السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا
المغرب: إحراق تلاميذ للعلم و رفع شعارات تطالب بـ”إسقاط الجنسية”، يثير غضب و استياء النشطاء
فاطمة الزهراء كريم الله
– الرباط – من فاطمة الزهراء كريم الله – في سياق ما تعيشه عدد من المدن المغربية على وقع احتجاجات العارمة انخرط فيها التلاميذ على نطاق واسع منذ يوم الأربعاء الماضي، والذين قاطعوا الدروس عقب نهاية العطلة المدرسية البينية الأولى، وذلك احتجاجا على قرار اعتماد التوقيت الصيفي (غرينتش + ساعة واحدة) بصفة مستمرة ومستقرة طوال السنة. أثار إقدام مجموعة من تلاميذ على إحراق العلم الوطني أمام البرلمان، قبل أن يدوسوا عليه بأرجلهم و رفع شعارات تطالب بـ”إسقاط الجنسية، استياء النشطاء الذين اعتبروا أنها صورة خطيرة للاحتجاجات التي انحرفت عن سياقها.
كما شهدت العاصمة الرباط مظاهرات تلاميذ وسط المدينة، ودارت بينهم وبين قوات الشرطة مواجهات خلال تجمعهم أمام مقر البرلمان.
واعتبر الناشط والصحفي، أنس رضوان، أن إحراق التلاميذ للعلم المغربي أمام البرمان، والدوس عليه بالأقدام، تهور مرفوض. و على الآباء تأطير أبناءهم، وعلى النقابات والأحزاب والجمعيات، أيضا القيام بأدوارها التأطيرية، والأهم من كل هذا على الحكومة المغربية التفاعل سريعا مع مطالب المحتجين.
وقال رضوانفي تدوينة على صفحته: ” هذه الاحتجاجات أثبت من جديد فشل الأحزاب بـالمغرب في تأطير الشباب، متسائلا: ” أين هي القطاعات التلمذية لـ #الأحزاب_المغربية؟ وما فما فائدتها إذن؟”.
من جهته كتب عبد العالي الرامي، في تدوينة له : “العلم الوطني خط أحمر”.
هذا وقال المحام والحقوقي والفاعل الجمعوي، مصطفى جياف: إن ” ما يحدث في هاته الأيام من أحداث متسلسلة و من وقائع أعتقد أنها تنذر بوضع متأزم أو وضع غير مرضي لفئة عريضة من المواطنين. اليوم و نحن نشاهد أطفالا أو مراهقين أو بصيغة أفضل يافعين يحتجون بطريقة غريبة و في أحيان أخرى بطريقة عنفية و أحيانا بطريقة سلمية يجعلنا نسأل من يحتج ؟ و ضد من يحتج ؟ و عن ماذا يحتج؟ و عن كيفية الإحتجاج؟ و لماذا يتخد مجموعة من الأطراف الحياد السلبي ؟ كل هاته الأسئلة و غيرها تسائلنا كحكومة و برلمان و أحزاب و نقابات و مجتمع مدني و قوى حية و فعاليات و مثقفين و خبراء و آباء و منتخبين و أطر تربوية و كمواطنين. أليس هذا الجيل هو نتاج تربية و أسلوب و واقع لنا؟ أليسوا هؤلاء أبناءا لنا و إخوان لنا؟ أليسوا عصارة منهاج تعليمي و أكاديمي لحكوماتنا؟ أليسوا حصاد ما زرع من قبل؟ إن أحسنا إسثتمارهم تحولوا إلى ثروة و إن أسئنا إسثتمارهم تحولوا إلى ثورة”.
وأضاف جياف في مقال له: : ” ردة فعل التلاميذ ناتج عن فعل صادر من جهة معينة، فطبيعي المؤسسات الحزبية تخلت عن دورها الأساسي في التأطير و الأسرة تعاني في صمت من ثقل المسؤوليات المادية و المدرسة تخلت عن دورها التربوي و الحكومة تفتقد لقيمة الإنصات و تعامل الجميع بمنطق فرض الرأي و المثقفين تراجعوا و توارو عن الأنظار . و هؤلاء التلاميذ يحتاجون للقذوة و يحتاجون للتوجيه السليم و الذي يتماشى و القيم المجتمعية المغربية، و يحتاجون لزرع الأمل في قلوبهم”.
في تعليق له على ما حصل أما البرلمان، أمس الإثنين، حمل وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، سعيد أمزازي، مسؤولية ما وقع إلى أطراف أخرى ركبت على تظاهرات التلاميذ، قائل: “تبين أن أطرافا أخرى دخلت على الاحتجاجات المدرسية”، وأكد أن “التلاميذ لا علاقة لهم بالتصرفات الموجودة في الشارع المغربي”.
وناشد أمزازي، تلاميذ المغرب التحلي بالحس الوطني وتضافر الجهود من أجل القيام بتعبئة شاملة حتى يعود الجميع إلى القسم، موردا أنه وجه دعوات إلى الأسر لتقوم بدورها وتقنع أبناءها وبناتها من أجل العودة إلى القسم.
من جهته، طالب إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس فريق حزب العدالة والتنمية بالغرفة الأولى، التلاميذ المحتجين بالعودة إلى الدراسة، قائلا: “رسالتكم وصلت”، و أن الحكومة والبرلمان ومختلف المسؤولين الإداريين يتابعون تطورات الأوضاع في المدارس.