شرق أوسط

الفلسطينيون والاسرائيليون لا ينامون جراء الاشتباكات العسكرية على طرفي الحدود

– أدت الضربات الإسرائيلية إلى بقاء الفلسطينيين في غزة مستيقظين طوال الليل في خوف من حرب أخرى مدمرة، بينما لجأ عشرات الألوف من الإسرائيليين الذين يسكنون على طول الحدود مع غزة الى الملاجئ هرباً من الصواريخ.

عجت سماء غزة بالطائرات الحربية الإسرائيلية وطائرات الاستطلاع التي تحلق على مدار الساعة.

والثلاثاء واصل الطيران الاسرائيلي قصف غزة بصورة متقطعة، فيما انشغلت الجرافات بإزالة آثار الدمار من بقايا العمارات السكنية والبنايات الامنية والشرطية التي سوتها الغارات الإسرائيلية بالأرض.

تحولت مبان متعددة الطوابق إلى كومة من الأنقاض. وشرد العشرات من سكان هذه العمارات السكنية ولحق الدمار والخراب بمنازل وممتلكات الفلسطينيين المجاورة.

وقال أبو أيمن المزين الذي يعيش بالقرب من مبنى تلفزيون قناة الاقصى الذي دمره القصف الاسرائيلي “ما حدث كان مثل زلزال. لم يعد هناك بقالة او صيدلية، او مكتب او جدران”.

ولم يبق من المبنى سوى كتل من الاسمنت على شكل تلة يبرز منها حديد الاسقف.

اما المواطن جمال مرتجى من حي الرمال غرب مدينة غزة فقال “قصف الجيش عمارة اليازجي بجوارنا ودمرها بالكامل والحقت أضرار بالمنازل المجاورة. لم يغمض لنا جفن طوال الليل. الاطفال خائفون ومرعوبون. نتمنى ان تتدخل وساطات لوقف التصعيد الحاصل عندنا في غزة”.

وبعد الظهر أعلنت الفصائل الفلسطينية عن التوصل إلى وقف لإطلاق النار بوساطة مصرية، علما أن حدة الغارات خفت بعد ظهر الثلاثاء.

 “لن يكسرونا” 

ولم يكن لدى الكثير من الأهالي سوى لحظات قليلة للهروب من منازلهم ليجدوا أنفسهم في الشارع بسبب عدم وجود ملاجئ آمنة في القطاع.

وقال محمد عبود الذي يعيش أمام فندق الامل الذي تحول إلى مقر للامن الداخلي لحماس في وسط مدينة غزة، “بمجرد أن شاهدنا الصواريخ، خرجنا من المنزل. نحن مدنيون، ليس لدينا أسلحة ولا صواريخ”.

ودمرت اسرائيل ليل الاثنين الثلاثاء المبنى.

وعلى بعد عشرين كيلومترا، على الجانب الآخر من الحدود في مدينة عسقلان الاسرائيلية قضى أكثر من 128 ألفا من سكانها الليلة الماضية على وقع إطلاق الصواريخ.

ويقول الاسرائيلي مائير أدري وهو أب لثلاثة اطفال “البنات خائفات ومصدومات بالرغم من اننا لجانا إلى ملجأ آمن بعد ان أصاب صاروخ المبنى المجاور لنا. لا يمكن تحمل الوضع أكثر”.

وتبدو أمام بيت أدري آثار الصاروخ الذي دمر الطابق الأخير من المبنى واستشهد جراءه عامل فلسطيني وأصيبت امرأة إسرائيلية بجروح خطيرة.

وقال أدري “نحن نطالب الحكومة أن تكون قادرة على توفير الأمان لأطفالنا. هذا هو أبسط حقوقنا”.

ووراء أدري وقف جيرانه الذين صرخوا بأعلى صوتهم يجب “تدمير حماس”.

على طول رصيف ميناء عسقلان تحت السماء اللازوردية أغلقت المحلات ابوابها وجاء نسيم أرزوان (65 عاما) ليضع خطافه في البحر كما يفعل كل يوم. وقال “علينا أن نظهر لهم أننا لسنا خائفين”.

أما ديفيد كوهين الخمسيني الذي جلس في أحد المقاهي القليلة المفتوحة في المدينة فطالب الجيش بالرد “بدون خوف. لن يكسرونا”.

وقال المتحدث باسم الشرطة إن لدى السكان ما يزيد قليلاً عن ثلاثين ثانية للتوجه إلى مكان آمن بمجرد صدور الإنذار.

 “يكفي” 

أمرت السلطات الإسرائيلية بإغلاق المدارس ورياض الأطفال في مدينة عسقلان التي بدا العديد من شوارعها مقفراً.

وقالت بيتي كالفو (63 عاما) التي لم تنم طوال الليل، “قلت لحفيدي ناحوم وعمره تسع سنوات ويعيش بالقرب من حدود غزة عبر الهاتف إن عليه أن يهرب إلى الملجأ بمجرد سماع صفارات الإنذار (…) أخبرني أنه رأى صواريخ تطير في السماء”.

وتساءلت الجدة كالفو “هل من الطبيعي أن يحدِّث طفل في هذا العمر جدته عن هذه الأشياء؟”.

وفي غزة، لم يتم حتى الآن إعادة بناء عدد من المباني التي دمرتها إسرائيل في حرب عام 2014. وبدت شوارع مدينة غزة التي تكون عادة صاخبة ومزدحمة مهجورة صباح الثلاثاء.

والليلة الماضية اصطفت الناس في ارتال طويلة امام المخابز والبقالات، حيث تهافتوا على شراء الحاجيات خشية من اندلاع حرب جديدة فلا يجدون طعاماً لأطفالهم.

وقال محمد بلبل الذي يعيش في تل الهوا في القطاع الجنوبي من المدينة ولم ينم هو وعائلته طوال الليل جراء القصف، “لم ننس الحرب الأخيرة عام 2014. لا تزال اثارها موجودة، الناس تعبت من الحروب. هذا يكفي”. (أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق