شرق أوسط
القوات الموالية للحكومة اليمنية تتقدم بإتجاه مدينة الحديدة
– أعلنت القوات الموالية للحكومة اليمنية الأربعاء أنها أحرزت “تقدما محدودا” في الجهتين الشرقية والجنوبية لمدينة الحديدة ومينائها غرب اليمن، بينما أعربت منظمات إنسانية عن قلقها من تأثر أعمال الإغاثة حال التصعيد.
وأكّد مسؤولون في القوات الموالية للحكومة لوكالة فرانس برس أن القوات الموالية للحكومة أحرزت “تقدما محدودا” في الجهتين الشرقية والجنوبية للمدينة ومينائها.
تثير المعارك في الحديدة مخاوف منظمات إنسانية وطبية على مصير المدنيين، ومن آثارها على المناطق الاخرى في حال توقف نقل المواد الغذائية والمساعدات من المدينة الى تلك المناطق.
وتجري المعارك بإسناد من قوات التحالف الذي تقوده السعودية، والذي نفذ الغارات الجوية، بحسب مصادر عسكرية.
وأكدت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة (يونيسف) أنها “متخوفة” من أن يؤدي تزايد العنف إلى تعريض الجهود الإنسانية “المنقذة للحياة” للخطر.
وأكدت رئيسة قسم الاتصالات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، لوكالة فرانس برس أن “القلق ينبع من إنه في حال توقف ميناء الحديدة عن يعمل بعد الآن فإننا كيونيسيف لن نتمكن من جلب الإمدادات الإنسانية عبر هذا الميناء”.
وبحسب توما، فإن المنظمة تمكنت في السنوات الماضية من نقل المساعدات الإنسانية إلى الحديدة عبر “قوارب صغيرة”.
معارك متواصلة
وتتخوف المنظمات الإغاثية على مصير المدنيين، مع إقتراب المعارك من مستشفيين في المنطقة.
وقال مصدر طبي لوكالة فرانس برس الأربعاء أن المتمردين الحوثيين أخرجوا فجر الأربعاء الطواقم الطبية من مستشفى 22 مايو- أحد المشافي الرئيسية في المدينة- وقاموا بالتمركز داخله، ووضعوا قناصة في المكان.
قتل العشرات من المتمردين الحوثيين والمقاتلين الموالين للحكومة في الساعات الأربع والعشرين الماضية في المعارك المتواصلة في محيط مدينة الحديدة في غرب اليمن، بحسب ما أعلنت مصادر طبية الأربعاء.
وأكدت مصادر طبية مقتل 27 متمردا حوثيا بينما قتل 12 من القوات الموالية للحكومة.
ويشهد محيط مدينة الحديدة منذ الخميس معارك عنيفة بين القوات الموالية للحكومة والمدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين المتهمين بتلقي الدعم العسكري من ايران.
وتسبّبت المعارك منذ بدايتها بمقتل نحو 200 مقاتل من الطرفين، بحسب مصادر طبية وعسكرية في محافظة الحديدة.
وكانت منظمة “سيف ذا تشيلدرن” قالت في وقت سابق من هذا الأسبوع أن العاملين في الحديدة “أبلغوا عن نحو 100 غارة جوية في نهاية الأسبوع، أي خمسة أضعاف الغارات في الأسبوع الأول من تشرين الأول/أكتوبر”.
وحذرت اليونيسف الثلاثاء من أن المعارك تهدّد حياة 59 طفلا يمنيا يتلقّون العلاج في مستشفى الثورة في المدينة.
وضع “مأساوي”
وحثت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الأربعاء الأطراف المتنازعة على “تجنب المدنيين والبنية التحتية المدنية” بما في ذلك المستشفيات وسيارات الإسعاف ومحطات المياه والكهرباء.
وقالت ميريلا حديب، المتحدثة باسم اللجنة في صنعاء لوكالة فرانس برس أن “العائلات تقيم في المدارس- في كل قاعة صف هناك عائلتان أو ثلاث عائلات- ما يعني ما معدله 20 شخصا في الصف دون أي شيء على الإطلاق”.
وأضافت “تحث اللجنة الدولية للصليب الأحمر كافة الأطراف على احترام القانون الدولي الإنساني.. والسماح بالمرور الآمن للمدنيين الراغبين بالفرار” من المناطق التي يدور فيها القتال.
وتدخل عبر ميناء الحديدة غالبية السلع التجارية والمساعدات الموجّهة الى ملايين السكان في البلد الغارق في نزاع مسلح منذ 2014.
وكانت القوات الحكومية أطلقت في حزيران/يونيو الماضي بدعم من التحالف حملة عسكرية ضخمة على ساحل البحر الاحمر بهدف السيطرة على الميناء، قبل أن تعلّق العملية إفساحا في المجال أمام المحادثات، ثم تعلن في منتصف أيلول/سبتمبر الماضي استئنافها بعد فشل المساعي السياسية.
ويشهد اليمن منذ 2014 حربًا بين المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة، تصاعدت مع تدخل السعودية على رأس تحالف عسكري في آذار/مارس 2015 دعما للحكومة المعترف بها دولياً بعد سيطرة المتمردين على مناطق واسعة بينها صنعاء ومدينة الحديدة التي تضم ميناء استراتيجيا تعبر منه غالبية المواد التجارية والمساعدات.
ومنذ بدء علميات التحالف، خلّف نزاع اليمن أكثر من عشرة آلاف قتيل و”أسوأ أزمة إنسانية” بحسب الامم المتحدة.
وتزامن اندلاع المعارك الجديدة مع إعلان الحكومة اليمنية استعدادها لاستئناف مفاوضات السلام مع المتمردين الحوثيين، وذلك غداة إعلان مبعوث الأمم المتّحدة إلى اليمن مارتن غريفيث أنّه سيعمل على عقد مفاوضات في غضون شهر، بعيد مطالبة واشنطن بوقف لاطلاق النار وإعادة اطلاق المسار السياسي. (أ ف ب)