– القاهرة – من شوقي عصام – قال مدير المركز الليبي للإعلام بالقاهرة، إبراهيم بلقاسم، إن المشير خليفة حفتر وصل، مساء أمس، إلى مدينة باليرمو الإيطالية، لحضور المؤتمر الذي يحمل اسم المدينة، والمخصص لبحث الحل السياسي في ليبيا، رابطاً بين مشاركة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في المؤتمر، ووجود المشير حفتر، بعد أن كانت تصدر تأكيدات بعدم حضور الأخير، لعدم تلبية الجانب الإيطالي شروطه المتعلقة بحضوره المؤتمر، وذلك على الرغم من إرسال رئيس الحكومة الإيطالية، جوسيبي كونتي، مبعوثاً خاصاً له إلى بنغازي الأحد الماضي، لإقناعه بحضور المؤتمر، إلا أن محاولاته باءت بالفشل.
ويأتي ذلك في الوقت الذي كان يعتبر فيه مؤتمر باليرمو مهدداً بالفشل، وذلك لعدم إعلان شخصيات دولية وإقليمية، لها دور في حل الأزمة، حضور المؤتمر، ومن أبرز هذه الأسماء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي كانت تتردد أنباء عن عدم حضوره، لكن بشكل مفاجئ، توجه إلى “باليرمو” ظهر الاثنين، مع إعلان الرئاسة المصرية، عبر المتحدث الرسمي السفير بسام راضي، أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي توجه، إلى مدينة “باليرمو” الإيطالية في زيارة رسمية لمدة يومين، للمشاركة في أعمال القمة المصغرة للقادة المعنيين بالملف الليبي.
ويتضح من أجواء القمة الخاصة بالوضع في ليبيا، وجود ملفات عالقة، ينزعج منها الجيش الوطني الليبي، بقيادة المشير خليفة حفتر، الذي تسانده القاهرة في ظل عمله على مكافحة الإرهاب، وهو ما جاء بانفراجة بمشاركة “حفتر”، بعد إعلان الرئاسة المصرية توجه “السيسي” إلى باليرمو.
ويرى متابعون للأزمة الليبية، أن مؤتمر باليرمو يعتبر أحد أوجه الصراع بين إيطاليا وفرنسا على نفوذ ومصالح لهما في ليبيا، وذلك في ظل تبني إيطاليا مؤتمراً لحل الأزمة، على الرغم من رفض روما مؤتمر باريس، الذي عُقد في مايو الماضي حول الشأن نفسه، في حين يغيب عن المؤتمر الإيطالي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وبالعودة إلى مدير مركز الإعلام الليبي في القاهرة، إبراهيم بلقاسم، يوضح في تصريحات لـ””، أن الإيطاليين يرغبون في أن تكون المشاركة في المؤتمر لها قيمة، ودفعوا باتجاه تواجد مصر، والعمل على أن يكون التمثيل عن شرق ليبيا قوياً، بمشاركة رئيس مجلس النواب، المستشار عقيلة صالح، وقائد الجيش الوطني الليبي، المشير خليفة حفتر، مؤكداً وجود علاقة وثيقة بين ذهاب الرئيس السيسي للمؤتمر، بعد أن كانت مشاركته غير واضحة، وتحرك المشير حفتر إلى إيطاليا، لافتاً إلى أن الـ 48 ساعة الماضية، حملت عدم تعاون روما مع “حفتر” في شروطه حول المشاركة، بأنه لن يجلس مع داعمي الإرهاب، وألا يكون هناك عسكري على طاولة مؤتمر باليرمو غيره، وأن عدم المشاركة يحمل عدم الالتزام بمخرجات المؤتمر.
في حين قال المحلل السياسي الليبي، سالم الدرسي، إن الرئيس السيسي سيدافع في المؤتمر عن حقه كدولة جوار متضررة من الأوضاع في ليبيا، والتدخل الأجنبي، والتزامه بالدفاع المستميت على ملف توحيد المؤسسة العسكرية، في ظل سعي مجلس الدولة والمجلس الرئاسي في سحب الملف الليبي العسكري من القاهرة، وهذا ما ترفضه الدولة المصرية، التي تريد توحيد العسكريين، للقضاء على الإرهاب بالجيش، لأن أكثر دولة متضررة من ذلك هي مصر.
وأوضح “الدرسي” في تصريحات لـ””،أن الهدف من باليرمو هو سحب البساط من باريس، وتعطيل العملية السياسية، مشيراً إلى أن مؤتمر باريس كان يدعي لتوحيد المؤسسة العسكرية، ودعم القيادة العامة للجيش الليبي، والانتقال السلمي للسلطة في ديسمبر، والقيام بإصلاحات اقتصادية، في حين أن مؤتمر باليرمو يعمل على دعم كامل للميليشيات في طرابلس، وعمل جسم سياسي آخر يسمى “المؤتمر الوطني الجامع”، الذي يشمل أعضاء البرلمان ومجلس الدولة، لنكون على موعد مع حلقة مفرغة في ليبيا.