– باريس – من أحمد كيلاني – قالت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية إنه بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي والنتائج التي أسفرت عنها، يأمل الديمقراطيون في أن يكونوا قادرين على ممارسة الضغط على بعض قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، لكن مجالهم للمناورة ضعيف للغاية.
وأوضحت الصحيفة أنه في الديمقراطيات الغربية، دائماً ما تكون فترات التعايش اختباراً لقدرة رئيس الدولة على إيجاد تنازلات مع المعارضة، مضيفة أنه في التاريخ الأمريكي الحديث أدت انتخابات منتصف المدة، لتغيير ديناميكيات السلطة بين البيت الأبيض والكونغرس، وقادت الإدارة الأمريكية في كثير من الأحيان إلى تغيير سياستها الخارجية، لكن ذلك كان أحياناً بشكل هامشي فقط.
وأشارت “لوفيغارو” إلى أنه في عام 2006 قاد فوز الديمقراطيين إلى تغيير الرئيس جورج بوش مقاربته تجاه العراق وتهدئة العلاقات مع إيران، وفي عام 2010 أقنع ظهور الجمهوريين في الكونغرس الرئيس باراك أوباما بدعم التدخل العسكري بقيادة فرنسا وبريطانيا في ليبيا، وبعد أربع سنوات دفعت الهزيمة الديمقراطية الرئيس نفسه إلى الاستثمار في الاتفاق النووي مع إيران.
ولفتت الصحيفة إلى أنه في أعقاب الانتخابات النصفية، يأمل الديمقراطيون أن يسمح فوزهم في مجلس النواب بالضغط على بعض قضايا السياسة الخارجية الأمريكية، مضيفة أن الديمقراطيين يرغبون بتشديد الموقف الأمريكي تجاه موسكو ومنع أي تقارب مع الكرملين، وذلك من خلال إعادة إطلاق تحقيقات التدخل الروسي خلال حملة الانتخابات عام 2016.
وقالت “لوفيغارو” إن الديمقراطيين سيحاولون التأثير بنفس الطريقة على السياسة الأمريكية تجاه المملكة العربية السعودية، موضحة أنهم يعتزون المطالبة بمزيد من المعلومات المتعلقة بملف كوريا الشمالية، بسبب قلقهم من صفقة محتملة تكون مواتية للدكتاتور كيم جونغ أون.
وأكدت الصحيفة أن مجال المناورة أمام الديمقراطيين ضعيف جداً، لأن الرئيس في الولايات المتحدة الأمريكية هو من يقود السياسة الخارجية، مشيرة إلى أن مجلس الشيوخ يمتلك صلاحيات تفوق صلاحيات مجلس النواب، ولا سيما المصادقة على المعاهدات.
وأوضحت “لوفيغارو” أنه على عكس ما كان يأمل بعض الزعماء الأوروبيين، فان القوى الرئاسية في السياسة الخارجية لم تتأثر بهزيمة دونالد ترامب، لافتة إلى أنه ليس لدى المعارضين أي سلطة قادرة على تليين سياسة البيت الأبيض العدوانية تجاه إيران، ولا لتغيير مواقفها في الشرق الأوسط.
وأضافت الصحيفة أن شركاء واشنطن يعرفون ذلك الأمر جيداً، حيث حذر وزير الخارجية الألماني هيكو ماس من أنه سيكون من الخطأ انتظار “تغييرات في السياسة الخارجية” من دونالد ترامب.
وقالت “لوفيغارو” إنه منذ وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، حاول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحد من تأثير القرارات الأمريكية على الساحة الدولية، مع الحفاظ على علاقات ودية مع ترامب، مشيرة إلى أن انتخابات التجديد النصفي للكونغرس ستفتح فترة جديدة لكن ترامب سيبقى هو نفسه، لكن لا يمكننا أن نستبعد أن يؤدي التوازن الجديد للكونغرس إلى جعل الرئيس أكثر ليونة تجاه التعددية.