شمال أفريقيا

وزير يهودي في تونس يواجه تحديا مزدوجا للنجاح وكسب الثقة

– يواجه وزير السياحة الجديد في تونس المنحدر من الأقلية اليهودية رونيه الطرابلسي، تحديا مزدوجا يتمثل في انعاش قطاع السياحة في البلاد، وكسب ثقة جانب من التونسيين المتحفظين على قرار تعيينه.

وانضم رونيه إلى التشكيل الحكومي، الذي نال مصادقة البرلمان أمس الاثنين، كأول وزير ينحدر من الأقلية اليهودية بعد نحو ستة عقود، وهو الثالث منذ بناء دولة الاستقلال، بعد الوزيرين ألبير باسيس الذي تولى حقيبة وزير الاسكان عام 1955 وأندريه باروش الوزير المكلف بغرفة التجارة عام .1956

وكان الوزيران من بين نواب المجلس الوطني التأسيسي، الذي صاغ أول دستور للبلاد إبان استقلالها عن فرنسا عام .1956

وفور مصادقة النواب على تعيينه في البرلمان، قال رونيه للصحفيين “هو يوم تاريخي، أعمل منذ 20 عاما في القطاع السياحي بتونس، واليوم لدي أفكار جديدة، سيكون هناك تغيير وآمل أن نقدم في هذا الوقت القصير ما يفيد البلاد”.

ولا تتعدى معرفة التونسيين برونيه، كونه رجل أعمال يهودي مقيم في فرنسا، وهو نجل بيريز الطرابلسي رئيس هيئة معبد الغريبة الشهير بجزيرة جربة، الذي يشهد احتفالات دينية، ويحج إليه اليهود من أنحاء العالم، ويؤمن رونيه جزء من رحلات السياح اليهود عبر وكالات أسفاره بفرنسا.

وسيكون أمام الوزير الجديد مدة تقارب العام لمنح دفعة جديدة للقطاع السياحي، ووضع خبرته المهنية موضع اختبار، ومع أنه يفتقد إلى شهادات جامعية فإن الطرابلسي لا يتحرج من ذلك، ويجد في أفكاره وخبرته الطويلة خير تعويض للتكوين الجامعي.

ويقول الوزير بشأن ذلك “لست متحرجا من هذه المسألة، أعرف الكثير ممن نجحوا في فرنسا اعتمادا على شجاعتهم وأفكارهم”.

وكشف رونيه عن خطة عمل مبدئية لتطوير الأداء السياحي بالتوجه إلى السياحة الثقافية والرياضية والصحراوية في فترة الركود بموسم الشتاء، وأوضح قائلا “نعتبر الموسم السياحي هذا العام ناجحا ، والهدف في 2019 هو الوصول إلى تسعة ملايين سائح”.

لكن بخلاف التحدي الذي يواجهه الوزير في الوزارة ، فإن المهمة الأصعب بحسب المتابعين، هو كسب ثقة جميع التونسيين في ظل التحفظ بشأن ارتباطات محتملة له مع منظمات صهيونية ومع دوائر إسرائيلية، وهي مسألة ذات حساسية في تونس.

وقبل جلسة التصويت في البرلمان، قادت منظمات وشخصيات يسارية وقومية مناهضة للتطبيع مع اسرائيل، وقفة احتجاجية للاعتراض على تعيين رونيه بدعوى قربه من إسرائيل، وهو ما ينفيه الوزير بشدة.

وردا على هذه الاستفسارات قال رونيه “انا تونسي وأحب بلدي ولا تهمني المزايدات”.

وكان عدد اليهود يبلغ في تونس حتى خمسينات القرن الماضي أكثر من 100 ألف نسمة، غير أن عددهم تقلص تدريجيا مع اندلاع الحروب العربية الإسرائيلية، وهاجر أغلبهم الى فرنسا والولايات المتحدة واسرائيل.

ولا يوجد من الأقلية اليهودية اليوم في تونس سوى 2500 نسمة على أقصى تقدير، يعيش أغلبهم في جزيرة جربة، لكن الأقلية اليهودية تملك بصمة واضحة في تونس سواء بقطاع الأعمال أو العادات الثقافية أو عبر النخب اليهودية الناجحة في عدة قطاعات. (د ب أ)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق