– تونس – من سناء محيمدي – أدلى القضاء التونسي بدلوه في مسالة مشاركة وفد اسرائيلي في الملتقى العالمي لحوار الاديان بتونس، وقضت محكمة تونسية، بمنع دخول وفد اسرائلي للاراضي التونسية، للمشاركة في مؤتمر خاص بالاديان، تنظمه الكشافة التونسية، بالتعاون مع “الاتحاد العالمي للكشاف المسلم” ومقره بمدينة جدة السعودية.
وقضت الدائرة الاستعجالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، مؤخرا بمنع دخول أو إيواء الوفد الإسرائيلي للمشاركة في الملتقى العالمي لحوار الأديان.
ورفع القضية ضد منظمة “الكشافة التونسية” كل من الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية، والحزب الجمهوري، وحركة الشعب.
وكانت الكشافة التونسية، قد أعلنت في وقت سابق، عن تنظيم فعاليات “الملتقى العالمي لسفراء الحوار بين الأديان” بمدينة الحمامات، من 4 إلى 8 نوفمبر/ تشرين الثاني، بمشاركة وفود دولية وبحضور الأمين العام “للاتحاد العالمي للكشاف المسلم” السعودي زهير حسين غنيم.
جدل التطبيع يتجدد
وفي ردها على الحكم، اعربت الكشافة التونسية في بيان لها، عن احترامها لقرار المحكمة، مؤكدة تقيدها بالقرار الصادر عن المحكمة، تقديرا منها للمؤسسة القضائية موضحة انها لم توجه اي دعوة الى اطراف اسرائيلية لحضور الملتقى، مضيفة انها وجهت دعوة لممثلي الهيئات الدينية المعترف بها رسميا كهيئات استشارية ضمن المنظمة الكشفية العالمية.
وبادر حزب الجمهوري برفع قضية استعجالية لمنع مشاركة الوفد الاسرائيلي، ومراسلة رئيس الحكومة يوسف الشاهد حول المسالة.
وأكد الحزب التونسي، أن موقفه يأتي انطلاقا من ثوابت السياسة الخارجية لتونس ولمواقف الشعب التونسي الرافضة لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين وتبعا لأحكام الدستور وروحه
وحول مسالة منع الوفد الاسرائيلي من دخول بتونس، يقول احمد الكحلاوي رئيس الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع، في تصريح ل، ان التونسيون اصبحوا متحدين ضد التأثيرات الخارجية الخطيرة، مشيرا الى ان الاختراق الاسرائيلي ضرب عديد القطاعات بتونس كالإعلام والثقافة، واليوم يخترق قطاعا خطيرا وهو منظمة الكشافة التونسية، على حد قوله.
واتهم رئيس المنظمة المناهضة للتطبيع الترويكا (احزاب الائتلاف الحاكم في تونس ما بعد 2011)، بكونهم اداة سهلوا من عملية الاختراق الاسرائيلي الى الداخل التونسي، مذكرا بعملية اغتيال المهندس محمد الزواري الذي اغتيل في 15 ديسمبر/كانون الاول 2015 في صفاقس جنوبي البلاد، وبان هذه العملية هي اختراق مكشوف لليد الاسرائيلية العابثة بسيادة تونس.
ويشدد الكحلاوي في حديثه على مواصلة النضال والصمود والمواجهة امام هذه الاختراقات، بالالتجاء للشارع وبمساندة منظمات حقوقية والمحامين والقضاة، لمنع اشكال التطبيع في تونس.
وفي نهاية عام 2017، احيل مشروع قانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني إلى جدول أعمال لجنة التشريع العام داخل البرلمان التونسي، لكن وقع تاجيل النظر فيه، ولاقى هذا التاجيل انتقادات واسعة وجهت الى القادة الحاكمة في تونس، خاصه وان هذا المشروع قد دفن طويلا في رفوف البرلمان، اذ سبق وان تقدمت به الجبهة اليسارية في سنة 2015، لكنه لم يحل إلى جدول أعمال لجنة التشريع العام وبقي مطمورا مثله مثل مشروع القانون الذي تقدمت به حركة وفاء للمجلس التأسيسي سنة 2012 في زمن حكم “الترويكا”.
حركة حماس تشيد بالقرار
وغداة صدور الحكم، أشادت حركة “حماس” الفلسطينية بقرار القضاء التونسي منع الوفد إسرائيلي من دخول تونس، معبرة عن تقديرها للشعب التونسي ومؤسساته التي دفعت لاستصدار ذلك القرار.
وفي تغريدة عبر تويتر، كتب المتحدث باسم “حماس”، سامي أبو زهري “ترحب حركة حماس بقرار المحكمة الابتدائية في تونس القاضي بمنع دخول وفد إسرائيلي للأراضي التونسية للمشاركة في مؤتمر خاص بالأديان، وتؤكد الحركة على تقديرها للشعب التونسي الأصيل ولكل المنظمات التونسية التي عملت من أجل استصدار هذا القرار”.
وسبق للمحكمة الابتدائية بتونس ان أصدرت في أبريل/نيسان الماضي حكما استعجاليا يمنع رئيس الجامعة التونسية للتايكوندو ورئيس لجنة تنظيم بطولة العالم للتايكوندو من توجيه دعوة أو إيواء لاعبي تايكوندو من حاملي الجنسية الإسرائيلية للمشاركة في بطولة عالمية.