السلايدر الرئيسيشرق أوسط
الأردن: الإرهاب و”التطبيع” تحديات امام السياحة في المملكة.. وسيول الاردن الاخيرة لم تؤثر سلباً
رداد القلاب
_ عمان _ من رداد القلاب _ تعد السياحة إحدى أهم الروافد الإقتصادية في الدخل القومي بالعملات الأجنبية في الأردن، كما تساهم في حل مشكلة البطالة والمشكلات الاقتصادية التي تواجه الدولة الأردنية وتعكس صورة البلد الحضارية كما تعد وسيلة ترفيه.
وتواجه السياحة الاردنية بكل انواعها ( التاريخية والدينية والعلاجية والتعليمية والترفيهة والمغامرة وغيرها) ، تحديات ومشاكل ابرزها تهمة “التطبيع” مع الكيان الصهيوني، الذي يحتل الجزء الغربي من نهر الاردن “فلسطين”، الى جانب تحديات الارهاب والمصاعب السياسية الجارية في المنطقة، حيث استهدف المتطرفون، الاماكن السياحية في حربهم ضد الدول ومنها الاردن، مثل احداث قلعة الكرك الارهابية جنوب البلاد التي راح ضحيتها سائحة كندية تواجدت في المنطقة، اضافة الى مشاكل منها الطاقة والكلف العالية والتي تزيد من تكلفة المنتج السياحي الاردني والتسويق ومشاكل البنى التحتية، إضافةً الى الحاجة لتعديل التشريعات.
ويجمع خبراء وسياسيون ،اردنيون ، على تخلص السياحة الاردنية من تداعيات الازمة المالية العالمية والربيع العربي والارهاب ثم اللجؤ السوري.
كما يؤكد هؤلاء الخبراء لـ”” ان سيول الاردن الاخيرة لم تؤثر على الاردن بصورة سلبية، وعلى العكس فإن عدم تسجيل اي حالة وفاة خلال السيول يسجل للاردن، إضافة الى هبة الناس لمساعدة السياح اثناء السيول مع رجال الامن والدفاع المدني، منح الاردن ميزة اضافية إلى الميزة الامنية، ولكنها تدفع للخروج من الوطن من حالة الخوف التي شكلتها الحادثة.
من جانبه رفض وزير السياحة والأثار الاردني نايف الفايز: “تسيس السياحة ” والعمل لصالح الوطن الاردني فقط وذلك رداً على ما يتعلق بإتهام وزير سابق بالتطبيع بعد تبنيه “درب الاردن ” ولكن لا احد يتحدث عن “التسيس ” السياحة ، فيما يخص مراقد معركة مؤتة ، في الكرك جنوبي البلاد ، – عليهم السلام – التي يتوافد عليها المسلمين من الطائفة الشيعية او مساهمة السفير التركي في العاصمة الاردنية عمان لترميم مسجد عثماني في محافظة معان ، جنوبي البلاد.
ودعا وزير السياحية السابق نايف الفايز عبر ” “، الى عدم “تسيس السياحة ” في حال النهوض بصناعة السياحة مشدداً على المصلحة الوطنية من خلال القطاع السياحي الذي يعد اهم روافد الاقتصاد الوطني الاردني ويساعد في تخفيض البطالة وجيوب الفقر في المناطق الريفية والسياحية والقريبة منها.
واكد الوزير السابق الفايز، خروج السياحة الاردنية من النفق الذي دخلت به منذ الازمة الاقتصادية المالية العالمية ثم مواجهة تحديات الربيع العربي ثم تحدي الارهاب – داعش – ثم اللجوء السوري منذ العام 2011 والذي بدأ تأثيره على اوروبا 2015 .
ولم يخف الوزير السابق وجود تحديات ومشاكل في قطاع السياحة، قائلاً: تواجه السياحة تحديات ومشاكل، يمكن مواجهتها والتي تتمثل بـ كلفة الطاقة المتزايدة على المنشآت السياحية كذلك تطوير وتأهيل أنواع من السياحة المختلفة لكنه لا يرى ان قانون السياحة او نظام الادلاء السياحيين بحاجة الى تعديل في إشارة الى فاجعة البحر الميت على انها كارثة طبيعة ولم تكن الحادثة في السياحة التاريخية والاثرية مشددا على احر التعازي لأهل الشهداء الـ 22.
ولفت الى ان عدداً من انواع السياحة واعد منها السياحة الدينية والسياحة العلاجية وتضاف الى السياحة الرئيسية وهي السياحة التاريخية.
وقال ان انعكاس صناعة السياحة على الاقتصاد الوطني كبيرة اضافة الى مساهمة القطاع السياحي في خلق فرص عمل والمساعدة في حل مشكلتي الفقر والبطالة والمساعدة على نشر صورة الاردن خارجيا لنواحي الاستثمار وغيرها.
