– باريس – من أحمد كيلاني – تناولت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية التصعيد العسكري في قطاع غزة بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وقالت الصحيفة في تقرير بعنوان “تدمير القوات الإسرائيلية لمبنى تلفزيون حماس” إن القطاع شهد موجة عنف جديدة بعد أن أطلقت حركة حماس عشرات الصواريخ على إسرائيل في أعقاب عملية فاشلة قام بها الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية.
وأشارت الصحيفة إلى تدمير الطائرات الإسرائيلية مبنى قناة الأقصى التابعة لحركة حماس، حيث برر الجيش الإسرائيلي تدمير مبنى القناة بتحميل حماس المسؤولية عن إطلاق الصواريخ على إسرائيل باعتبارها السلطة الحاكمة في قطاع غزة، لافتة إلى ان الجيش الإسرائيلي يتهم القناة بتقديم الرسائل للناشطين وتوجيه الدعوة علناً لأعمال إرهابية.
وفي مقال آخر بعنوان “هدنة نتنياهو المحفوفة بالمخاطر مع حماس”، أوضحت لوفيغارو أن عملية تسلل القوات الإسرائيلية الخاصة التي انتهت يوم الأحد بمقتل أحد الضباط الإسرائيليين أسفرت عن تهديد الهدوء الهش الذي يعيشه القطاع المحاصر.
وأضافت “لوفيغارو” أنه بعد أكثر من سبعة أشهر من الاشتباكات حول السياج الحدودي بين غزة وإسرائيل، بدا أن الهدوء غير مستقر في القطاع الفلسطيني المحاصر، مشيرة إلى أن قطر لعبت دور الوسيط بموافقة السلطات الإسرائيلية بهدف التخفيف من أزمة القطاع، حيث تم ادخل عشرات الملايين من الدولارات نقداً لدفع رواتب مسؤولي حماس وتعويض المتظاهرين المصابين والسماح لمحطة الكهرباء الوحيدة في غزة بالعمل.
وقالت الصحيفة إن تلك الإجراءات اعتبرت نجاحاً سياسياً لحركة حماس في منطقة تضررت كثيراً من الفقر والنقص، في حين أملت إسرائيل بعدم رؤية الصواريخ والبالونات الحارقة على أراضيها.
ونقلت “لوفيغارو” عن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي حضر احتفالات باريس في الحادي عشر من نوفمبر قوله انه “لن يكون هناك أبداً اتفاق سلام مع حماس لا يعترف بوجود إسرائيل”، لافتة إلى أن نتنياهو اضطرر للتخلي عن الاجتماع الذي كان مقرراً مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الاثنين من أجل العودة بشكل عاجل إلى إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو الذي جمع حكومته الأمنية الصغيرة، كان عليه مواجهة عداء وزير دفاعه أفيغدور ليبرمان ومؤيدي اليمين المتطرف الذين يعارضون الهدنة مع حركة حماس، مشيرة إلى أن خبرة نتنياهو خلال اثنتي عشرة سنة من السلطة علمته أن الحروب ضد حماس لم تمكنه من التغلب على الحركة.
وقالت “لوفيغارو” إنه إذا حققت إسرائيل نصر عسكري، فإنها ستضطر إلى احتلال أرض لا يرغب الإسرائيليون في الاحتفاظ بها، مضيفة أن نتنياهو يفضل في هذه الظروف توفير الوقت من أجل تجنب حدوث الانفجار الكبير قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقررة في العام المقبل، والسعي للوصول إلى اتفاق تهدئة طويل الأمد مع الحركة بدعم من مصر.
ولفتت الصحيفة إلى أن عملية وقف التصعيد في القطاع عملية معقدة بسبب الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية التي فقدت السيطرة على القطاع قبل أكثر من عقد، وتعتزم استعادة موطئ قدم هناك.