السلايدر الرئيسيتحقيقات

رغم مرور ثلاث سنوات على تحريرها.. سنجار مازالت مدينة أشباح

سعيد عبدالله

ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ كشفت الحكومة المحلية لقضاء سنجار ذات الغالبية الأيزيدية غرب الموصل اليوم الاثنين أن نسبة عودة السكان الى المدينة وأطرافها لم تتجاوز بعد 15٪ رغم مرور نحو ثلاث سنوات على تحريرها من داعش، مبينا أن نسبة الدمار الذي لحق بالمدينة جراء سيطرة داعش عليها بلغت أكثر من 87٪.

وقال قائمقام قضاء سنجار، محما خليل، لـ””: “المشهد المأساوي مازال يخيم على سنجار فالحلول المقدمة لإعادة الحياة الى المدينة لم تكن بمستوى الكارثة والابادة التي تعرضت لها هذه المدينة”، مضيفا أن أعداد النازحين العائدين الى سنجار وأطرافها حتى الآن، لم تتجاوز الـ15٪ أي بواقع 25 ألف و100 شخص، مشيرا الى وجود معوقات اقتصادية وأمنية وخدمية ومعنوية تعيق عودة النازحين الى منازلهم، في وقت بلغت نسبة الدمار الذي تعرضت له سنجار أكثر من 87٪.

@Euroabia

وحررت قوات البيشمركة التابعة لحكومة إقليم كردستان مدينة سنجار من داعش بإسناد من طيران التحالف الدولي في تشرين الثاني/ نوفمبر من عام 2015، لكن الميليشيات الإيرانية فرضت سيطرتها على المدينة العام الماضي بدعم من الحكومة العراقية والنظام الإيراني، فيما تشارك فصائل مسلحة تابعة لحزب العمال الكردستاني الميليشيات سيطرتها على سنجار.

ودعا خليل الحكومة الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في الموصل الى جعل سنجار منطقة منزوعة السلاح آمنة وإخراج كافة الميليشيات منها، وتسليم الملف الأمني لقوات الشرطة من أبناء المدينة، مشددا بالقول “وضع الحشد الشعبي سنجار في دوامة الصراعات الإقليمية”

وتعرضت مدينة سنجار وأطرافها في 3 آب/ أغسطس من عام 2014 الى هجمات واسعة شنها مسلحو تنظيم داعش عليها أسفرت عن احتلالها من قبل التنظيم الذي نفذ حملة إبادة جماعية بحق الأيزيديين، قتل خلالها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال واختطف مسلحوه الآلاف من النساء والأطفال والرجال، مازال عددا كبيرا منهم محتجزا لدى داعش.

@Euroabia

وبحسب إحصائيات المديرية العامة لشؤون الايزيدية في وزارة الأوقاف بحكومة إقليم كردستان، التي حصلت “” على نسخة منها، بلغ عدد الايزيديين في العراق قبل سيطرة داعش على مناطقهم في محافظة نينوى عام 2014  نحو 550 الف نسمة، نزح من هذا العدد إثر غزو داعش لمناطقهم نحو 360 الف نازح، بينما قتل التنظيم في الأيام الأولى لسيطرته على سنجار الف و293 أيزيديا من كلا الجنسين، واختطف التنظيم 6 آلاف و417 أيزيديا غالبيتهم من النساء والأطفال، حُرر حتى الآن 3 آلاف و331 مختطفا منهم غالبيتهم من النساء بمساعدة مكتب شؤون المختطفين الايزيديين التابع لرئاسة حكومة إقليم كردستان، ومازال هناك 3 آلاف و86 مختطفا آخر في قبضة داعش غالبيتهم من النساء والاطفال، فيما بلغ عدد المقابر الجماعية المكتشفة في سنجار حتى الان 69 مقبرة جماعية، إضافة الى العشرات من مواقع المقابر الفردية ، وفجر التنظيم نحو 68 مزاراً ومرقدا دينا في سنجار وأطرافها، أما أعداد الأيزيديين الذين هاجروا الى خارج العراق فوصلت الى 100 الف أيزيدي.

وتشهد المناطق الحدودية الواقعة على الحدود العراقية السورية غرب الموصل نشاطا مكثفا لمسلحي تنظيم داعش، الذين بدأوا ينفذون هجمات على القوات الأمنية العراقية وسكان القرى، خصوصا بعد سيطرة التنظيم على مساحات واسعة من الأراضي الواقعة على الجانب السوري من الحدود بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) منها احتجاجا على الهجمات التي تنفذها القوات التركية ضد مقاتليها في شمال سوريا.

وتزامنا مع انسحاب سوريا الديمقراطية من المناطق الواقعة شرق نهر الفرات، حذر الشيخ مزاحم الحويت، المتحدث الرسمي باسم العشائر العربية في المناطق المتنازع عليها بين الاقليم وبغداد، من هجمات لمسلحي داعش قد تطال مدينة سنجار مجددا، وأردف لـ “”: “تحركات داعش المكثفة في المناطق الحدودية غرب الموصل تشير الى نية التنظيم شن هجمات على سنجار وبعاج والمناطق الأخرى، خصوصا أن القوات الأمنية العراقية لم تقض خلال معارك الموصل على خلايا داعش النائمة”، مؤكدا أن التنظيم أعاد تنظيم صفوفه، لأن القوات العراقية لم توجه له أي ضربات استباقية كي تنهي تواجده في الموصل وأطرافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق