السلايدر الرئيسيشرق أوسط
قوات حرس الحدود والشاباك الإسرائيلي داهمت مكاتب للسلطة على خلفية بيع منزل لليهود
فادي ابو سعدى
– رام الله – من فادي ابو سعدى – داهمت قوات من شرطة حرس الحدود ورجال الشاباك الإسرائيلي مكاتب السلطة الفلسطينية في حي الرام شمالي القدس، على خلفية قضية بيع منزل في الحي الإسلامي في القدس لليهود. وصادرت الشرطة الملفات وأجهزة الكمبيوتر، ووفقا لما قال الموظفون في المكان، فقد استخدمت القوات العنف ما اضطر أربعة موظفين إلى تلقي العلاج الطبي. وكان يتواجد في المكان خلال المداهمة، الوزير الفلسطيني لشؤون القدس عدنان الحسيني.
وكانت لجنة الشؤون الداخلية في الكنيست قد ناقشت، في الأسبوع الماضي، الخطر الذي يواجه الفلسطينيين الذين يبيعون عقارات لليهود في القدس الشرقية. وعقدت الجلسة بعد اعتقال السلطة لعصام عقل، وهو من سكان القدس الشرقية ويحمل الجنسية الأمريكية. وقد اعتقل عقل قبل أسبوعين في رام الله بعد الاشتباه في قيامه ببيع منزله في البلدة القديمة إلى جمعية يمينية.
وخلال الجلسة، وبخ أعضاء الكنيست من اليمين، ممثل الشرطة بسبب السماح للسلطة الفلسطينية بالعمل في القدس الشرقية وعدم القيام بما يكفي لإطلاق سراح عقل. وقال عضو الكنيست بتسلئيل سموطريتش، من البيت اليهودي: “لماذا لا تتصلون هاتفيا مع المسؤول في السلطة الفلسطينية وتخبرونه أنه في غضون ساعتين إذا لم يعد الرجل فستبدأ المباني بالسقوط؟ ماذا كان سيحدث لو كان يهودياً من تل أبيب؟”.
ومنذ تلك الجلسة، يبدو أن الشرطة شددت من تعاملها مع محافظ القدس، عدنان غيث، الذي بدا أنه متورط في اعتقال عقل في السلطة الفلسطينية. ويوم الخميس، داهمت قوة من شرطة القدس نادٍ رياضي في حي سلوان، واعتقلت عدة أشخاص وفرقت اجتماعا كبيرا عقد هناك برئاسة غيث. وقامت الشرطة مرة أخرى باعتقال غيث، واحتجزته لعدة ساعات.
وقبل حوالي شهر، تم الكشف عن قضية مشابهة أثارت عاصفة في السلطة الفلسطينية. ففي حينه، اكتشف السكان الفلسطينيون في البلدة القديمة أن ملكية بناية كبيرة تقع بالقرب من أحد مداخل الحرم القدسي، نُقلت من أيدي الفلسطينيين إلى أيدي الإسرائيليين. وفي السنوات الأخيرة، انتشرت شائعات حول بيع المنزل لجمعية للمستوطنين، وأدى دخول السكان اليهود إلى المبنى في الشهر الماضي إلى تبادل الاتهامات بين كبار المسؤولين الفلسطينيين في القدس والسلطة الفلسطينية، لا سيما بين المقربين من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورجال خصمه، محمد دحلان.
في تعليقه على ما جرى في مقر المحافظة، قال وزير شؤون القدس عدنان الحسيني إن “الرسالة التي أرادوا أن يوصلوها هي أنه يمنع علينا العمل في القدس، ولكننا لن نرضخ لهم وسنواصل العمل لخدمة أبناء شعبنا”، حسبما نقلت وكالة الأنباء الرسمية.
وأضاف الحسيني: “ان ما يجري هو تنفيذ لقرار الرئيس الأميركي ترمب باعتبار القدس عاصمة للاحتلال، وأن اسرائيل اليوم تقوم بتطبيق هذا القرار بالبلطجة وباقتحام المقرات، وباستهداف الموظفين. سلمونا قرار من محكمة الاحتلال يتيح لهم اقتحام مقر المحافظة والوزارة، وطلب جنود الاحتلال من الموظفين العاملين في المحافظة من حملة الهوية المقدسية مراجعة مقر التحقيق في معتقل المسكوبية بالقدس الغربية يوم غد من أجل التحقيق معهم”.
وأوضح أن ما جرى غير مقبول وغير مبرر، فالاحتلال يتحمل مسؤولية كل تبعات هذه الاقتحامات غير المبررة وغير المفهومة والمرفوضة. وقال الحسيني: “موجودون لخدمة أبناء شعبنا في القدس المحتلة، وسنواصل تقديم الخدمات لأبناء شعبنا هناك، ولن يثنينا الاحتلال عن القيام بدورنا في دعم صمود المقدسيين”.
من جانبه، قال محافظ القدس عدنان غيث لوكالة الأنباء الرسمية، إن الرسالة التي أراد الاحتلال ارسالها لنا هي أن لا نعمل في القدس ولكن مهما بلغ بطش الاحتلال ستبقى القدس وجهتنا، وما جرى هو اعتداء على المؤسسات وعلى شعبنا وعلى كل ما هو فلسطيني بغطاء أميركي”.
وأوضح غيث أن الرد على اقتحام المحافظة، هو مزيد من الصمود في وجه الاحتلال، ومزيد من التمسك بالثوابت الوطنية، والتمسك بالهوية المقدسية، والاستمرار بالعمل للوصول إلى اهداف مشروعنا بالدولة المستقلة وعاصمتها القدس”. واكد أن القيادة تعمل مع كل أحرار شعبنا وشرفاء العالم لتحقيق أهداف شعبنا، فسعي الاحتلال للتخلص من كل ما هو فلسطيني في القدس سيفشل، فشعبنا وأهلنا في مدينة القدس هم اصحاب السيادة في القدس”.
وقال امين سر حركة فتح في القدس شادي مطور، “إننا سنواصل ملاحقة مسربي العقارات للاحتلال في القدس ولن تثني إجراءات الاحتلال هذه أبناء شعبنا عن نبذ المسربين والتصدي لهم من اجل حماية عقارات القدس من التهويد”.
وأضاف: “ان رسالة الإرهاب التي أراد الاحتلال إيصالها لأبناء شعبنا وصلت وسنرد عليها بمزيد من الصمود ومزيد من تقديم الخدمات لأبناء شعبنا في مدينة القدس، ومزيدا من دعم صمودهم ولن ينجح الاحتلال ثنينا عن الدفاع عن قدسنا.” وأوضح مطور “حتى لو استهدفوا المقرات والمؤسسات سنعمل انطلاقا من الشوارع لخدمة أبناء شعبنا في القدس”.