السلايدر الرئيسيشرق أوسط
في غزة …السيرج في المطاعم وسيلة لتحقيق الربح وسلاح مدمر لصحة المواطن
محمد عبد الرحمن
– غزة – من محمد عبد الرحمن – يبدو أن ظروف الحصار التي يعاني منها سكان قطاع غزة أصبحت ذريعة يتذرع فيها، أصحاب المطاعم الشعبية الذين يستخدمون زيت القلي “السيرج”عدة مرات، فهناك الكثير من المطاعم في القطاع تستخدم”السيرج” للقلي مرات عديدة، بهدف التوفير وتحقيق الربح، رغم معرفتهم خطورة ذلك، فهذه الظاهرة انتشرت بشكل كبير في الآونة الأخيرة في ظل غياب الرقابة وعدم اهتمام وزارة الصحة في هذا الشأن .
ويتخوف كثير من المستهلكين من وجبات المطاعم خاصة المقلية منها، وينبع تخوفهم هذا من قيام بعض المطاعم باستخدام الزيت في القلي مرات عديدة دون تغييره، مما يؤدي إلى أضرار كبيرة.
قلقت كثيرا
ويقول المواطن حسام أحمد (32 عاما)، “اعتدت يومياً تناول الفلافل من أحد المطاعم في المنطقة التي أسكن بها، فكنت أرسل أبنائي ففي بعض الأيام ذهبت بنفسي، فتفاجئت بلون زيت القلي المستخدم للقلي، فلونه “أسود” وكأنه لم يتم تغيره منذ أسبوع، فقلقت كثيراً من ذلك وتراجعت عن الشراء .
ويضيف” بعد أن شاهدت هذا المنظر لم أعد اشتري من المطاعم وأقوم بعمل “الفلافل” بالمنزل حفاظًا على صحتي وصحة أسرتي، وان قمت في احد الأيام بشراء الفلافل ألقي نظرة على زيت القلي المستخدم”.
أما عبد الرحمن خضر الذي نُقل إلى المستشفى بعد تناوله الطعام من أحد المطاعم الشعبية يقول: “في أحد الأيام اشتريت فلافل من مطعم وكان لون “السيرج” المستخدم للقلي غريب جداً ظننت أن هذا لون “الصاج “المستخدم للقلي” .
ويضيف: “بعدما عدت إلى البيت شعرت بألم شديد في البطن فذهبت إلى المستشفى، فاكتشف الطبيب أن سبب الألم هو تناولي طعام مقلي بزيت غير صحي، ومتكرر وبعدها قررت عدم تناول الطعام من خارج البيت” .
رائحة لا تطاق
محمد 20 عاما :يعمل في أحد المطاعم الشعبية في مدينة غزة ،يقول “أعمل في مطعم شعبي منذ خمسة سنوات، نستخدم زيت القلي مرتين، أو ثلاثة مرات، ولكن في الفترة الأخيرة أصبح يجبرنا صاحب المطعم على عدم تبديله، واستخدامه لأكثر من سبع مرات لأغراض القلي” .
يمكل قائلاً” صراحة نحن نفسنا لا نطيق رائحة “السيرج”عند تكراره عدة مرات في؛ القلي ولكن ما باليد حيلة فعندما نعارض ما يأمرنا به صاحب المطعم يشتمنا، ويهددنا بالطرد ونصبح بدون عمل .
أبو أحمد: صاحب أحد المطاعم في قطاع غزة يؤكد أنهم إن ما قاموا بإستخدام “السيرج “عدة مرات فإنهم لا يحققون ربح وان عملهم لا يجدي نفعاً، لذلك يستخدمون زيت القلي بشكل متكرر وإضافة زيت جديد .
عدم وجود رقابة
أما أبو خليل صاحب أحد “المطاعم الشعبية” في قطاع غزة يقول “رغم الظروف الصعبة التي يتذرع بها أصحاب بعض المطاعم الشعبية في قطاع غزة وغلاء الأسعار وشح الغاز؛ إلا انني لا أتجار بأرواح الناس وأعمل على تبديل زيت القلي بعد مرتين من القلي” .
ويردف قائلاً” صحيح أنني لا أحقق الكثير من الربح كما يحققه الآخرين؛ ولكني أكون مرتاح ،لأني عملت “بذمة وضمير” ولم ألحق الضرر للأخرين، فربما أحقق أرباح كثيرة عندما استخدم “السيرج “لعدة مرات؛ ولكن في نفس الوقت لم أكون راضي عن نفسي لذلك أعمل بما يرضي الله .”
ويوضح أن ما يقوم به أصحاب المطاعم هو ناتج عن عدم وجود رقابة فعالة من دائرة مراقبة الأغذية في بلدية غزة، أو أي من الأقسام الرقابية التي تعنى بالصحة التي تتبع الحكومة .
مخاطر حقيقة
وبحسب من خبراء ومختصين في مجال الصحة فإن هناك وجود مخاطر حقيقية ناجمة عن وصول “زيت القلي المكرر” لجسم الإنسان، مهما اختلفت وتبدلت وسائل وصوله،
وفي هذا السياق تقول الدكتورة سوسن حميد: ” وفقا لدراسات عربية كشفت ان التسخين الزائد لزيوت القلي يفسدها، وأن استخدام الزيت أكثر من مرة في القلي، ينتج مركبات مسرطنة مضرة بالصحة تسبب عدة أمراض.
تتابع: ” الزيوت النباتية تحتوي على دهون غير مشبعة ولذلك فهي تعتبر صحية أكثر من الدهون الحيوانية التي تحتوي على دهون مشبعة. إلا أن الاستعمال غير السليم لهذة الزيوت قد يحولها إلى سموم تدخل جسم الإنسان بشكل يومي”، مشيرة إلى أن الإضرار بالصحة العامة جريمة يعاقب عليها القانون، علاوة على أنه يتنافى مع الأمانة الدينية.