفضلية في 6 مواجهات، وكان الإقصاء الوحيد الذي كان لصالح الترجي في 2010، عبر “إينرامو”، الذي أحرز هدف التأهل بيده، مثل وضوح الشمس، بلغة كرة القدم، أن الأهلي لا يعرف الإقصاء المستمر لخصومه في إفريقيا، إلا مع الترجي، أي أن “كعب الأهلي لا يعلو على فريق محلي أو إفريقي، مثل ما يعلو على الترجي، خاصة في استاد رادس، لدرجة أن جمهور الأهلي يقول دائماً “رادس هو ملعبنا”، فهل في هذه الحالة، يحتاج الأهلي الذي لا يمس تاريخه بالرشوة، بدفع المال لحكم دولي لإقصاء فريق لا يعرف معه طعماً إلا الفوز!
الأهلي الأكثر معاناة من الظلم التحكيمي وإينرامو علامة
الظلم التحكيمي هو أحد أركان اللعبة، وفي السنوات الأخيرة، كان أكبر واقعة ظلم تعرض لها الأهلي في عام 2010، بإياب الدور قبل النهائي لبطولة إفريقيا في تونس أمام الترجي، فهل هناك مشجع أهلاوي واحد لا يعرف يد “إينرامو”؟!، ففي هذه المباراة ومع الدقيقة الثالثة، حسب حكم الساحة، هدف الصعود للترجي بضربة علنية للكرة بيده في المرمى، في ظل جدل في المباراة السابقة على أحقية ضربتي جزاء للأهلي، في حين ابتعد الجدل عن ضربة جزاء احتسبت للترجي، وبالعودة إلى مباراة “إينرامو”، فقد طرد الحكم نجم الفريق الأهلاوي محمد بركات، ولم يحمِ لاعبي “الأحمر” من عنف لاعبي الترجي وقتئذ.
وإذا استكملنا في مسلسل الظلم التحكيمي، الذي لا تخلو كرة القدم منه، فـ”الترجي” ذاته صعد إلى المباراة النهائية بفضيحة تحكيمية أمام فريق أول أغسطس، وفي مقابلة الدور ربع النهائي بين الفريقين أيضاً هذا العام، ألغى الحكم هدفاً صحيحاً للأهلي أمام الترجي، وخسر الأهلي في العام الماضي نهائي البطولة أمام الوداد المغربي بالدار البيضاء، بمسلسل من الظلم التحكيمي.
منصات إعلامية تحرض على الأهلي وجمهوره في رادس
المنصات الإعلامية دخلت في المحظور، في التجهيز ليوم ملبد بالغيوم في الجمعة المقبلة، ونقدم هنا واقعتين، أحد أبطالها الإعلام المصري، عندما استضافت إحدى المذيعات إعلامياً مغربياً على قناة “أون تي في” الرياضية المصرية، ليتحدث الأخير عن ضرورة تحقيق الكاف في واقعة تلقي حكم المباراة رشوة 200 ألف دولار من مستشار الأهلي دون أن يذكر اسمه، عن عدم معرفة، والمقصود هنا وزير الرياضة السعودي، تركي آل شيخ، الذي بات بعيداً عن الأهلي، وعندما سئلت المذيعة الضيف عن مصدره، فقال صفحات التواصل الاجتماعي، لترد المذيعة: “نعم هذا كلام خطير يجب التحقيق فيه؟!”، وهنا هل أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي، التي تتحرك في بعض الأحيان من جماهير متعصبة مصادر صحفية للإعلام؟!
وواقعة أخرى، جاءت عبر جريدة الشروق التونسية، واسعة الانتشار، في تجييش جمهور الترجي ضد الفريق الأحمر وجمهوره بمانشيت: “الحساب في الإياب”، والوقائع تستمر مع مذيعين بقناة الجزيرة الرياضية القطرية، الذين يحشدون الجمهور التونسي في سيناريو أقرب إلى مباراة مصر والجزائر في مباراة أم درمان بالسودان عام 2010.
وأخرى تنصح جمهور الأهلي بعدم السفر حفاظاً على حياته
في الساعات الأخيرة، تصاعدت موجات في ظاهرها نصيحة، وفي باطنها ترهيب لجمهور الأهلي، بعدم الذهاب إلى تونس، لأن جمهور الترجي في جميع الأحوال، لن يترك الكأس تعود مثل كل مرة إلى القاهرة، لندخل في موجة من التحفيز التحريضي لجمهور الترجي، الذي كثيراً ما قبل بروح رياضية، خروج الكأس من رادس.
مسؤولية تاريخية لمجلسي إدارة الترجي والأهلي حتى لا تكون ليلة الدم والنار
هناك مسؤولية تاريخية، على مجالس إدارات الفريقين، تتعلق في البداية بالتهدئة الجماهيرية، ووأد فتنة التحريض، وثانياً، التنسيق على أعلى مستوى بين الأجهزة الدبلوماسية والأمنية، والأهم التنسيق فيما بينهم، لوضع يديهم على المباراة بقبضة من حديد، حتى تمر ليلة الجمعة المقبلة على خير، مهما كان الفائز.