السلايدر الرئيسيثقافة وفنون
نحات موصلي: أصنع من مخلفات الحرب أعمالا فنية تعبر عن امال أهل الموصل بإعادة مدينتهم
سعيد عبدالله
ـ الموصل ـ من سعيد عبدالله ـ من بين الركام ومخلفات الحرب التي مازالت تطغي على مشهد الجانب الأيمن من الموصل، اختار النحات الموصلي قيس إبراهيم الأستاذ في كلية الفنون الجميلة بجامعة الموصل مواده الخام لنحت خمسة منحوتات تعبر عن الامل ومواصلة الجهود للنهوض بالموصل بعد الحرب وإعادة الحياة لها.
لم يقف قيس إبراهيم خلال نحو عام ونصف من انتهاء معارك الموصل متفرجا أمام الدمار الذي لحق بمدينته جراء سيطرة تنظيم داعش عليها والحرب، وبدأ يعيد الحياة الى مخلفات الحرب ويجمع أجزائها المتناثرة ويمنحها منظرا جميلا على شكل منحوتات حملت عناوين (الموصل تنهض من الركام ـ حياة مزدهرة ـ شمس لا تغيب ـ نحو العلاـ هلال وآمال).
وقال قيس إبراهيم لـ”” في مستهل افتتاح معرضه الشخصي الذي احتضنته جامعة الموصل خلال اليومين الماضيين:”هذا المعرض هو المعرض الشخصي الثاني الذي انظمه بعد تحرير الموصل من تنظيم داعش، وهو بعنوان (آفاق مشرقة)، ليعبر عن امال وتطلعات أهل الموصل بإعادة اعمار وبناء مدينتهم، والأعمال المشاركة فيه توجه رسالة مفادها كيف تنهض الموصل من الركام، وكيف يمكننا إعادة اعمار هذه المدينة”، مضيفا أنه جمع المواد التي استخدمها في النحت من مكبات النفايات وحطام الحرب والسيارات المحترقة التي تملأ الشوارع.
وأوضح إبراهيم أن “المعرض يؤكد أنه بإمكاننا أن نعيد اعمار الموصل بتكلفة قليلة ونزين شوارعها وساحاتها بأساليب وفنون حداثوية”، لافتا الى أنه يمتلك أفكارا عديدة لإنشاء نصب يرمز لما شهدته الموصل خلال السنوات الماضية من الويلات والحرب، ويعبر عن آلية تحريرها من داعش، موضحا أن هذه الأفكار تحتاج الى جهات تمولها ماليا كي تنجز.
فن النحت كغيره من الفنون ومجالات الحياة الأخرى في الموصل لم تسلم من إرهاب داعش، فقد شن التنظيم خلال أكثر من ثلاثة أعوام من السيطرة على المدينة حملات واسعة استهدفت تدمير كافة التماثيل والمنحوتات التي كانت تزين ساحات وشوارع ومؤسسات الموصل ومعارضها، وشملت تدمير معالم المدينة التاريخية وآثارها التي تعود لآلاف السنين.
بدوره اعتبر الناشط المدني، يونس قيس أعمال النحات قيس إبراهيم ردا على تنظيم داعش، وأردف لـ””: “هذه الأعمال تقول للعالم أن الموصل مدينة جميلة وما وضعه داعش هو زائل”، مبينا أن هذه المعارض والنشاطات الثقافية والفنية التي تشهدها الموصل تبدد الخوف الذي زرعه التنظيم في نفوس المواطنين والفنانين وتجعلهم يشاركون بقوة في إعادة الحياة الى الثقافة والفن في الموصل.
من جهته أكد الفنان التشكيلي الموصلي، عضيد طارق، أن الموصل خطت خطوات مهمة بعد تحريرها من داعش لاستعادة هيبة مشهدها الثقافي والفني خصوصا الفن التشكيلي ولا سيما في مجال النحت، وأوضح طارق لـ””: “نجح الفنان قيس إبراهيم من خلال النحت التجميعي من توظيف الأجزاء المعدنية من البيئة الصناعية مع الأجزاء الطبيعية في معرض فني مبهر سيكون لهذا المعرض شأن كبير في عملية التلاقح الفني والخبري ما بين طلاب المؤسسات الفنية وهذا النتاج المتميز”.
وعاودت الموصل نشاطاتها الثقافية والفنية بشكل ملحوظ بعد تحريرها من داعش، عبر نشاطات فنية وثقافية متنوعة تبنتها كلية الفنون الجميلة في جامعة الموصل بالتنسيق مع مثقفين وفنانين واعلاميين موصليين، معوضة حرمانها من الفن والثقافة على مدي أكثر من ثلاثة أعوام من سيطرة داعش عليها.