– القاهرة – من شوقي عصام – مع مرور كل ساعة، تأخذ مباراة الإياب في نهائي دوري أبطال إفريقيا بين الترجي التونسي والأهلي المصري، على ملعب “رادس” بالعاصمة التونسية، منحى جديداً، لتصل إلى حالة من التسييس، ليس فقط بتدخل مسؤولين في القاهرة وتونس، لتهدئة الأجواء، ومنع ما هو يتم الحشد إليه من مواجهة غير رياضية، سواء في الملعب أو المدرجات أو في شوارع “رادس”، بل وصل الأمر إلى دخول الحكومة الفرنسية على الخط، في إطار حماية أحد رعاياها الذي أعلن تخوفه من التعرض لخطر في ذهابه إلى تونس، بسبب تهديدات من لاعبين بفريق الترجي، واعتداء بالركل عندما كانت البعثة التونسية في برج العرب بمباراة الذهاب، وهو المدير الفني للنادي الأهلي، الفرنسي باتريس كارتيرون.
تسييس المباراة، بدأ مع تصاعد أصوات تونسية محسوبة على بعض مسؤولي “الترجي” وجمهوره، عقب لقاء العودة، بأن فريق الأهلي لن يعود من تونس بالكأس، وإذا فاز به الأحمر لن يخرجوا من تونس، فتدخل على الفور رئيس الوزراء التونسي، يوسف الشاهد، الذي اجتمع السبت الماضي مع رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم، وديع الجريء، رئيس نادي الترجي، حمدي المؤدب، وطالب بحسن استقبال بعثة الأهلي وتقديم كل سبل الراحة لهم وحسن الضيافة.
وأسهمت تدخلات “الشاهد” في تهدئة الأجواء لساعات، ولكنها تصاعدت مرة أخرى، بتسخين إعلامي بين القاهرة وتونس، لتحوم مجدداً مخاوف أزمتين رياضيتين، كانت الرياضة المصرية طرفاً فيها بسبب الحشد الإعلامي.
الأولى المباراة الفاصلة بين مصر والجزائر في مدينة “أم درمان” السودانية في نوفمبر 2010 على تأشيرة الصعود إلى كأس العالم، التي تحوّلت إلى حرب شوارع بين جمهور البلدين، وتتبعها أزمة دبلوماسية جاءت بقطع العلاقات بشكل جزئي بين القاهرة والجزائر، أما الثانية فهي مذبحة بورسعيد التي راح ضحيتها 74 مشجعاً في عام 2012، بعد مباراة الأهلي والمصري البورسعيدي، عندما انتشرت لغة أن بورسعيد ستكون مقبرة الأهلاوية، وهي نفس النبرة القائمة الآن من بعض مشجعي الترجي على مواقع التواصل الاجتماعي.
وبالعودة إلى حالة التسييس، قالت مصادر مسؤولة بالنادي الأهلي المصري، إن الأجواء المشحونة تتجاوز الواقع، ولأول مرة يصل الأمر إلى هذا الحد، على الرغم من ذهاب الأهلي إلى تونس في مباريات نهائية، خلال السنوات الخمس الأخيرة حوالي 5 مرات، ولذلك تم التواصل مع وزير لخارجية المصري، سامح شكري، لإجراء اتصالات مع المسؤولين التونسيين، في ظل تصاعد التهديدات، وذلك على الرغم من جاهزية، وتحضر الأمن التونسي، والمجهودات التي تبذلها السفارة المصرية بتونس، لتوفير جميع إمكانيات الأمان بالتعاون مع الأجهزة التونسية، للفريق المصري أو جمهوره.
في حين أن دخول فرنسا على خط الأزمة، هو الأبرز والأغرب، فبحسب تقارير إعلامية، قالت إن الحكومة الفرنسية تواصلت مع مسؤولين تونسيين، لطلب توفير الحماية الكاملة لبعثة الأهلي ومدربه الفرنسي باتريس كارتيرون، وذلك بعد إجراء اتخذه الاتحاد الإفريقي عصر الاثنين، بطلب المدرب الفرنسي للتحقيق عن أحداث شهدتها مباراة الذهاب في برج العرب، وهو ما يعتبر ضمنياً إحدى العقوبات ضد المدرب، الذي اشتكى من تعرضه للضرب في الإسكندرية من أحد لاعبي الترجي، والتهديد بالانتقام في تونس.
وبالطبع تدخلت الحكومة المصرية على الخط، من خلال وزير الرياضة المصري، د. أشرف صبحي، الذي قال إن العلاقة بين مصر وتونس أبدية، ولن تتأثر بأحداث مباراة، موجهاً رسالة لجمهور “الترجي”، قائلاً: “شرفتونا في مصر.. وشقيقكم الأهلي سيذهب إلى بلده الثاني تونس”، وتحوّل التدخل عبر اتحاد الكرة في واقعة لم تحدث من قبل، عندما أصدر اتحاد الكرة المصري بياناً رسمياً، بناءً على خطاب أرسله للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، أكد فيه دعمه للأهلي في العقوبات، التي فرضت عليه من الاتحاد الإفريقي بتحويل المدير الفني الفرنسي إلى التحقيق، وإيقاف مهاجم الفريق مباراتين، وحرمانه من المباراة النهائية، وتغريم الأهلي 20 ألف دولار.