السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
تعديل حكومي بنكهة “النهضة” بتونس: السبسي مُغيب..انضمام أحد وجوه نظام بن علي.. واصغر وزيرة معينة
سناء محيمدي
– تونس – من سناء محيمدي – بعد أسابيع من التسريبات والاخذ والرد، أعلن رئيس الحكومة التونسي يوسف الشاهد تعديلا وزاريا واسعا حيث لم يبق سوى وزراء الداخلية والدفاع والفلاحة والتربية والمالية والاتصالات والتعاون الدولي والخارجية في الفريق الحكومي الجديد.
وعقب اعلان الشاهد عن تركيبة حكومته الجديدة، أعلنت المتحدثة باسم رئاسة الجمهورية التونسية سعيدة قراش الاثنين رفض الرئيس الباجي قائد السبسي التعديل الوزاري، مضيفة أن الشاهد لم يتشاور مع الرئيس وإنما أعلمه فقط، في ساعة متأخرة، بالتعديل الذي أجراه رئيس الحكومة.
حكومة النهضة..والسبسي اخر من يعلم
ووصف نور الدين بن تيشة، مستشار الرئيس التونسي، الحكومة الجديدة بأنها “حكومة النهضة”، مؤكدا أن الرئيس لم يكن على علم بالتعديل الوزاري الأخير، وانه اطلع على مضمون التعديل الوزاري من وسائل الإعلام مثله مثل اي مواطن، منوها الى انها المرة الأولى التي يقوم فيها رئيس حكومة بإعلان وزاري من دون علم الرئيس.
واعتبر بن تيشة أن الحكومة الحالية هي “حكومة حركة النهضة وتم تكوينها من قادتها، مؤكدا بانها حكومة بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية ولا تعبر عن نتائج الانتخابات الماضية.
ووفقا للدستور التونسي، يجوز لرئيس الحكومة اختيار جميع وزرائه دون العودة إلى رئيس الدولة باستثناء وزيري الدفاع والخارجية حيث يلزم الدستور رئيس الحكومة بالتشاور مع رئيس الدولة حول هذين المنصبين.
وشملت التركيبة الوزارية تعيين أصغر وزيرة وهي سيدة الونيسي من مواليد 1987، والقيادية بحركة النهضة، وتسلم وزارة العدل، كريم الجاموسي، وعين مختار الهمامي عين وزيرا للبيئة، فيما كانت حقيبة وزارة الصحة من نصيب عبد الرؤوف الشريف، وتقلد منصب املاك الدولة والشؤون العقارية من نصيب الهادي الماكني، اما وزارة الرياضة فكانت من نصيب سنية بالشيخ.
هذا وكلف محمد فاضل محفوظ بحقيبة وزير لدى رئيس الحكومة مكلفا بالعلاقة مع الهيئات الدستورية والمجتمع المدني وحقوق الإنسان، وشكري بن حسن وزيرا لدى رئيس الحكومة مكلفا بالاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وعين
هشام بن أحمد وزيرا للنقل، ونور الدين السالمي وزيرا للتجهيز والإسكان والتهيئة الترابية، وحمل التعديل الوزاري رضوان عيارة وزيرا لدى رئيس الحكومة مكلفا الهجرة والتونسيين بالخارج.
كمال مرجان..احد جنود بن علي
وعزز يوسف الشاهد حكومته بكمال مرجان وهو احد وجوه نظام بن علي، حيث شغل لسنوات منصب وزير الدفاع، وفي عام 2010 تسلم منصب وزيرا للخارجية، ومع سقوط النظام السابق استمر كمال مرجان في ممارسة مهامه كوزير للخارجية الى تاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2011.
وفي هذا الوقت وجهت له تهمة “خيانة الثورة” على خلفية تسليمه جوازات سفر لعائلة الرئيس الهارب زين العابدين بن علي، وهي تهمة اعترف بها رغم محاولته التنصل منها بالقول أنه يوم 15 من الشهر نفسه اتصل به الوزير الأول انذاك محمد الغنوشي وطلب منه تسليم جوازات السفر لعائلة بن علي وذلك بعد موافقة رئيس الجمهورية آنذاك فؤاد المبزّع.
الامر الذي اجبره على مغادرة حكومة الغنوشي بضغط من الشارع، لكن كمال مرجان لم يبتعد طويلا عن الاضواء السياسية، وأسس حزبه المبادرة في ابريل/نيسان 2011، ولم يبق السياسي طويلا في جلباب بن علي، بل جاهد لاعتلاء كرسي قرطاج، حيث ترشح للانتخابات الرئاسية عام 2014.
السياحة بقيادة يهودي
وضم الشاهد في طاقم حكومته الجديد رجل الاعمال اليهودي روني الطرابلسي وسلمه منصب وزير السياحة ليكون روني اول تونسي يهودي ينال منصب رفيع منذ ما يزيد عن نصف قرن، اذ يعود تولي وزراء يهود لمناصب سياسية في تونس الى عهد البايات، ففي عام 1955، تولى اليهودي التونسي البير باسيس منصب وزير الاسكان، وبعد استقلال البلاد، عين الحبيب بورقيبة اندريه باروش في منصب وزير ونائب غرفة التجارة انذاك.
من هو روني الطرابلسي؟
روني الطرابلسي هو رجل اعمال تونسي يهودي صاحب وكالة اسفار سياحية بالعاصمة الفرنسية باريس، وهو أيضا نجل بيريز الطرابلسي رئيس الطائفة اليهودية في جربة والمسؤول عن معبد للغريبة، وليست المرة الاولى التي يطرح فيها اسم اليهودي في التعديل الوزاري، اذ سبق وتردد اسمه وبقوة اثناء تشكيل حكومة كفاءات مع رئيس الحكومة الاسبق مهدي جمعة، حيث طرح كمرشح لمنصب وزير السياحة كذلك.