ونفى الوزير وجود علاقة بين درب الاردن وبين “التطبيع”، الذي يمر بالاراضي الاردنية، وله تكميل في الاراضي المحتلة مشدداً على ان المشروع يساعد السيدات والشباب من ابناء المجتمع المحلية وامكانية الاستفادة من تلك السياحة والتي تعد الاقل حضورا في السياحة الاردنية، حيث تبنى احد وزراء السياحة والاثار السابقين، المشروع ، الذي كان – يرأس الجمعية قبل تقلده مسؤولية وزارة السياحة، بحسب معلومات “”.
وبنفس الإطار أكدت عميد كلية السياحة والاثار في الجامعة الاردنية الدكتورة ندى الروابدة ،تعافي السياحة الاردنية وقالت: “هي بخير وتتعافى “بشكل جيد بعد سنوات الربيع العربي والارهاب الذي ضرب الاقليم والمنطقة مشددة على ان سيول عمان لم تؤثر سلبا على السياحة في الاردن.
وكشفت الدكتور الروابدة عبر ” “: عن وجوب إعادة النظر بالتشريعات الاردنية الخاصة بالسياحة، خصوصا تلك التي تخص سياحة المغامرة، وذلك بعد حادثة البحر الميت، لناحية تطوير اتفاقيات التدريب للأدلاء السياحيين والذي كشفت عنه حادثة البحر الميت والسيول مؤخرا.
وأشارت عميدة السياحة والاثار في الجامعة الاردنية، إلى أن التأهيل غير كاف والسير بخطوات بطيئة نحو سياحة المغامرة وتدريب ادلاء سياحيين من أبناء المجتمع المحلي، خصوصا بعد توقيع اتفاقية تعاون بين الأردن من جهة وفرنسا والبرازيل وهما الدولتان المشهورتان في سياحة المغامرة منذ شهر ايلول الماضي 2018 إضافة الى ما شكلته حادثة البحر الميت من خوف نحو ذلك النوع من السياحة، بإشراف الوزارة وبمشاركة الجامعات الاردنية والجمعيات التي تعنى بالشأن السياحي والمجتمعات المحلية من البلديات ومجالس المحافظات.
وقالت الدكتورة الروابدة: يجب إعادة النظر بالتعليمات الخاصة بالرحلات المدرسية وتفعيل تعليمات تدريب وتأهيل من يقوم على الرحلات المدرسية والترفيهة وتدريب طلاب كليات السياحة والأثار بالجامعات الاردنية، بشكل عملي، مشيرةً الى تقصير في هذا المجال كذلك اشتراط من يرافق رحلات الطلاب الترفيهية من غير الادلاء السياحية على استخدام السلامة العامة والامان ومؤهل صحيا وبدنيا وغيرها من الشروط.
ووصفت، استاذ السياحة والاثار، ما جرى مع السياح في البترا بالتزامن مع سيول الاردن الاسبوع الماضي ، بالمشهد الذي يضيف الى السياحة الاردنية، ميزة، وهي تعاون المجتمع المحلي الذي هب لنجدة السياح مع الامن والدفاع المدني، كذلك لم يسجل اي حالة وفاة لاي سائح بسبب الاحوال الجوية الاخيرة ، وتضاف تلك الميزة الى صورة الاردن الآمن ، الذي يعد مزة سياحية واستثمارية وغيرها.
وطالبت الدكتورة الروابدة، بإحلال الدلالة السياحية المحلية بدلاً من الشركات وكذلك تعديل شروط الدليل السياحي في قانون السياحة النافذ، وذلك لعدة اسباب منها ، التخفيف من قضايا الفقر والبطالة في المناطق السياحية وهو ما يسعى له الاردن حاليا وكذلك يتمتع الادلاء السياحيين من ابناء المحتمع المحلي على قدرة بمعرفة المناطق الخطرة واوقات وتواقيت المخاطر واساليب مواجهة المخاطر ولكنهم يحتاج هؤلاء الى تاهيل”صحية وبدني وتزويدهم بالتقنيات والمعرفة والتكنولوجيا وغيرها.
وأشارت عميدة كلية السياحة والاثار بالجامعة الاردنية ، إلى ان الاردن مليئ بالكنوز التاريخية والاثرية التي تجعله مقصدا للسياح اضافة الى رياضة المغامرة وسياحة التزلج على الرمال والطيران بواسطة المناطيد السياحية في منطقة رم السياحية ، إضافة الى سياحة الدورب مثل درب الاردن السياحي.
وفي ذات السياق أكد استاذ السياحة والآثار في كلية الملكة رانيا للسياحة والاثار في الجامعة الهاشمية، البروفيسور محمد وهيب ان السياحة في الاردن تعافت كثير من التأثيرات السلبية جراء الأحداث التي جرت في دول الجوار خصوصا ان البلد وسط حزام ناري لحدود المملكة الاربعة مشيدا بوعي المواطن والقيادة، بالحفاظ على الامن والاستقرار وهو العنصر الجاذب الابرز في المعادلة على حد تعبيره.
ويقدر الدخل السياحي على المنتج من 12 – 15% من الناتج القومي للمملكة، لافتا الى الاقبال الشديد على السياحة الدينية الاسلامية والمسيحية على حد سواء والتي تستقبل سياح بشكل لافت مشددا على عدم وجود سياحة “اثنية ” او “عرقية ” ونظم ذلك العمل بالقوانين والانظمة النافذة وقال: لا يسمح الاردن بهذا النوع من السياحة منذ تاسيس المملكة ونشاهد الكنسية وبجانب المسجد.
وأشار استاذ السياحة والأثار في الجامعة الهاشمية ، الى جهود العاهل الاردني عبدالله الثاني، بترويج الاردن عالميا، منها ركوبه على الدراجه والمشاركة في المنتديات العالمية السياحية، اضافة الى جهود الحكومة والقطاع الخاص، كذلك اثرت اوراق الملك النقاشية في تحسين صورة الاردن اضافة الى اقرار رسالة عمان للتسامح والسلام كذلك رعاية الملك لمؤتمر المسيحيين في الشرق ورعايته لـ اسبوع الوئام العالمي.
ويضيف الدكتور وهيب: الاردن يمتلك القدرة على عبور تلك المصاعب بسبب كنوز الجذب السياحي التي دفعت بالسياح الى التوجه الى الاردن حيث يمتلك الاردن 5 مواقع عالمية ويمتلك مواقع على قائمة التراث العالمي منها عماد السيح المسيح اضافة الى جودة المنتج السياحي الاردني.
وحول سؤال “” عن تأثيرات سيول عمان الاخيرة وتأثيراتها على السياحة الاردنية، قال وهيب: تأثيرات محدودة سرعان ما عادت الى وضعها الطبيعي بسبب ان ما حدث هو كارثة طبيعية ونحن نشاهد عشرات ومئات الاشخاص يموتون حول العالم بسبب كوارث طبيعية ولكن لا تتوقف الحياة على حد تعبيره.
وعزا استاذ السياحية تخطي حدود كارثة البحر الميت الى العالم بسبب التضخيم الاعلامي، اضافةً الى سوء اسلوب ادارة الازمة والكارثة من قبل الحكومة، والتاثير محدود حيث الغيت حجوزات محدودة، لكنها ما لبثت ان تعافت سريعاً.
وشدد على ان السائح الامريكي والأوروبي والقادم من جنوب شرق اسيا، لم يتأثروا بالحادثة ، بسبب ثبات واستقرار المملكة منذ التأسيس ولغاية اليوم ، ويقوم السياح بزيارة العقبة وعمان واربد وكافة مناطق المملكة.
إلى ذلك قال مدير عام هيئة تنشيط السياحة الدكتور عبد الرزاق عربيات ان المؤشرات السياحية للعام الحالي تنمو بشكل متسارع وأن المؤشرات السياحية تشهد حركة سياحية غير مسبوقة، حيث يلحظ وصول أعداد كبيرة من السياح من مختلف دول العالم، بعد ان تم فتح اكثر من عشرة اسواق أوروبية سياحية جديدة منها اليونان وايطاليا وبلغاريا والمانيا وبولندا.
واضاف عربيات لـ””، ان الاردن على موعد مع حركة سياحية نوعية ومن وجهات سياحية مختلفة، بعد ان تم توقيع العديد من الاتفاقيات بهذا الشأن مع شركات سياحية وطيران عالمية متعددة، حيث تحط حاليا في مطار الملك حسين في العقبة اسبوعيا اكثر من 22 رحلة سياحية، ضمن منظومة الطيران منخفض التكاليف والعارض، اضافة الى عشر رحلات سياحية الى عمان، عازيا هذا الأمر الى الاستراتيجيات التسويقية التي اعتمدتها الهيئة لهذا العام والتي كان من ثمارها وضع الأردن على الخارطة السياحية للعالم، حيث اصبح يصنف من افضل عشر وجهات سياحية في العالم.
وقال رئيس هيئة تنشيط السياحة ، ان “الهيئة تمكنت من خلال توظيف التسويق لترويج الأردن كعلامة سياحية بارزة ووجهة متميزة في أسواق السياحة العالمية ان تصبح المملكة مقصدا رئيسيا للسائح في الأسواق العالمية”، حيث بلغت نسبة الحجوزات الفندقية للفترة الممتدة من شهر تشرين الأول الجاري وحتى نهاية نيسان من العام المقبل 100% في منطقة البتراء والعقبة ووادي رم.
ووفق تقديرات شبه رسمية اردنية فإن الدخل السياحي السنوي لهذا العام من المتوقع ان يصل الى نحو 4 مليار دينار، حيث تساهم السياحة في رفد الاقتصاد الأردني.