السلايدر الرئيسيحقوق إنسان
سلطات الاحتلال اعتقلت أكثر من 900 طفل فلسطيني منذ بداية العام الحالي
فادي ابو سعدى
- نادي الأسير: نقل الأسير نائل البرغوثي بشكل تعسفي إلى معتقل “هداريم”
_ رام الله _ من فادي ابو سعدى _ قال نادي الأسير الفلسطيني أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت (908) من الأطفال الفلسطينيين تقل أعمارهم عن (18) عاماً، وذلك منذ بداية العام الحالي 2018 وحتى نهاية شهر تشرين الأول / أكتوبر 2018.
وجاء تقرير نادي الأسير بمناسبة يوم الطفل العالمي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في 20 تشرين الثاني/ نوفمبر. وذكر نادي الأسير أن قرابة (270) طفلاً تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم في معتقلي “مجدو، وعوفر”، إضافة إلى جزء آخر من أطفال القدس تحتجزهم في مراكز خاصة.
وأوضح نادي الأسير في تقرير صدر عنه مجموعة الانتهاكات التي تنفذها سلطات الاحتلال بحق الأطفال خلال عملية اعتقالهم والتي تبدأ منذ اللحظة الأولى على اعتقالهم بطريقة وحشية واقتيادهم من منازلهم في ساعات متأخرة من الليل؛ وسُجلت عشرات الحالات تحديداً بعد عام 2015 لأطفال أطلقت قوات الاحتلال النار عليهم بشكل مباشر ومتعمد خلال عمليات اعتقالهم. يُضاف إلى ذلك نقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف وإبقائهم دون طعام أو شراب، واستخدام الضرب المبرح بحقهم، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة إليهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد، وإصدار الأحكام غيابياً، وفرض أحكام وغرامات مالية عالية.
وأشار نادي الأسير إلى أن الانتهاكات تتواصل بحق الأطفال خلال فترة احتجازهم في المعتقلات، منها حرمان الطفل من استكمال دراسته، إضافة إلى حرمان جزء منهم من زيارة العائلة، أو الحصول على علاج مناسب لمن يعاني من أمراض تحتاج إلى رعاية ومتابعة طبية حثيثة.
ولفت نادي الأسير إلى أنه ومنذ العام 2015؛ شهدت قضية الأسرى الأطفال العديد من التحولات، منها إقرار عدد من القوانين العنصرية أو مشاريع القوانين، والتي تُشرع إصدار أحكام عالية بحق الأطفال، وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من عشر سنوات، وحتى الحكم المؤبد.
وخلال هذا العام كانت قضية الفتى حسان التميمي من بلدة دير نظام الأبرز على سياسة الإهمال الطبي التي يواجهها الأطفال في معتقلات الاحتلال، والتي تسببت بفقدانه لبصره خلال فترة اعتقاله. وجدد نادي الأسير مطالبته للمؤسسات الحقوقية الدولية ببذل جهود أكبر لحماية الأطفال الفلسطينيين، وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف”.
الأسير البرغوثي 39 عاماً في معتقلات الاحتلال
من ناحية أخرى قال نادي الأسير الفلسطيني، أن إدارة معتقلات الاحتلال نقلت الأسير نائل البرغوثي بشكل تعسفي من معتقل “بئر السبع ايشل” حيث يقبع إلى معتقل “هداريم”، وذكر نادي الأسير في بيان صدر عنه أن إدارة المعتقل ادعت أن الأسير البرغوثي خرجت منه بعض المعلومات خلال تواجده في المعتقل. يُشار إلى أن الأسير البرغوثي قد دخل عامه (39) في الأسر قبل عدة أيام.
وفي هذا الإطار أكد رئيس نادي الأسير قدورة فارس أن إجراء النقل إنما يعكس حالة الاضطراب والإفلاس التي تعيشها دولة الاحتلال، خاصة في ظل المجريات الخارجية التي فرضتها المقاومة.
دخل الأسير نائل صالح البرغوثي العام (39) في معتقلات الاحتلال الإسرائيلي، ووثق نادي الأسير الفلسطيني أبرز المحطات التي مرت على الأسير البرغوثي منذ تاريخ اعتقاله الأول عام 1978، وفي حينه كان يبلغ من العمر (19) عاماً.
وفي عام 1979 حكمت سلطات الاحتلال عليه بالسّجن المؤبد بالإضافة إلى (18) عاماً، ورغم مرور العديد من صفقات التبادل والإفراجات خلال سنوات اعتقاله، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت الإفراج عنه وأبقته رهن الاعتقال حتى تم الإفراج عنه في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011.
وفي أعوام 2004 و2005 فقدَ الأسير البرغوثي والده ووالدته، ونشأ جيل جديد في العائلة، جزء منه أصبح رهن الاعتقال وتحرر وهو ما يزال في الأسر، واستمر اعتقاله إلى جانب العشرات من الأسرى الذين أبقت سلطات الاحتلال على اعتقالهم قبل توقيع اتفاقية أوسلو.
وفي تاريخ الثامن عشر من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2011، تحرر ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، وذلك بعد قضائه (34) عاماً في الأسر. وبعد تحرره تزوج الأسير البرغوثي من الأسيرة المحررة أمان نافع والتحق بدراسته الجامعية، إلى أن أعادت سلطات الاحتلال اعتقاله مجدداً، إضافة إلى أكثر من (70) محرراً من رفاقه الذين أُفرج عنهم ضمن صفقة “وفاء الأحرار”، وكان ذلك في تاريخ الثامن عشر من حزيران/ يونيو عام 2014.
ووجهت سلطات الاحتلال تُهماً للأسير البرغوثي تتعلق بمشاركته بفعاليات شعبية، وترشيحه كوزير للأسرى، وحكمت سلطات الاحتلال عليه بالسّجن الفعلي لمدة (30) شهراً. وفي تاريخ الثاني والعشرين من شباط/ فبراير عام 2017 أعادت سلطات الاحتلال الحكم المؤبد بالإضافة إلى (18) عاماً بحق الأسير البرغوثي، بذريعة وجود ملف سري، حيث عمدت سلطات الاحتلال إلى إعادة الأحكام للمحررين من صفقة “وفاء الأحرار” وغالبيتهم ممن صدر بحقهم أحكاماً بالسجن المؤبد.