السلايدر الرئيسيتحقيقات

الاردن على فقر موارده.. حكومته تتوجه بتردد نحو الطاقة الطبيعية البديلة

رداد القلاب

  • نموذجين ناجحين في القطاع العام والخاص والحكومة لا تبالي

– عمان – من رداد القلاب – يعاني الأردن من تكلفة سنوية كبيرة ترهق ميزانيته في ما يخص موضوع الطاقة، ورغم ان نسبة سطوع الشمس تعد كبيرة في المملكة نظراً لأنه يقع على الحزام الشمسي مما يُمهد لإستخدام الطاقة المتجددة اسوةً بدول واوروبا وامريكا الشمالية التي رغم قلة سطوع الشمس فيها الا انها استطاعت استغلال ذلك بأكبر قدر يمكن.

وحول هذا الشأن اجرت “” حواراً مع رئيس الجامعة الهاشمية -الحكومية- الواقعة في محافظة الزرقاء وسط المملكة، والذي يملك حلاً لمشكلة الطاقة في الاردن على حد تعبيره، وذلك بالاقتداء بالنموذج الناجح والدائم  الذي استحدثته  الجامعة التي تعد جغرافيتها صحراوية، حيث توصلت الجامعة الى تغطية كافة احتياجات الجامعة ومساحتها البالغة نحو تسعة آلاف دونم من الكهرباء وذلك بانتاج 5 ميغاواط من الطاقة كما ان الجامعة تنتج الماء النقي باستخراج الماء من “الهواء ” وتحويله الى ماء صالح للشرب، وبوسائل “نظيفة للغاية ” على حد وصفه.

وحول اسباب عدم قيام الحكومة بتبني هذه الأفكار، ابتدأ رئيس الجامعة الهاشمية كمال بني هاني اجابته، بأن العاهل الاردني هو فقط من انتبه للتجربة اذ قام بمنح الجامعة وسام الاستقلال وهو ارفع وسام اردني يمنح لشخصيات تقدم عمل وطني كبير او لمؤسسات متميزة بالعطاء، ليستكمل ان نموذجه لإنقاذ الاردن من مشكلتي الطاقة والمياه وصولا الى الامن الاقتصادي الذي كرمه عليه الملك، ما زال يعيش مرارة يتذوقها الدكتور من “تطنيش” الحكومات لنموذجه الذي يمكن الاستفادة منه، وعزا رئيس الجامعة، عدم قيام الحكومة الاردنية بالتوجه نحو الطاقة المتجددة، الى وجود “حيتان” للنفط  على حد تعبيره، مشيراً على ان احداً في الحكومة لم يسألني من اين تقوم ببناء تلك المباني والمشاريع الضخمة التي تصل الى 130 مليون دينار.

وفيما يخص حلوله للمملكة شرح البروفيسور بني هاني  لـ”” الحل بحسب رأيه، ويتمثل ذلك بزراعة الاراضي الصحراوية البالغة نحو 80 % من مساحة المملكة، بألواح الخلايا الشمسية لإنتاج الكهرباء وتلبية الاحتياجات وتخزين الفائض، في بطاريات خاصة لتفادي مشكلة فنية تتمثل باختلاف قدرة الخلايا الكهروضوئية على الانتاج باختلاف الساعات والايام، حيث تختلف قدرة الانتاج في الصباح عن فترة منتصف النهار – الذروة – عن فترة المساء والليل، وهو ما اكده لـ”” خبير الطاقة المتجددة المهندس فادي مرجي – قطاع خاص – حيث مقر الشركة يعد اول مبنى اخضر “Green building” في المملكة.

مبنى شركة عزت مرجي في عمان http://www.marji.jo/

ويتفق كل من المهندس مرجي و الدكتور كمال بني هاني على ان حلول مشكلة الطاقة في الاردن بواسطة الطاقة المتجددة ممكنة ولكن يختلف الاثنان، فمرجي يؤكد ان الحلول مكلفة، في حين يؤكد بني هاني، ان كلف اعداد اماكن وتجهيز محطات  ونقل الطاقة تغطي كلفتها من الانتاج الفائض عن حاجة الجامعة البالغ 2،5 ميغاواط من اصل 5 ميغاواط  انتاج المحطة وبيع 2،5 ميغاواط بمبلغ نحو 1،5 – 2،5 مليون دينار في حين ان كلفة المحطة بلغت خمس مليون و 600 ألف تم تمويلها بالكامل من الجامعة الهاشمية وتمت تغطيتها في سنة وثمان شهور، كما اضاف بني هاني بأنه تم بيع وثائق عطاء المحطة الشمسية بمبلغ 56 حيث بلغ ثمن كل ديسك الف دينار اثناء طرح العطاءات عالمياً فيما يتفق بني هاني مع المهندس مرجي ان تكلفة التخزين تعتبر مرتفعة.

وبسبب نجاح تجربة استخدام الطاقة المتجددة في الجامعة كشف بني هاني ، عن طرح عطاءات الدراسات الفنية لاقامة محطة توليد الطاقة من الخلايا الكهروضوئية “خلايا شمسية ” بقدرة انتاج تصل الى 14 ميغاوط وهو ما يقارب من تغطية محافظة بكاملها من الطاقة.

الدكتور كمال بني هاني، ومراسل ابان الجولة في حرم الجامعة الهاشمية.

