السلايدر الرئيسيشمال أفريقيا

عائلة المهدي بن بركة تناشد كل من العاهل المغربي والرئيس الفرنسي بكشف ملابسات اختفاءه

فاطمة الزهراء كريم الله 

– الرباط – من فاطمة الزهراء كريم الله – تزامنا مع الزيارة الرسمية التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، لتدشين خط قطار فائق السرعة يربط طنجة بالدار البيضاء، برفقة العاهل المغربي الملك محمد السادس، طلبت أسرة المعارض الراحل المهدي بن بركة، من العاهل المغربي  والرئيس الفرنسي المساعدة في كشف ملابسات اختفائه بباريس في 1965.

وقال البشير، نجل المهدي بن بركة، أن “ملابسات وفاة والده لم تكشف حتى الآن وما نزال لا نعرف مكان دفنه وهذا الوضع بالنسبة لأمي وأبنائها لا يحتمل إنسانيا. وأضاف: “أنتما الوحيدان اللذان يمكنهما القيام بالمبادرات الملائمة لاتخاذ القرارات الضرورية التي تمكن من إخراج هذه القضية من المأزق الذي آلت إليه”.

من جهته قال محامي أسرة بن بركة، موريس بوتين، : “نأمل مع تكرار التذكير بالقضية بأن يأتي اليوم الذي يثمر فيه هذا الجهد”.

وطالب المحامي، من فرنسا أن “تكشف مجمل الملفات الراجعة للأجهزة السرية” الخاصة بالقضية، وأن تنفذ السلطات المغربية مذكرات الإنابة التي أصدرتها فرنسا.

وبمناسبة الذكرى الثالثة والخمسين لاختفاء المهدي بن بركة الذي اختطف في 29 أكتوبر / تشرين الاول 1965 أمام حانة بباريس في عملية نفذتها أجهزة الأمن المغربية بالتواطؤ مع رجال شرطة ومرتزقة فرنسيين. كان قد كشف الأمين العام للمجلس الوطني لحقوق الإنسان بالمغرب، محمد الصبار، أن المجلس على وشك إصدار تقرير سيميط اللثام عن الحقائق الخاصة بملفات الاختفاء القسري الذي طال مغاربة، وفي مقدمتها ملف المعارض المغربي، المهدي بن بركة.

وقال الصبار، في حوار صحفي: ” نحن على مشارف إنهاء تقريرنا الختامي حول حالات الاختفاء القسري التي لم تَفك هيئة الإنصاف والمصالحة لغزها، وضمنها ملف المهدي بن بركة، باعتبارنا هيئة متابعة. وسننشر التقرير ونُظهر للرأي العام الحقائق الخاصة بتلك الاختفاءات وبينها حالة بن بركة”.

وأضاف: ” ما يمكنني أن أقوله هو أن حقيقة اختفاء بن بركة التي توصل إليها المجلس الوطني لحقوق الإنسان ستُكشف للرأي العام في الأشهر القليلة المقبلة، من خلال التقرير الذي سننشره”.

هذا وبدأ التحقيق في اختفاء بن بركة سنة 1975. وأصدرت فرنسا مذكرات إنابة دولية في القضية.

ويعتبر المهدي بن بركة من أبرز المناضلين ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب. ولم يعثر أبدا على جثمانه ولا تزال أسرته تتساءل عن مصيره وهوية خاطفيه والمسؤوليات التي تتحملها فرنسا والمغرب أو حتى إسرائيل والولايات المتحدة في العملية.

استغلال أسرة المعارض المغربي الراحل المهدي بن بركة زيارة الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون للبلاد ولقائه العاهل المغربي الملك محمد السادس، لتثير ملف اختفاء عميد الأسرة والدفع نحو كشف الغموض الذي يلف عملية اختفائه قبل أكثر من خمسة عقود. و تتزامنا مع أجواء التضامن العالمي في قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي، الذي ذكرت بعض الروايات أن جثته تمت إذابتها بأسيد الحامض، وهو المصير الذي قد يكون مشابها لجثة بن بركة، خطوة اعتبرها محللون “ذكية”.

في حوار سابق مع صحيفة ” ” قال الحقوقي المغربي، صلاح الوديع: ” المعلوم في قضية المهدي بن بركة هو أن هناك أسرار لم تعلن بعد، من طرف مسؤولين في الأمن المغربي وبطبيعة الحال ونظرا لدور الذي كان يلعبه المهدي بن بركة على المستوى العالمي، مما لا شك فيه بضلوع دول أخرى في عملية الإختطاف كإسرائيل وأمريكا وفرنسا التي لم تفرج لحد الساعة على مجموعة من المعطيات في هذا الملف”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق