السلايدر الرئيسيصحف
بعد استقالة وزير الجيش ليبرمان: بينت يطالب بالمنصب لنفسه كشرط لبقائه في الحكومة
فادي ابو سعدى
– رام الله – من فادي ابو سعدى – تناولت الصحف الإسرائيلية في عناوينها الرئيسية، نبأ استقالة وزير الأمن الإسرائيلي افيغدور ليبرمان، على خلفية قرار وقف إطلاق النار مع حركة حماس ومواقفه الرافضة لإدخال الأموال والوقود من قطر إلى القطاع، حسب ما أعلنه خلال مؤتمر صحفي، عقده أمس الأربعاء.
وفي إطار ذلك، أيضا، تتناول الصحف تهديد رئيس حزب البيت اليهودي، الوزير نفتالي بينت، لرئيس الحكومة نتنياهو، بالانسحاب من الائتلاف الحكومي إذا لم يتم تسليمه حقيبة الأمن. وتكتب الصحف أنه في أعقاب مشاورات أجراها نتنياهو مع قادة كتل الائتلاف، فإنه يميل إلى رفض طلب بينت. وتكتب “هآرتس” أن الناطق بلسان رئيس الحكومة، يونتان اوريخ، قال إن نتنياهو سيحتفظ بحقيبة الأمن حاليا، و “لا توجد ضرورة ملحة لإجراء انتخابات مبكرة في هذه الفترة الأمنية الحساسة، وأن الحكومة يمكن أن تستكمل أيامها”.
وقال ليبرمان خلال المؤتمر الصحفي إن ما حدث أمس (الأول – وقف اطلاق النار) هو استسلام للإرهاب. وعدد ليبرمان في بداية كلمته بعض القضايا التي اختلف فيها مع نتنياهو مؤخرا، ومن بينها جلب الوقود والمال من قطر إلى قطاع غزة، وتأجيل إخلاء خان الأحمر، وإعلان وقف إطلاق النار في غزة. وانتقد تصرفات إسرائيل في قطاع غزة ووصفها بأنها “ضعيفة”. ووفقا له، إن “ما نقوم به حاليا كدولة هو شراء الهدوء على المدى القصير على حساب الأمن القومي على المدى الطويل”. وقال إن المسؤولية عن ذلك تقع على مجلس الوزراء السياسي والأمني والحكومة. واكد “ليس لدي أي ادعاءات ضد الجهاز الأمني، القيادة السياسية هي التي فشلت”.
كما قال ليبرمان: “لو واصلت خدمتي في منصبي فلن أتمكن من النظر في عيون سكان الجنوب.” وقال إنه يجب الاتفاق بسرعة على موعد لإجراء الانتخابات، وأنه يأمل أن يتم الاتفاق على ذلك حتى يوم الأحد. إلا أن ليبرمان لم يستبعد احتمال موافقته على الانضمام إلى ائتلاف مستقبلي يرأسه نتنياهو. وقال “هذا ليس نزاعا شخصيا. أنا لا ارفض أحدا. حاليا أركز جهودي على محاولة الحصول على أقصى عدد من المقاعد.”
وأشار مساعدو ليبرمان إلى أنه أراد الاستقالة مؤخراً بسبب شعوره بأنه لا يقود المؤسسة الأمنية إلى المكان الذي يريده. ووفقًا لمصادر مقربة منه، فإن الإحاطة الإعلامية التي قام بها ديوان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الأول، والتي كانت ضده، وأظهرته كما لو أنه يؤيد وقف إطلاق النار مع حماس في غزة، “دفعته إلى الجنون”.
وأوضح المقربون من ليبرمان أنه انتظر انتصار شريكه المقرب موشيه ليون في انتخابات رئاسة بلدية القدس، والآن حان الوقت لمغادرة الحكومة، التي دخلها في أيار 2016. وسيعود ليبرمان الآن إلى عضوية الكنيست بعد استقالته بموجب القانون النرويجي. بالإضافة إلى ذلك، هناك وزيرة من “إسرائيل بيتنا” في الحكومة، هي صوفا لاندفر، وإذا قرر الحزب الاستقالة من الائتلاف، فسوف يتراجع عدد أعضائه من 66 إلى 61.
بينت: بدون حقيبة الأمن لن نبقى شركاء في الحكومة
وتكتب “هآرتس” أن البيت اليهودي هرع للتوضيح فور استقالة ليبرمان، أن رئيس الحزب، وزير التعليم نفتالي بينت، يستحق استلام حقيبة الأمن. وقالت النائب شولي معلم -رفاليلي، رئيسة كتلة “البيت اليهودي”، “إن هذا هو الوقت لإيداع حقيبة الأمن في أيدي نفتالي بينت.
وقالت: “بدون حقيبة الأمن، لن يبقى البيت اليهودي شريكا في الحكومة”. وأضاف زميلها في الكتلة، عضو الكنيست موتي يوغيف: “أعتقد أن الاستقالة تعني الهروب من المسؤولية … البيت اليهودي هو الشريك الرئيسي في حكومة الليكود، وبينت يعرف كيف يفي بالمسؤولية كوزير للأمن”.
الفصائل الفلسطينية ترحب بالاستقالة وتعتبرها انتصارا للمقاومة
في المقابل رحبت حركة حماس وحركة الجهاد الإسلامي باستقالة ليبرمان، واعتبرتها انتصارا لها، وقال الناطق بلسان حماس، سامي أبو زهري “إن استقالة ليبرمان هي اعتراف بالهزيمة والعجز في المواجهة مع المقاومة الفلسطينية، وهو انتصار سياسي لغزة، التي تنجح بالصمود أمام العدوان الإسرائيلي. غزة تسببت بزلزال سياسي في الكيان الصهيوني”. وقبل ذلك، قال مسؤول آخر في حماس، هو حسام بدران، إنه “اذا كان نتنياهو يريد إنهاء هذه الجولة فعليه إقالة ليبرمان الذي تسبب بتصرفاته الحمقاء في التصعيد.”
وكتب أبو حمزة، المتحدث باسم الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، في حسابه على تويتر: “المقاومة لم تنجح فقط في ردع العدو، بل تسببت أيضاً في حدوث ارتباك في اعتباراته السياسية. انظروا إلى المجزرة التي خلقها الفشل في غزة بين القادة الإسرائيليين. مصير المقاومة هو النصر والتطور، بينما مصير العدو هو الفشل والتراجع”.
ووفقا لأبو حمزة، فإن استقالة ليبرمان هي درس لأولئك الذين يريدون اختبار المقاومة في غزة. وختم قائلا: “المقاومة يمكن أن تجعل المستويات السياسية والعسكرية في إسرائيل تفقد مستقبلها في أي مواجهة مستقبلية”.
غباي: “شكرا لمن خلصنا منه“
وفي الجانب اليساري للخارطة الإسرائيلية سارعوا إلى التعقيب على استقالة ليبرمان. وقال رئيس المعسكر الصهيوني، آبي غباي: “شكرا لمن خلصنا منه”، مضيفا: “هذا الشخص هو أكثر شخص غير ملائم لإدارة أمن المواطنين الإسرائيليين. الشخص التالي الذي يجب أن يستقيل هو رئيس الوزراء. لقد أصبح بمثابة شهادة تأمين لهنية وسنوار”.
وكتب عضو الكنيست إيتسيك شمولي (المعسكر الصهيوني) معقبا على استقالة ليبرمان: “هذا عمل طبيعي، إنه ضروري في ضوء الفشل المشين، ويجب أن يفعل ذلك أيضا، نتنياهو، بينت، وغيرهما من وزراء الحكومة الفاشلين الذين تسببوا في التخلي عن الجنوب وفقدان الردع”. كما استخدمت رئيسة ميرتس النائب تمار زاندبرغ تعبير ” شكرا لمن خلصنا منه”، وحددت بأنه “وزير عنصري فاسد أخرج السياسة الإسرائيلية عن مسارها”.
كما ردت زعيمة المعارضة تسيبي ليفني (المعسكر الصهيوني) بالدعوة إلى إجراء انتخابات مبكرة: “يجب أن تنصرف حكومة الفشل في الأمن. الفشل الأمني المدوي في الجنوب هو بصقة في وجه الجمهور في غلاف غزة وضربة قاضية للردع في دولة إسرائيل. إن الإعلان عن استقالة وزير الأمن والصراعات في مجلس الوزراء تثبت ما كنا نقوله منذ سنوات عديدة – لا يوجد لدى أحد من عناصر الائتلاف، وكلهم معا، حل للأمن.”
وقال عضو الكنيست يوآف كيش (الليكود) إنه على الرغم من انتقاده الشديد لوقف إطلاق النار، إلا أن “الاستقالة هي سياسية تعاني من خلل. كنت سأحترم قراره لو أنه انتظر على الأقل بعد أسبوع من الأحداث”.
وقال عضو الكنيست آفي ديختر، الليكود، إن الاستقالة سياسية، مضيفا: “في كل ما يتعلق بغزة، سيكون على إسرائيل تدمير البنية التحتية الإرهابية التابعة لحماس”. وأضاف: “لست عضواً في المجلس الوزاري، ولا اعرف المعلومات السرية التي جعلت جميع قادة الأمن والوزراء يوافقون على الترتيب. ولهذا السبب فقط، من الصحيح أن نكون حذرين في الانتقادات في هذه اللحظات.”