من جانبه قال خبير الطاقة المتجددة المهندس  مرجي، لـ” ” :على الرغم من وجود الاردن ضمن منطقة الحزام الشمسي الا انه لا يمكن تغطية احتياجات الاردن بالكامل فقط من الطاقة الشمسية وذلك بسبب كون الطاقة الكهربائية المنتجة من الخلايا الكهروضوئية متقطعة اي ان قدرة المحطة الشمسية تختلف على مدار الساعات والايام.

ويقول المهندس مرجي : بطبيعة الحال هذه الحلول مكلفة ولكنها ممكنة ، بسبب ان فترات الصباح تكون قليلة الانتاج وتشتد في ساعات الظهيرة وتعود الى الانخفاض في فترة ما بعد الظهر لتتلاشى كليا عند غياب الشمس كما تتأثر قدرة الانتاج بالعوامل الجوية والغيوم وزاوية وميلان الشمس عن الافق اي ان الطاقة الشمسية لوحدها لا تسطيع ان تغطي ما يعرف بالحمل الاساسي “base load “ الا انه على الرغم من ذلك يوجد حلول لهذة التحديات الفنية من خلال انظمة تخزين الطاقة مثل البطاريات التي تخزن الطاقة الفائضة خلال ساعات النهار ليعاد سحبها واستخدامها في ساعات الليل.

وحول هذا الشأن قال الدكتور كمال بني هاني، “اذا اردنا كهرباء متجددة على مدار اليوم فعلينا بطاقة الرياح، مشيراً الى ان “هذا ما ساستعمله في الجامعة الهاشمية قريبا”.

الممرات المبنية من خلايا شمسية بين الكليات في الجامعة الهاشمية.

وشرح رئيس الجامعة الهاشمية، خلال جولة اجراها لـ”يورايبا ” في حرم الجامعة  تجربة الجامعة الرائدة بانتاج الطاقة والمياه والاكتفاء الذاتي من المصدرين الذين يعدان من مصادر “الامن الاقتصادي في الاردن ” وسط معاناة البلاد من إرتفاع كلفة فاتورة الطاقة وخصوصا النفطية وارهاق كاهل المواطن بهذه الفاتورة اضافة حل مشكلة المياه في الجامعة في حين ان البلاد تعد بالمرتبة الثانية من حيث دول العالم الفقيرة مائيا، ذلك من خلال التوسع بزراعة الخلايا الشمسية في مواقف السيارات داخل الجامعة وممرات التي تربط الكليات الجامعية معا بخلايا شمسية، وتقوم على انتاج الطاقة وحماية الطلاب من اشعة الشمس الحارقة خلال تنقلهم بين المحاضرات والكيات المختلفة في فترة الظهيرة، كما تمنح تلك الممرات الحرم الجامعي شكلا جميلا ومميزا.

رئيس الجامعة الهاشمية اثناء قيامه بجولة لمراسل “”.

اما فيما يخص معالجة مشكلة المياه في الجامعة، فقد اكد الدكتور بني هاني على ان المعالجة اتخذت شقين الاول، معالجة الابار المائية المالحة الموجودة داخل الحرم الجامعي، بإقامة محطة تحلية وفصل الاملاح عن الماء ، اما الشق الثاني ، عن طريق جهاز كهربائي يمتص  الماء من الهواء ثم يحولها الى ماء صالح للشرب.

وزاد الدكتور بني هاني: ان كلفة فاتورة المياه للجامعة سابقا، وصلت إلى 600 الف دينار سنوياً  ، وباستخدام محطة التحلية بلغت فاتورة مياه الجامعة “صفر” لافتا الى ان كلفة الجهاز بلغت مليون دينار ، اي كلفة فاتورة المياه لسنة ونصف بحسب وصفه .

ويضيف بني هاني اما في الحالة الاردنية فان الهواء موجود بعد ان يتمدد نحو 16،2 ترليون م3 من الماء بالتبخر، حيث يمكن استخراج الماء من الهواء.

واوضح رئيس الجامعة، نيته انتاج زيت البنزين والديزل من شجرتي جتروفا وشجيرات هوبا هوبا،  الصحراويتان، حيث زرع 5000 شتلة من كلن منهما، حيث يتم بعد هرس وعصر ثمارها بانتاج زيوت تتشابه كيميائيا مع زيت البنزين والديزل بحسب الدكتور بني هاني .

شتلات الأشجار الصحراوية، ويظهر في الخلفية الخلايا الشمسية التي تغذي الجامعة الهاشمية بالطاقة.

وفي ذات الشأن  حاولت ” ” التواصل مع وزير الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي او اي مختص في الوزارة حول سؤالنا ” ما المانع من استخدام الطاقة المتجددة في الاردن، لان البلاد تقع ضمن الحزام الشمسي؟ ولماذا لا يتم التسهيل على المواطنيين باستخدام الطاقة المتجددة بدلا من “اجراءات بيروقراطية” لا تنتهي، تبدأ بالترخيص وتنتهي بصرف النظر عن المشروع من قبل المواطن، ولكن لم يتم الاستجابة من المعنيين في الوزارة.

يشار الى ان الحكومة  اعلنت وعلى لسان وزيرة الطاقة والثروة المعدنية هالة زواتي، عن تقديم عرض للمواطنيين الاردنيين الذين ينوون استخدام الالواح الكهروضوئية “الخلايا الشمسية لتوفير فاتورة الطاقة المنزلية، يتضمن تحمل المواطن مبلغ 250 دينار اردني وصندوق الطاقة المتجددة الخاص بالوزارة بدعم 250 دينار” .

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق