السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

المغرب.. محللون ل: خطاب الملك يحمل رسائل “ايجابية” وتذكير للجزائر بوعد نُكث منها حول ترسيم الحدود

فاطمة الزهراء كريم الله

– الرباط – من فاطمة الزهراء كريم الله – قال العاهل المغربي الملك محمد السادس: إن “المغرب مستعد لحوار مباشر وصريح مع جارته الشرقية الجزائر لتجاوز الخلافات الظرفية والموضوعية، التي تعيق تطور العلاقات بين البلدين.

وأضاف الملك، في خطاب بمناسبة الذكرى الـ43 لذكرى المسيرة الخضراء أنه يقترح آلية مشتركة للحوار المباشر بين البلدين، ومستعد لمقترحات الجزائريين لتجاوز الخلاف بين البلدين. مشددا على أن المغرب اعتمد مقاربة ناجعة في التعامل مع قضاياه الكبرى، ترتكز على العمل الجاد وروح المسؤولية داخليا، وعلى الوضوح والطموح كمبادئ لسياسة البلاد الخارجية”.

واسترسل الملك قائلا: إننا ” طالبنا منذ تولبنا العرش، بصدق وحسن نية، بفتح الحدود بين البلدين، وبتطبيع العلاقات المغربية الجزائرية. و اعتبارا لما نكنه للجزائر، قيادة وشعبا، من مشاعر المودة والتقدير، فإننا في المغرب لن ندخر أي جهد من أجل إرساء علاقاتنا الثنائية على أسس متينة من الثقة والتضامن وحسن الجوار”.

تعليقا على مضمون الخطاب، قال جمال بن دحمان، الأستاذ الجامعي المتخصص في تحليل الخطاب في جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، في حديث مع صحيفة ” “: “خطاب المسيرة خلال هذه السنة محمل برسائل إيجابية طابعها العام الواقعية السياسية. وهو ما يمكن تحديده في أربع رسائل كبرى ، أولها توجيه خطاب مباشر للجزائر أهم سماته أنه يجمع بين العاطفة والتاريخ والواقعية. عاطفيا وصفت بالشقيقة والجارة، وتاريخيا تم التذكير بالتعاون البناء في مقاومة الاستعمار، وواقعيا تم انتقاد تعطل القطار المغاربي وإغلاق الحدود واقتراح ألية مشتركة للحوار يتم الاتفاق على شكلها وطريقة اشتغالها من أجل تجاوز الجمود، مع التشديد على أنها آلية بدون شروط مسبقة وأنها منفتحة على دراسة كل القضايا وضمنها مواجهة الإرهاب والهجرة. أما الرسالة الثانية، فهي موجهة إلى الداخل من خلال التأكيد على رفض الابتزاز بموضوع الصحراء، والتشديد على أهمية الجهوية المتقدمة ودورها في إبراز النخب. وإلى المنتظم الإفريقي من خلال خطاب واقعي يؤكد على أن العلاقة بالمؤسسة الإفريقية علاقة انتماء، وليس تكتيكا من أجل الصحراء, والإشادة بقرارات الاتحاد الإفريقي الأخيرة لانسجامها مع المبادئ الدولية “.

وأضاف بن دحمان، أن “العاهل المغربي لم يغفل المنتظم الدولي في خطابه، من خلال التشديد على أهمية ذكرى المسيرة، والحرص على مغربية الصحراء، والإلتزام بالتعاون مع الأمين العام للأمم المتحدة من خلال الانفتاح على المبادرات البناءة والواقعية مع الحرص على أن كل ذلك ينبغي أن يتم ضمن مبادرة الحكم الذاتي”.

من جهته، قال محمد لغروس، مدير نشر موقع ” العمق المغربي” الإخباري، ل ” “: إن ” الخطاب الملكي، ذكر الجزائر بالمقاومة والتعاون في مواجهة المستعمر، وهي رسالة تستبطن تذكير بوعد نُكث من طرف الجزائر في موضوع ترسيم الحدود الذي طلبته فرنسا من المغرب فرفض قبل استقلال الجزائر. كما أنه أحكم منطق العقل ولغة المصالح والمصير المشتركين الشعبين المغربي والجزائري، بواقع الواحدة وإغلاق الحدود ونزول التعاون للدرجة الصفر مع الجارة الشرقية يضييع ملايين الدولارات ونقط في النمو بما تعنيه من تطور اقتصادي ومحاصرة البطالة”.

وأضاف لغروس، أن ” الخطاب الملكي، أعاد الصراع والتوتر مع الجزائر لدائرته التي لا يمكن أن يحل إلا داخلها وهي دائرة الحوار المباشر والواضح والصادق على قاعدة رابح رابح. كما أن الخطاب وبعيدا عن منطق التوتر والنرفزة أو صب الزيت على النار الذي يساهم فيه حتى الإعلام أحيانا، يضع الجزائر بوجه مكشوف أمام المنتظم الدولي والرأي العام المغاربي والجزائري حيث تجاوز الخطاب منطق النوايا إلى منطق اقتراح برنامج عملي بنقاط ومقترحات محددة، بشكل جعل الكرة في ملعب الجارة الشرقية”.

هذا وجدد العاهل المغربي مرة أخرى خلال هذا الخطاب تمسكه بمبادرة الحكم الذاتي كحل سياسي للنزاع المفتعل حول الصحراء، حيث قال: إنه “سيواصل العمل من أجل وضع حد لسياسة الريع والامتيازات، ورفض كل أشكال الابتزاز أو الاتجار بقضية الوحدة المغربية، مؤكدا تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي لحل قضية الصحراء”.

و يرى الملك، أن “تنزيل الجهوية المتقدمة ستساهم في انبثاق نخبة سياسية حقيقية تمثل ديمقراطيا وفعليا سكان الصحراء، وتمكنهم من حقهم في التدبير الذاتي لشؤونهم المحلية، وتحقيق التنمية المندمجة، في مناخ من الحرية والاستقرار. كما تعكسه أيضا، المبادرات البناءة، والتجاوب الإيجابي للمغرب مع مختلف النداءات الدولية لتقديم مقترحات عملية كفيلة بإيجاد حل سياسي دائم، على أساس الواقعية وروح التوافق، وفي إطار مبادرة الحكم الذاتي”.

في هذا الصدد، قال نوفل البوعمري الباحث في ملف قضية الصحراء، ل ” ” : ” إن ” خطاب المسيرة وضعه تحت شعار وضوح، طموح و شجاعة، و هو مثلث حدد الإطار المرجعي لمختلف التطورات التي يريد المغرب الدفع بها نحو المستقبل خاصة على مستوى اتحاد المغرب الكبير إذ سجل الخطاب بشجاعة وعي كامل بأن عرقلة الوصول لتكامل مغاربي هو ناتج عن العلاقة المغربية-الجزائرية المتوترة بسبب ملف الصحراء و استمرار النظام الجزائري استعمال هذا النزاع المفتعل لمعاكسة المغرب في وحدته الترابية.

وأشار البوعمري، إلى أن الخطاب أعاد التذكير بالثوابت المتعلقة بمعالجة ملف الصحراء المتحور حول لا حل خارج الحكم الذاتي و خارج أطرافه الأساسيين كما ذكر بعودة المغرب للإتحاد الإفريقي التي تظل عودة من منطلق وعي مغربي بأهمية بناء مشروع اقتصادي تحرري بإفريقيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق